مـــا بــيـــن الشابو والاستروكس .. جرائم المدمنين

اللواء مجدي السمري: الشابو دخل الصعيد على يد بعض أبنائه العائدين من الخارج

 اللواء مجدي السمري
اللواء مجدي السمري

معظم الذين يرتكبون الجرائم يعلقون سبب جريمتهم على شماعة الكيف القاتل وتعاطيهم للمخدرات ظنًا منهم أن هذا سببًا كافيًا للهروب من العقاب لكن هيهات أن يحدث هذا، حيث تأتي العقوبات مشددة على قدر جرائم مرتكبيها، وقد شاهدنا جريمة مذبحة الإسماعيلية، وبشاعتها من فصل رأس القتيل وحملها فى الشارع ومحاولة قتل آخرين، وأيضًا دهس نجل رجل أعمال وصاحب سلسلة متاجر شهيرة لأربعة طلاب وتسببه فى مصرعهم، وغيرها من الجرائم التي تقع وسببها الإدمان.

لسنا دولة منتجة.. وأفغانستان من أكثر الدول المصدرة للسموم 

 بداية، هناك قاعدة تقول أنه لا يمكن لأي دولة فى العالم أن تصبح «زيرو» مخدرات أي بدون مخدرات، لأنه رغم جهود أجهزة وزارة الداخلية «الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وأقسام مكافحة المخدرات فى المديريات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام»، ونجاح الضربات الإستباقية فى الفترة الأخيرة، إلا أن تجار الكيف ومهربي المخدرات، يطورون من طرق تجارتهم وتهريبهم مع التطور التكنولوجي الحديث والسوشيال ميديا، اللواء مجدي السمري، مساعد وزير الداخلية الأسبق للإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أجرينا معه حوارًا ساخنًا، كشف فيه عن الكثير من الأسرار الخاصة بعالم الكيف والإدمان، وطرق تهريب المواد المخدرة، وماهي المخدرات المستحدثة، وخريطتها فى مصر، كما إنه كشف عن سر خطير سبب انتشار مخدر الشابو فى الصعيد على وجه التحديد، كما أعلن ولأول مرة، عن الدول التي تنتج المخدرات وتصدرها لمصر، والسر وراء ذلك!، واوضح أن مصر دولة مستهلكة وليست منتجة وتبعات ذلك، حوار دسم لمن يريد التوغل فى دهاليز عالم الكيف القاتل.


أول ما يتبادر للذهن هذا السؤال، ما هي خريطة المخدرات فى مصر وارتباطها بالدول المجاورة؟

المخدارات موجوده منذ بدء الخليقة، ولكن المشكلة بدأت بعد أحداث 2011، وانتشار حالة من الفوضى فى كثير من الدول العربية والانهيار الأمني بها، بعدها أصبح هناك ما يعرف بإنتاج المخدرات بغزارة فى منطقة الشرق الأوسط، ولأن مصر موقعها استراتيجي فى المنطقة، كما إنها دولة مستهلكة وليست منتجة، فـ بتالي كانت هدفًا لكثير من الدول التي تنتجها، ومن تلك الدول المنتجة، لبنان، تنتج جميع أنواع المخدرات الحشيش، الهيروين، والأفيون، حيث يتم الإنتاج فى سهل البقاع جنوب لبنان، والذي يسيطر عليه حزب الله، كما إن سوريا تعد من الدول المنتجة أيضا للكبتاجون والحشيش والهيروين، وأيضا أفغانستان وباكستان، تسيطر على 95% من إنتاج الأفيون فى العالم، وبالتالي الهيروين، لأن الأفيون يدخل فى تصنيع الهيروين، وهذا وفقا لتقرير الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المنظمة، وذلك بعد سيطرة «طالبان» على الأمور هناك، فأصبح إنتاج الأفيون بنسبة كبيرة، ليس هذا فحسب فإن ليبيا على حدودنا الغربية فهي تعد منطقة تهريب للمخدرات عبر الحدود، ولكن بعد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي للقاعدة العسكرية، تم الحد من تهريب المخدرات عبر الحدود، ولكن المهربين يبتكرون طرقا جديدة للتهريب عبر المنافذ، على الرغم أن دولة ليبيا ليست منتجة للمخدرات، ولكن الدول المنتجة تهرب كميات كبيرة لها ومنها إلى مصر، فالمخدرات جريمة منظمة وعابرة للقارات مثل السلاح والإرهاب.


كما إن الهند، أكبر منتج للأقراص المخدرة، فهي تأتي لنا من هناك عبر ليبيا، ويتم تخزيها فى المنطقة الصحراوي الغربية لليبيا ثم تهريبها إلى مصر، كما يتم تهريب الهيروين من اليمن عبر المراكب الصغيرة إلى السودان ومن السودان تدخل مصر عبر الحدود الجنوبية، والعراق أيضا مسرحا لتهريب المخدرات، ويتم استهداف مصر لأننا دولة ليست منتجة.


