عاجل

يوميات الأخبار

ولا عزاء لأصحاب القلوب السوداء!

عصام السباعي
عصام السباعي

والمؤكد أن هناك من يقود العالم  للصعود نحو الهاوية، من يسوق البشر للشذوذ الجنسى، ومن يعمل  من أجل التطبيع مع إسرائيل، وهو بالطبع نفس الذى سمح بإنشاء جمهورية إيران الإسلامية وطالبان الأفغانية!

الأربعاء:
أتخيل دائما أن الشياطين تختفى، عندما يقترب عيد الميلاد، ولكن واقع الحال يؤكد أنه فى ذلك التوقيت يختفى كل الأشرار، باستثناء الشياطين المكلفين بالأراضى المصرية، وهؤلاء لا هم عندهم سوى شق الجسد المصرى بأى طريقة ممكنة، ويزدهر عملهم فى كل عيد للأقباط، ويبدأ الشياطين من جانب فى تكرار نفس السؤال ونفس الإجابة، عن جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، ويقوم أخوتهم من شياطين الجانب الآخر بالعزف على موال الشيطنة، وعن نفسى لم أهتم فى أى سنة بالاثنين، لأن حياة المصريين أبسط من كل ذلك مهما فعل الشياطين، أتحدث عن أيامنا الحالية، فلازالت حلوة مقارنة بكل شعوب العالم، وأنا شخصيا كنت أتحدث فى التليفون قبل أيام، وقلت لمن معى على الطرف الآخر، بعد العيد نشوف بعض، ولأن الكلام طبيعى، لم يسألنى أى عيد، ولم أوضح له أننى أقصد عيد الميلاد، وقس على ذلك أشياء كثيرة فى الحياة اليومية، وبكل أسف هناك شياطين تركز على المعانى السلبية التى تفرق ولا تجمع، ودائما أقول لا تجيبوا على تلك الأسئلة ولا ترددوها أو تعطوها أهمية، وأحيانا يكون المتهم الرئيسى هو من يطرح السؤال أو يفرضه على غيره، فنحن فى بلد لا تستطيع أن تفرق فيه بين مسلم ومسيحى منذ عشرات القرون، ولكن وبكل أسف ما وصلنا عن الماضى يقتصر على تاريخ الملوك والخلفاء، أما تاريخ المجتمع فما وصلنا بالعربية قليل جدا، ولم نهتم بترجمة حكايات انبهار الأجانب بنا، باستثناء الكتابين العظيمين، الأول الفتح العربى لمصر لألفريد بتلر والثانى «أقباط ومسلمون» لجاك تاجر، أرجوكم شجعوا أولادكم على قراءتها، وكم أتمنى لو تولى مركز الترجمة بوزارة الثقافة ترجمة ما كتبه الرحالة الأوربيون عن علاقات المسيحيين والمسلمين فى مصر، حياتهم الواحدة فى الحياة وعبادة الله رغم اختلاف المعتقد، ذلك التشابه العجيب فى العادات والأكلات المرتبطة بالعبادات، ومن هؤلاء الرحالة برتراند دى لابرو وسانت جون ودومينيك جونا، وبلوك وكتاب مذكرات د.كلوت بك، وكثيرا ما توقفت أمام كلمات السيدة لوسى دوف جوردون وهى تدون حكاية أهالى ببا الذين انتخبوا جرجس القبطى عمدة لهم، رغم أن العائلات القبطية أقلية لا يتجاوز عددهم 13 عائلة، وسط عدد كبير من المسلمين الذين كانوا يقبلون يديه كلما صادفوه فى شوارع القرية، وتقول: «أثار إعجابى روح التسامح الموجودة فى كل مكان»، كل سنة وكل المصريين بخير بمناسبة عيد الميلاد المجيد، ولا عزاء لأصحاب القلوب السوداء عديمى المروءة والدين!.
ما لا يجوز ولا يليق !

