مدمن "الشابو" قتل الشيخ الصغير.. والرئيس السيسي ينتصر لأسرة الشهيد

عزاء الشيخ الصغير
عزاء الشيخ الصغير

كان سندًا لأسرته، بارًا بوالديه، يكدح ليل نهار، من أجل البحث عن لقمة العيش، لمساعدة والده العاجز، وتجهيز شقيقته المقبلة على الزواج، اعتمد على نفسه وعمله، في شراء وبيع الجرجير،  بالرغم من أنه طفل لم يتعد الثالثة عشر من عمره، إلا أنه كان رجلا من صغره في تحمل المسؤولية والشقاء مبكرا.

طفل الجرجير مات ضحية عاطل، حاول سرقة قوت يومه، 100 جنيه، من متحصلات بيعه للجرجير، بعد أن ذبحه المتهم بزجاجة، وتركه غارقًا في دمائه، بعد أن بيت النية لسرقته، أثناء عودته من عمله،  في جريمة هزت المجتمع القنائي، عامة، وأسرة المتهم خاصة، والذين شكروا الأجهزة الأمنية بنجع حمادي، على جهودهم في سرعة ضبط الجاني، وطالبوا بالقصاص العادل ضد المتهم حتى يكون عبرة لغيره، وللحد من ارتكاب مثل هذه الجرائم، خاصة مع انتشار الشابو المخدر، الذي أصبح يهدد المجتمع القنائي، بالرغم من غلو سعره.


حسين عبد الله، 13 عاما، بالرغم من أنه المجني عليه في هذه الجريمة، إلا أنه كان بطلا لها، بعد مقاومته للص، حاول سرقة قوت يومه، قاومه ببسالة ولم يخف من متهم معروف بأنه مدمن وخرج من السجن منذ فترة، إلا أن أمله في هذه اللحظة هو الحفاظ على ما جناه من تعبه طوال يومه، حتى يعود لأسرته باحتياجاتهم الضرورية اليومية، ومساعدة شقيقته في توفير احتياجاتها في شراء مستلزمات زواجها، «مكانش عايزها تكون ناقصة حاجة».


الجريمة البشعة اهتز لها الشارع، طفل في الثالثة عشر من عمره فقد حياته فداءً لـ لقمة العيش»، عندما حاول المجرم سرقة أموال الضحية المتمثلة في إيراد يومه من بيع الخضر، فلقد كانت الجريمة تجسيدا حقيقيًا لخطر الإدمان والمخدرات على الشخص، وقتل طفل بريء ذبحًا بزجاجة وسط الزراعات.


بدأ الخوف والقلق يسيطر على الأسرة،  بعد أن تأخر سندها في العودة للمنزل،  كعادته يوميًا، بعد انتهاء عمله، ومع دقات الثانية عشر من منتصف الليل، أصيبت الأسرة بحالة من الجنون والخوف، خرجت الأسرة والأقارب يبحثون عن الطفل في كل مكان، بكاء الأم لم يتوقف، وقلق الأب العاجز الذي لا يستطيع الحركة بحثًا عن فلذة كبده استبد به، وأشقاء سيطر عليهم الخوف والفزع،  على شقيقهم الذي تأخر عن موعد احتضانهم له يوميا، حتى تعم الفرحة بعودة سند العيلة، الذي يعمل جاهدا في توفير احتياجاتهم ورسم السعادة والأمل في قلوبهم وعلى وجوههم.


جريمة قبلها

المتهم هذه المرة ارتكب جريمتين في نفس اليوم، وتأتي ترتيبات الأقدار بتفاصيل مثيرة حول ارتباط الجريمتين، إذ أن قاتل شهيد لقمة العيش، هو نفسه الشخص الذي سرق إيراد اخته الصغرى في صباح ذات اليوم بسوق الرحمانية بنجع حمادي وفر هاربًا.


هرب المتهم بعد واقعة السرقة الأولى هذا اليوم، ولم يعرف أنه على موعد مع جريمة أخرى أكثر بشاعة، ولسوء الحظ يرتكبها في حق نفس العائلة، ليقوده الإدمان إلى الإقدام على إنهاء حياة شيخ صغير بغرض سرقة ما يملكه، الذي لا يتجاوز الـ100 جنيه.


انتظر المتهم ، عودة طفل الجرجير من عمله، وقابله ليخبره، بأنهما سيذهبان سويًا إلى حديقة خلف الزراعات، لنقل «دكتين» على عربة كارو، خاصة بالمجني عليه، وأثناء دخولهما الزراعات، فوجئ المجني عليه، بمحاولة المتهم سرقة 100 جنيه كانت بحوزته، لم يستسلم وقتها الطفل وقاوم المتهم ببسالة شيطان في صور رجل، إلا أن المتهم كان أقوى منه، وأمسك بزجاجة وذبحه في رقبته، وترك جثته غارقة في دمائها وفر هاربًا.

 

لم يتوقع المتهم وقتها،  أنه سيفتضح أمره قريبا، وفي غضون بضع ساعات، تمكنت وحدة مباحث نجع حمادي، برئاسة الرائد محمد امبابي، من ضبطه، واعترف بجريمته، وأن الغرض منها السرقة، ومثل المتهم جريمته، في حراسة مشددة، أمام النياية العامة، التي قررت حبسه على ذمة التحقيقات.


اعترف المتهم أمام النيابة العامة قائلا: في نفس اليوم حاولت سرقة شقيقته، كان معها مبلغ مالي، وهي تفترش لبيع الخضروات في السوق، حاولت سرقتها، وهربت بعد أن صرخت أثناء محاولة سرقة قرطها الصيني، وفي نفس اليوم، انتظرت المجني عليه، وأوهمته بأن سيحصل على مبلغ مالي، نظير عمله معي في نقل «دكتين»، من حديقة وسط الزراعات، فرح الطفل وذهب معي، وأثناء سيرنا وسط الزراعات، حاولت سرقته، كان بحوزته 100 جنيه، حصيلة عمله في بيع الجرجير إلا أنه قاوم، وبدأت بيننا مشادات، انتهت بإمساكي بزجاجة، وذبحته، وتركت جثته وهربت.


التقت أخبار الحوادث، بأسرة المجني عليه، عقب ضبط المتهم، والذين وجهوا الشكر للأجهزة الأمنية، على سرعة ضبط المتهم وكشف ملابسات الواقعة، وطالبوا بالقصاص العادل من القاتل في أسرع وقت ممكن.

وأوضح أهالي المجني عليه؛ أن القتيل كان رب الأسرة وسندا لها، بالرغم من صغر سنه، إلا أنه كان قادرا على سد مكان والده، طريح الفراش، «ربنا يرحمه ويصبر أهله».

أما شقيقته الصغرى فتحكي التفاصيل وكيف أن المتهم توجه إليها أثناء افتراشها الأرض في سوق قرية الرحمانية قبلي، وأقنعها بأنه يريد شراء كل ما لديها وأعطاها الأموال، ليباغتها بسكين حتى تعطيه متحصلات يومها كله، كما سرق من اذنيها «حلق صيني».


يمكنك أن تشاهد هذا المشهد المأساوي، كاملًا في أعين «أم حسين» الثكلى، التي كادت أن تفقد طفلين في يوم واحد، عدم قدرتها على الكلام ودموعها المستمرة رسمت صورة حزينة أخرى ترسخ في الأذهان خطورة الإدمان ووجوب محاربة المخدرات بكل ما نملك من قوة وإرادة.

والدة القتيل، لم تردد إلا عبارات بسيطة، كانت تظهر بعض ملامح الحزن في قلبها، قائلة؛ «يا ضنايا قتلوك كنت راجل البيت.. ياحزن قلبي عليك العمر كله.. حسبي الله ونعم الوكيل فيه حرق قلبي عليك كنت اشوفك راجل وعشت ومت راجل» وانهت حديثها قائلة «المدمن» قتل ابنى لأنه دافع عن لقمة عيشه.


وأطلق شباب قرية القصر، هاشتاج بعنوان «حق حسين هيرجع بالقضاء» على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بالقصاص العادل لابن قريتهم الذي عثر على جثته مقتولا، كما سادت حالة من الارتياح بين أهالي قرية القصر، بعد المجهودات المكثفة التي بذلتها وحدة مباحث نجع حمادي، برئاسة الرائد، محمد امبابي، في كشف خيوط الجريمة في أقل من 12 ساعة، وإلقاء القبض على المتهم. 


وبالرغم ما أحل بالأسرة من ألم وحزن على فراق سندها وعائلها الوحيد، إلا أن اهتمام الدولة بها، وعلى رأسها الرئيس عقد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتوجيهاته بدعم الأسرة وتوفير كافة احتياجاتها، أثلج قلوب الأب والأم، اللذان وجها الشكر للرئيس على دعمه لهما.


يقول عبد الله ابراهيم، والد الطفل حسين؛ لن تستطيع الكلمات أن تعبر عن الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على ما فعله، والاهتمام بأسرة بسيطة في أقصى الصعيد، راح منها سندها، فالشكر كل الشكر له على الاهتمام بنا وهو دائما يتفاعل مع هموم الناس، داعيًا الله أن يحفظ مصر وشعبها وقيادتها السياسية الحكيمة من كل سوء، مضيفًا ابني مات راجل ونحتسبه عند الله شهيد، حسين كان محبوبا من الجميع وكان بيساعد مع اخواته من خلال شغله، ربنا يرحمه ويصبرنا على فراقه.

 

وأشار أحمد إبراهيم؛ عم الطفل، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي،  انسان بمعنى الكلمة،  فهو أب روحي لكل المصريين ونصير الغلابة، وجابرا للخواطر، حفظه الله لمصر وشعبها وللأمة العربية بأكملها، موضحا أن ذلك لم يحدث من قبل، فنحن أسرة في قرية في أقصى الصعيد، لم يسمع بنا أحد، فجأة نجد قائد الأمة وزعيمها يواسينا ويسأل عن حالتنا ويوجه بدعمنا. 


