بلا حرج

التنمر وسنينه !!

أحمد غراب
أحمد غراب

ليس من قيمنا الاجتماعية والدينية أن تطل علينا بطرف عينيها ظاهرة التنمر ؛ علمونا ونحن صغار أن عبدالله بن أم مكتوم مؤذن كفيف نزلت فيه سورة عبس : «عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى»  لكن الذى تجاهله خطابنا الدينى والتعليمى أنه كان أميرا للمدينة المنورة فى عهد رسول الله - عليه أفضل الصلاة والسلام - كيف ذلك ؟
كان من عادة الحبيب المصطفى عندما يخرج لمشاركة المسلمين فى الدفاع عن المدينة وأن يؤمر أحدا عليها ، وفى إحدى المعارك ولى وأمر عبدالله بن أم مكتوم ؛ فهل عصاه احد وحدث اضطراب وقلاقل بالمدينة؟! بالعكس ؛ كيف يخرجون عليه ورسول الله كان يداعبه كلما رآه أمامهم قائلا : « مرحبا بمن عاتبى فيه ربى»
وحكاية الرسول مع ذوى الاحتياجات الخاصة تبهر الإنسانية كلها لو ركزت عليها الخطابات الدينى والتعليمى والإعلامى ؛ هل نحن مكتوب علينا ألا نعرف من سيرة نبينا - عليه أفضل الصلاة والسلام - إلا ما يتعلق بالحروب والغزوات ؟! أين الجوانب الإنسانية فى سيرته ؟!
اختطف الخطاب الدينى وهو الأقوى تأثيرا لتيارات مدسوسة على المجتمع العربى والإسلامى فى العصر الحديث ؛ فلا يركزون فى خطابهم إلا على كل ماينمى الجفاء والعنف والعدوانية والتطرف والإرهاب ، ثم يعايرنا من صدروهم إلينا بهم ، وينسبون زورا إلى ديننا الإسلامى الحنيف مع سبق الإصرار والترصد ما يفعله هؤلاء الإرهابيون .
كفانا ما فعله الإرهابيون بنا وبمجتعاتنا وبديننا الإسلامى الحنيف، ولنكن أكثر وعيا لألاعيب التستر برداء الدين والغيرة على الشريعة الإسلامية وتعاليمها وأحكامها ؛ ففى عهد الرسول هناك من بنوا مسجدا ضرارا من المنافقين فهدمه رسول الله حتى لا تكون فتنة !!
أستاذة جامعة بترت ساقها فى حادث سير ، أوجعتنى حينما قالت أن البعض يتنمرون بها فى الشارع ، ولا أرى أمثال هؤلاء إلا الوجه الآخر لدراما وسينما وأغانى العنف والجنس التى تسمى زورا وبهتانا مهرجانات، ربنا مع صديقى هانى شاكر نقيب الموسيقيين فى مواجهتها بعدما أعلنوا حربهم الضارية عليه وكلنا وقلوبنا معه ومع أمثاله مثل الصديق الفنان القدير الدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية .