دوشة

حكاية شغف

محمد حامد
محمد حامد

بدونه لا تستقيم الحياة، تعيش نصف ميت، تتحرك بجسدك ولا تتفاعل بقلبك، إشارات عقلك لا تستجيب سوى للسير تجاه مواقع محددة لأهداف تجلب المنفعة وتتحول لآلة تنفذ أشياء روتينية ليس إلا .. كل هذا ينطبق على شتى أمور الحياة عندما تفتقد للشغف، ولكن هناك مجال يحتاج لنوع مختلف من الشغف، يكون بمثابة الوقود والمحرك الأساسى من أجل النجاح به .. هذه كرة القدم، تُسمّى بالساحرة المستديرة، لذا فالسيرة الذاتية لمن يعمل بها لابد أن تحتوى على مقومات خاصة أهمها الشغف .. ظهر هذا الشغف فى أبهى صوره من السيدة ماريا دولوريس دوس سانتوس أفيرو، والدة الأسطورة كريستيانو رونالدو، عندما التقطتها عدسات الكاميرات وهى تلوح بعلم سبورتينج لشبونة بكل حماس فى ملعب الفريق البرتغالى جوزيه ألفالادى بالعاصمة لشبونة، خلال مباراة الفريق فى الجولة الخامسة بدورى أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند .


سبورتينج لشبونة، هو الفريق الذى انطلق منه ابنها للعالمية، بدأ هناك وخطف الأنظار على الملعب الذى ظهرت به منذ أيام فى مدرجاته، ويبقى السؤال، ما الذى أتى بسيدة تبلغ من العمر ٦٧ عاماً فى المدرجات وتشجع بهذا الحماس، قد يكون الوفاء والانتماء للنادى صاحب ضربة البداية فى نجومية الدون رونالدو، ولكن لا تستبعد الشغف، الذى لا ينقص أبدا من وريد كريستيانو، مازال متألقاً وهو فى الـ٣٦ من عمره، ولم نكن نعرف الموّلِد الأساسى لما نشاهده منه، وبعد حماس السيدة ماريا فى ستاد لشبونة عثرنا على المصدر والفرع الرئيسى الذى أمده بالشغف.


حكاية شغف عاهدناها كثيراً فى كرة القدم، حدثت بملاعبنا أيضاً، ولكن بشكل آخر، عندما شاهدنا، آل إمام يمتعوننا، الأب يعلق على المباراة -حمادة إمام- والابن حازم يلعب ويبدع ويمتع فى الملعب، ومن قبلهما كان الجد يحيى الحرية منبعا للشغف الممزوج بالانتماء.


وفى الاسماعيلية، نجد آل جريشة، من فاكهة الكرة المصرية على أبوجريشة، وصولا لصلاح ومحمد محسن أبو جريشة .. مثل هؤلاء وغيرهم يجب أن نستمد منهم شغفهم وارتباطهم الوثيق بما يحبونه، ليصبح مصدر رزقهم، ويتحولون  لمصدر إلهام لنا .