كما أوفد الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مندوبين عنه، يترأسهم الشيخ تاج الدين أبو الوفا، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة قنا الأزهرية، لقرية القصر بنجع حمادي، لتقديم واجب العزاء لأسرة الطفل، وبلغ مندوب شيخ الأزهر، تعازي فضيلة الإمام الأكبر، لأسرة شهيد لقمة العيش، وقال : نحتسبه عند الله شهيدا، وهذا قضاء الله وقدره.


وأشار اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بتقديم الرعاية الكاملة لأسرة الشهيد، وعلى الفور تم تقديم مساعدة عاجلة للأسرة بقيمة ١٠ الآف جنيه بالإضافة إلى توفير فرصتىّ عمل لشقيقىّ الشهيد من قِبل مديرية القوى العاملة بمقابل ٣ الآف جنيه ، و ٢٠٠٠ جنيه ، وكذلك صرف معاش شهرى بقيمة ١٠٠٠ جنيه إلى جانب معاش تكافل وكرامه التى تتقاضاه الأسرة، فضلا عن صرف مواد غذائية شهرية وكذلك العلاج على نفقة الدولة، وكلف المحافظ مدير إدارة خدمة المواطنين بالمحافظة بمتابعة صرف المساعدات التى وجه بها فخامة الرئيس بشكل دورى والتواصل مع والد الشهيد بشكل مستمر لتلبية احتياجاته.


وأضاف المحافظ أن جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر سوف يقوم بتمويل أحد المشروعات التى سوف يختارها والد الشهيد بدون أى فائدة (سيارة - تريسيكل - محل بقالة) وذلك لمساعدة الأسرة على مواجهة أعباء الحياة، وأشار الداودى إلى أن الرئيس وجه ايضا بإدراج منزل الأسرة ضمن مبادرة سكن كريم لبناء المنزل بشكل جديد ولائق وتوفير الآثاث اللازم لتوفير حياة كريمة لأسرة الشهيد.

 

أقرا ايضا | فيديو| جابر الخواطر.. أسرة «طفل الجرجير» تشكر الرئيس السيسي: دمت نصيرًا لنا

هدايا الرئيس السيسي لأسرة الشهيد.. منزل واعانه عاجلة ومعاش وعلاج شهري ومشروع صغير 

..فى لفتة انسانية وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتوفير احتياجات أسرة الطفل حسين عبد الله إبراهيم محمود سعيد (13) عامًا ومقيم بقرية القصر مركز نجع حمادي بمحافظة قنا.. والذي كان قد تعرض للقتل على يد عاطل مدمن بغرض السرقة، حيث كان الطفل يعمل كبائع خضراوات وهو العائل الوحيد لأسرته التي تتكون من ٨ أفراد.


ووجه الرئيس السيسي بدراسة حالة أسرة الطفل، حيث تم إدراج منزل الأسرة ضمن مبادرة سكن كريم لبناء المنزل بشكل جديد ولائق وتوفير الفرش اللازم بصورة عاجلة.. كما تم صرف مساعدة عاجلة للأسرة قيمتها 10 آلاف جنيه من بنك ناصر الاجتماعي، وصرف مبلغ ألف جنيه لوالد الطفل ووالدته من إحدى الجمعيات مع استمرار صرف الدعم النقدي تكافل وكرامة وصرف أدوية للأسرة بشكل شهري، وتوفير سلة مواد غذائية من محافظة قنا، وقيام وزارة القوى العاملة بتوفير فرصتي عمل لأشقاء الطفل البالغين.. وقيام محافظة قنا بالتنسيق مع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة بتوفير أحد المشروعات بنظام التقسيط لرب الأسرة بدون فوائد (تروسيكل – عربة – منفذ) لبيع الخضراوات لمساعدة الأسرة على مواجهة أعباء الحياة.

شيخ الأزهر: «نحتسبه شهيدًا»

..أوفد الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مندوبين عنه، يترأسهم الشيخ تاج الدين أبو الوفا، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة قنا الأزهرية، لقرية القصر بنجع حمادي، لتقديم واجب العزاء لأسرة الطفل حسين عبد الله ابراهيم، الذي لقي مصرعه، على يد عاطل، حاول سرقة 100 جنيه منه، حصيلة عمله في بيع الجرجير.

وبلغ مندوب شيخ الأزهر، تعازي فضيلة الإمام الأكبر، لأسرة شهيد لقمة العيش، وقال: نحتسبه عند الله شهيدًا، وهذا قضاء الله وقدره، وتقدم والد الطفل، بالشكر إلى الإمام الأكبر شيخ الأزهر، على واجب العزاء،كما تقدم بالشكر للأجهزة الأمنية لسرعة ضبط الجناه، وللنيابة العامة على جهودها، وطالب أهالي القرية من مندوب شيخ الأزهر، بإطلاق اسم القتيل على اسم المعهد الأزهري بالقرية، ووعد بأنه سيرفع الأمر لشيخ الأزهر.