الأكياس البلاستيك لا تتحلل ومخاطر سرطانية على صحة الإنسان 

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

سلسلة  من المخاطر تُشكلها أكياس بلاستيكية، وذلك لعدم تحللها ومساهمتها في خنق البيئة بالمواد الضارة على صحة البيئة في الحياة البحرية وصحة الإنسان التي تسبب له الكثير من الأمراض السرطانية والأورام، وتدهور وضع الحياة البحرية والمحيطات بسبب التلوث البلاستيكى، حيث يتم تسريب 13 مليون طن من مخلفات البلاستيك إلى المحيطات سنوياً، مما يتسبب في أضرار بيئية خطيرة للحياة المائية، وأخطرها قتل 100 ألف من الكائنات البحرية سنوياً.
 
 موت الكائنات البحرية
وكشفت الأبحاث الدولية، أن الأكياس البلاستيكية التى تلقى على الشواطئ تسبب فى موت مليون كائن بحري وطائر سنوياً في البحار والمحيطات نتيجة ابتلاع  تلك الكائنات للأكياس، فما يقرب من 100 ألف كائن بحرى يموت سنوياً من البلاستيك، بسبب ابتلاعه فهو لا يتحلل بيولوجيا، أي أن الجراثيم التي تفكك مواد أخرى لا تتخذ البلاستيك غذاء لها، فتتركه يطفو على سطح المياه إلى الأبد، حيث تم انقراض 95 % من الترسة البحرية، بسبب خطأها في أكل الأكياس البلاستيكية بدلاً من القناديل.

ابيضاض الشُعب
وأثبتت الأبحاث أن البلاستيك الذي يلقى في البحر يحجب الضوء على الشُعاب المرجانية مما يسبب ابيضاض لها ومن ثم تموت، وتموت الكائنات البحرية التي تتغذى عليها، مما يسبب خلل كبير في النظام البيئي، بالإضافة إلى ما يسببه هذا التلوث من فقدان ما يقدر بما بين 1 إلى 5% من الفوائد التي يجنيها البشر من المحيطات، وتبلغ قيمة الفاقد من هذه الفوائد ما يصل إلى 2.5 تريليون دولار سنويا إلى جانب دخول 8 ملايين طن من الملوثات البلاستيكية إلى المحيطات العالم كل عام وفقاً لدراسة نشرت بالمملكة المتحدة.

سيدات جزيرة قرصاية.. وإعادة تدوير
يقول سيف الأشقر مؤسس إحدى الجمعيات المهتمة بالبيئة، أنه يعمل على مشروع جديد للتوعية بالأضرار البيئية لأكياس البلاستيك بشكل خاص والبلاستيك بشكل عام، حيث استوحاه المشروع من 7 أهداف من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.

ويتابع سيف قائلاً: "قام مع فريقه بحملة تنظيف النيل في جزيرة قرصاية لكونها مركز للصيادين، حيث عمل الصيادين على جمع البلاستيك، ثم تعمل زوجاتهم لتحويله إلى منتجات مفيدة، كشنط المدارس، حيث قاموا باستخراج نص طن من البلاستيك، وإعادة تدويره إلى 45 شنطة صالحة للإستخدام بالجهود الذاتية لسيدات القرية".

مضيفاً أنه قام بتوزيع شنط المدارس على الأطفال في مدارس للتوعية بخطورة البلاستيك وأهمية إعادة تدويره وإدخاله في المنظومة البيئية مرة أخرى للإستخدام والإستفادة به.
 
أكثر المدن تضرراً
بينما تقول منار رمضان مؤسس بمشروع  "بلا نلاستيك" إن الإسكندرية أكثر المدن تضرراً من النفايات البلاستيكية باعتبارها مدينة ساحلية، وتعد العامل الأساسي في سد "البالوعات" والمجاري المائية والمصارف، والصرف الصحي إلى جانب قتلها للكائنات البحرية، عن طريق الإبتلاع، والتجويع، والإختناق، والعدوى، والغرق، والتشابك، الذي تتسبب فيه نفايات البلاستيك.

وأشارت منار إلى أنه أثناء عملية تنظيف الشواطئ التي تمت خلال الفترة الأخيرة على 4 شواطئ بالاسكندرية بمنطقة بحري بوسط البلد كان الفريق المتطوع يرى التأثير المباشر للبلاستيك على الحياة البحرية، من أسماك مشوهه، وأسماك نافقة نتيجة ابتلاع أكياس بلاستيكية أو خشد الأسماك وتسبب لها عاهة، مضيفة أنه تم استخراج 2 طن مخلفات أغلبها بلاستيك خلال ساعة وربع فقط في إحدى عمليات  التنظيف.
 
التوعية المجتمعية
وأوضحت منار، أن التوعية من خلال الحوار مع المواطنين على الشواطئ أو السوشيال ميديا هي السلاح الأساسي في التقليل من استخدام البلاستيك أو التعامل مع نفاياته بطريقة سليمة وصحيحة، بالإضافة إلى عمل دورات تدريبية للجمهور لإستهداف أكبر قدر من المجتمع.

وتابعت منار: "البلاستيك شئ مستحدث وله بدائل أخرى فمنعه لا يؤثر على الإنسان، حيث يسبب البلاستيك خلل في التوازن البيئي البحري".
 

اقرأ أيضا: القطن العضوي والأكياس أحادية الاستخدام.. البدائل الآمنة للبلاستيك 


تضاعف المخلفات البلاستيكية 
وتوضح الدكتورة لمياء إسماعيل أستاذ مساعد بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد، أن البلاستيك مصنوع من مواد كيميائية وبترولية والغاز الطبيعي، والفحم، وكلها موارد ملوثة وغير قابلة للتجديد لديها أضرار جسيمة على الحياة البشرية والبحرية والبيئية.

وأضافت أن المخلفات البلاستيكية  من أخطر المشاكل البيئية في الوقت الحالي، حيث تضاعفت المخلفات البلاستيكية حالياً ثلاث مرات مقارنة بالعقدين السابقين.

وتقول إسماعيل، إن الحياة البرية والبحرية أكثر تضرراً من البلاستيك، حيث تم العثور على العديد من الطيور البحرية ميتة وبطونهم مليئة بالنفايات البلاستيكية فعندما تبتلع الطيور البحرية والأسماك البلاستيك، فإنها تأخذ مساحة في معدتها، مما يتسبب في بعض الأحيان في الجوع والموت.

تقدر بالأطنان
وتشرح إسماعيل قائلة: "البعض يعتقد بأن النفايات البلاستيكية موجودة على اليابس، ولكن الواقع والدراسات والبحوث تؤكد بأن أغلب النفايات والتي تقدر بالأطنان من بقايا الزجاجات و الحقائب والأغلفة والأكياس البلاستيكية ينتهي بها الأمر إلى مياه البحر والمحيطات"، مضيفة أن البقايا البلاستيكية الظاهرة على السطح ليست سوى جزء صغير للغاية من هذه النفايات، وبفعل العوامل الجوية وأشعة الشمس تتكسر تلك النفايات إلى جزيئات بلاستيكية متناهية الصغر تغوص في القاع وتأكلها الأسماك وغيرها من حيوانات الحياة البحرية التي يصطادها الإنسان وتصل إلى أطباقنا اليومية.

وأكدت إسماعيل على ضرورة إعادة تدوير واستخدام النفايات البلاستيكية طيلة الوقت ودخولها في صناعة لتقليل تواجدها بالبيئة عن طريق استغلالها في صناعة الكراسي والترابيزات أو أي شئ آخر.

ونوهت إسماعيل إلى أن محافظة قنا من المحافظات التي بها إعادة تدوير البلاستيك واستغلاله والتخلص منه بطرق سليمة بعيداً عن الحرق الذي يسبب في أضرار بالغة على البيئة، مشيرة إلى أن النبش في القمامة يكون بسبب البحث عن البلاستيك لذلك يجب فصل البلاستيك في القمامة عن المواد العضوية التي يمكن أن تتحلل.


اقرأ أيضا: استمرار حملات نظافة نهر النيل من المخلفات البلاستيكية