الجمعة :
د. خالد منتصر يطوع كل شيء من أجل خدمة ما يجب أن يفعله بالضرورة وللضرورة، حتى لو كان ما لا يجوز ولا يليق به، دخلت على صفحته العامة فى الفيس بوك، كشخصية من مفاخر الفكر الحر، أو هكذا تم وضع الطريق له، وجدته ينقل رابطا عن «الجفرا نيوز» بعنوان «العالم العربى يتصدر العالم بالتحرش الجنسى»، وبحثت فوجدت أن أصله دراسة مشبوهة لوكالة مشبوهة لم يتم تحديد القائمين عليها فى عام 2012، ووضع على صفحته أيضا ما عنوانه «دراسة : 3 دول عربية أكثر تصفحا للمواقع الإباحية»، وتبين لى أنها دراسة صدرت عام 2013، وبالطبع كان السائد فى أغلب التعليقات مثل غيرها، سب للعرب والمسلمين ودينهم، ثم وجدته يعلق على صورة لبعض لاعبينا وهم يرتدون علم فلسطين ويقول «فلسطين قضية مهمة، وعلى عينى وراسى، ولكن علم بلدى هو الجدير بالاحتفاء عند الانتصارات هو وفقط»، وكأنه يستنكر على قيام لاعبى مصر برد فعل وطنى قومى على دعوة «الفيفا» للمدرب الإسرائيلى أفرام جرانت، فى مباراة استعراضية بين فريقى النجوم «العرب» وأساطير العالم، على هامش حفل ختام «كأس العرب» بالدوحة، وتم وضع علم إسرائيل بين عدة أعلام أخرى على قمصان الفريقين، ولا أدرى ماذا سيقول الدكتور خالد منتصر، أو حتى سيهتم، لو ارتدوا علم إسرائيل أو علم المثليين الشواذ؟!.
ما بين ملياردير الإعلام.. و ماريا القبطية!

الأحد:
لا أعتقد أننى أكره زميلنا الملياردير إبراهيم عيسى، فربما هو النموذج الكبير لنجاح أبناء جيلى بمعيارى الفلوس والشطارة، كما أنه صاحب أكبر قصة نجاح لمثلث الرعب الصحفى «الجنس والدين والسياسة»، فمجرد أن تسير عكسها تضمن الانتشار وتحقيق الانبهار، وهى نفس الشهرة التى تحققها الراقصات بمقياس مساحة المناطق المكشوفة تحت وفوق البطن، ولن أنزعج لو وصف أحدهم كلامى بأنه من قبيل «النفسنة»، ما يعنينى هنا هو القيمة التى تقدمها للمجتمع، بالطبع هناك من لهم نفس الإتجاه، وأحترم ذلك لأنه رأيهم واتجاههم، ولكن ما أعترض عليه هو التشكيك فى معتقدات الناس أو دعوتهم للإلحاد وإنكار الأديان، أنت من حقك أن تفكر ويكون لك رأيك ولكن عندما تطرحه للعامة، وتتساءل عن القرآن وتتشكك فى بعض سوره، وفى صيام رمضان بل وفى رمضان نفسه الخ الخ، فمن أبسط قواعد النزاهة ومبادئ الإعلام، أن يكون الرأى الآخر حاضرا، وأن تتيح الفرصة للرد ممن لهم صفة ومقام وحيثية، لأنك قد تكون مخطئا أو قد تم التدليس عليك، وغير ذلك ليس مقبولا ولا يجوز وقد يدخل فى دائرة مسميات أخرى غير مقبولة، ما أتوقف عنده هنا هو ذلك التناغم بين مجموعة محددة من الأسماء، والعجيب أن كلها مرت على «قناة فضائية مصرية»، مر عليها إسلام وإبراهيم والقمنى وغيرهم، وبعيدا عن تلك القناة كم أتمنى أن أعرف ما الإيرادات التى تحققها برامجهم، ومن الذى يدفع الفاتورة، نعم نعرف أن المخابرات الأمريكية تحت لافتة «الخارجية الأمريكية» تدفع فاتورة برامج قناة الحرة، ولكن من الذى يدفع فاتورة وملايين البرامج الأخرى!.