ماهي المخدرات المستحدثة والفرق بينها والمخدرات العادية؟

مؤخرا ظهر فى سوق الكيف، مايسمى بالمخدرات المستحدثة، مثل مخدر الأيس، ورغم أنه قديم ومدرج ضمن جدول المخدرات ولكن لم يكن معروفًا وبعد عام 2018 ومع انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، بدأ مايعرف بعقد صفقات من الصين، وأطلق عليه مسمى «الشابو او الكريستال»، وسبب تسميته أنه يشبه حبات الثلج المجروش التي تشبه الكريستال، وهو يأتي من الصين إلى دول الخليج، وبعض أهالينا من سوهاج وقنا كان يعرض عليهم هذا المخدر على انه ليس مخدر ولكنه نوع من انواع الاملاح التي تعالج بعض الأمراض، وبدأوا فى جلبها بكميات إلى بلادهم، وكانوا لا يعلمون طبيعتها وكونها مخدرات، ومن هنا انتشر فى هذه البلاد ودخل مصر، لكن المشكلة أنه يتم إعادة تصنيعه فى بير السلم، حيث أن طرق تصنيعه منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتم إدخال عليه مواد كيماوية قاتلة.


ومن أنواع المخدرات المستحدثة، الاستروكس، وهو عبارة عن مادة كيماوية تهرب من الصين إلى داخل البلاد ويتم خلطها بالأعشاب الطبيعية مثل البردقوش والمرمرية والدميانه، ويضاف عليها بودرة الصراصير وأستون ما يعطي إحساس للمتعاطي بأنه حشيش، وهو كان غير مجرم ولكن تم تجريمة بإضافة مادة الاستروكس رقم 134 لسنة 2019 لقانون تجريم الاستروكس وهي كل من قام بخلط أعشاب طبيعية على مواد كيماوية بحيث تؤدي إلى تخدير الجسم والإضرار بالعقل فهي مخدرات مجرمة، كل هذه مخدرات مستحدثة يتم الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأيضا الشباب يلعب دورًا كبيرًا فى ترويجها مما يؤدي إلى كثرة الجرائم وشاهدنا متهم الاسماعيلية والشاب الذي دهس اربعة فى الشيخ زايد وغيرهما ممن كانوا تحت تأثير المخدرات.


-ماذا عن مخدر الكوكايين ومن أين يأتي؟

الكوكايين يتم تهريبه من أمريكا اللاتينية إلى جنوب غرب البلاد، ويأخذه الأثرياء لأن الجرام منه وصل سعره إلى 2000 جنيه، حيث أن الكوكايين يعطي طاقة وعدم إحساس بالزمن، وحماسة شديدة، وهذا سبب الحوادث، وإحقاقا للحق وزارة الداخلية تبذل جهدًا كبيرًا، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات وحرس الحدود وجميع مؤسسات الدولة المعنية بمكافحة المخدرات لا تدخر جهدا فى الحد من دخول تلك المخدرات ومنع وصولها للشباب، حرصًا على مستقبلهم،

 

ولكن المشكلة فى تصنيع المخدرات تحت بير السلم، ولا يوجد دولة فى العالم تستطيع السيطرة على التهريب 100%، لأن أساليبه متجددة وحديثة، فمعظم تهريب الكوكايين عن طريق البلع وبكميات ولهذا فإن كشف هذه الطريقة يكون إما عن طريق بلاغ مسبق أو اشتباه أو مرور بأجهزة التفتيش الحديثة فى المطارات، فنجد اوروبا وأمريكا أيضا يعانيان من المخدرات المستحدثة وكم الجريمة المرتفع هناك بسببها، ولهذا يوجد تنسيق عالمي عن طريق منظمة الأمم المتحدة للحد من انتشار المخدرات ومكافحة طرق تهريبها.


-ماهي المخدرات الرقمية وتأثيرها؟

لايوجد شيء بهذا الاسم، فلا توجد قضايا لمخدرات رقمية تم ضبطها، لأنه لا يوجد شيء بهذا الاسم، فسماع الموسيقى الصاخبة فى الغرف المظلمة هذا ليس إدمانا ولا يؤدي إلى الوفاة.


-ما هي أكثر أنواع المخدرات استهلاكا في مصر؟
بداية الحشيش هو المخدر رقم واحد، ويحتل الصدارة، ويليه الهيروين، ثم الأقراص المخدرة، وتعد القاهرة الكبرى من أكثر المناطق لترويج المخدرات، بسبب الكثافة السكانية والثقافات المختلفة، ثم تليها المحافظات الساحلية الاسكندرية والسويس نظرًا لوجود موانئ بها، ويلي ذلك المحافظات التي تعد مناطق تخزين مثل الشرقية وسيناء، حيث يتواجد بها أماكن تخزين.


وبالنسبة للصعيد فهو رقم واحد لمخدر الشابو، وأوضحنا السبب وهو أهالينا القادمين من الخليج وتبرير لهم ان الشابو ليس مخدرات ولكن انواع من أنواع الأملاح المسكنة، علاوة على إنتاجه تحت بير السم.

 

أقرا ايضا | ضبط كيلو و نصف شابو و هيروين و حشيش بحوزة تشكيل عصابي  بـ«طهطا»