المؤكد أن إبراهيم عيسى هو زميلى الذى أحبه «عن بعد» حقا، وأتابعه عن قرب، رغم أن المرة الأخيرة التى رأيته فيها منذ عشرين سنة، وخلال زيارة والدته رحمها الله أثناء علاجها بمستشفى العجوزة، وتبقى نقطة أخيرة، فكم أتمنى لو اهتم بأن يوضح لنا لماذا حرصه على التقليل من شأن السيدة ماريا القبطية زوجة وأم إبراهيم ولد الرسول عليه الصلاة والسلام، يتحدث عنها فى روايته «مولانا» فهل تجوز تلك اللغة الهابطة وفى السياق الذى تمت فيه؟
سفالات ما بعد الشذوذ الجنسى!

الثلاثاء:
المحطة الأخيرة لتلك اليوميات مع نيافة الأنبا يوسف أسقف كنيستنا المصرية فى جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، وأنا من المتابعين المقدرين له، ولاحظت عبر الأيام أنه يستخدم ذلك المصطلح أكثر من مرة، «السوشيال كونستراكشن» أو إعادة بناء المجتمع، وكما يوضح فهناك من يريد إعادة بناء المجتمعات ومنها مجتمعنا، بحيث يتقبل أشياء غريبة عليه ويرفضها، وكان يتحدث عن الشذوذ الجنسى، أو باسمه الخادع التسللى «المثلية الجنسية»، ولأنه طبيب فى الأساس يعرف كذبة أن الشاذ يولد بشذوذه بسبب الجينات، يؤكد أن العالم يحاول أن يخدع الناس عندما ينظر إلى الشذوذ باعتباره أسلوب حياة، ويحذر من الأساليب التى تتم فى المدارس لتعليم الأطفال تقبل الشذوذ، وتعويد المجتمع على تقبلهم كحقيقة، لدرجة أنه يتم فى 31 ولاية أمريكية، سحب رخصة أى طبيب يقوم بعلاج الشواذ من مصيبتهم، وكذلك إنتاج أفلام للتعاطف معهم، وتخصيص يوم فى المدارس للاحتفال بيومهم العالمى، ومنح نقاط تفوق لمن يستضيف أحدهم للمبيت معه فى ذلك اليوم، وتخصيص مقرر فى المناهج، والحرص على نشر علمهم فى كل مكان حتى فى الرياضة، ويضع نيافته يده على قلبه، فقد قرأ عن رفع أحد الآباء دعوى قضائية فى نيويورك، للزواج من ابنته، ويحذر: «تلك مبادئ فساد وبداية لسقوط الدولة والأسرة، ويجب على الجميع أن يكون على وعى بما يتم من عمليات غسيل المخ لتقبل الفواحش، وأختتم اليوميات بما قيل فى الكتاب: «ويل لذلك الإنسان الذى به تأتى العثرة».. «ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا، الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما، الجاعلين المر حلوا والحلو مرا»، والمؤكد أن هناك من يقود العالم للصعود نحو الهاوية، من يسوق البشر للشذوذ الجنسى وإحياء قوم لوط، ومن يعمل من أجل التطبيع مع إسرائيل وإحياء الدولة العبرية، وهو بالطبع نفس الذى سمح بإنشاء جمهورية إيران الإسلامية وطالبان الأفغانية!، والمؤكد أكثر أنه لن ينتصر فى مصر، مادام فيها الأزهر والكنيسة المصرية.. ومادام هناك فى بلدان العالم وعى وضمير وتفكير ووطنية ودين.. ويا رب احفظ مصر واحفظ البشرية.
كلام توك توك:
يجوع الحر ولا يبيع شرفه ودينه!

إليها:
واعلمى أن بين يديك خيوط عمرى.