صرخة زوجة| يا حضرة القاضي اسمعني!‎‎

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعذروني.. لم أقف في المحاكم من قبل، ولم أعرف الطريق إلى أقسام الشرطة أو النيابات، أتيت إليكم نادمة ورجالي أن تقفوا بجانبي، وخلصوني من هذا الزوج.

بهذه الكلمات بدأت الزوجة تروي مأساتها أمام قاضي الأحوال الشخصية بالقاهرة، وبصوت يشوبه ألم وحسرة قالت: لقد تزوجت منه بعقد عرفي لإنني لم أكن بحاجة إلى مؤخر أو نفقة أو حتى مهر، وأن كل مافي الأمر إنني أحببته بإخلاص، وصدقته عندما أكد لي بأن الزواج الرسمي سوف يتسبب لنا في المشاكل، حيث زوجته الأولى سوف تجرده من كل شيئ، تعاطفت معه وسألت كثيرين عن الزواج العرفي قالوا لي إنه حلال شرعا، لكنه لايثبت حقوقي في النفقة أو المؤخر، أغاني الحلال وتغاضيت عن حقوقي المادية حيث إنني ثرية والحمد لله.

اقرا ايضا|قصص وعبر| الشرسة بـ«تتخانق من غير هدوم»

وتنفسي الزوجة الصعداء قائلة: وأنا اليوم أتيت إليكم لتحكموا لي ببطلان هذا العقد، لأن زوجي الذي خدعني أخذ يأتي كل يوم بأصحاب السوء يدخنون الحشيش، ويجلسون البيرة، ويمرحون في الشقة كأنها طريق عام لا بيت زوجية محترم، نهرته أكثر من مرة لكنه لم يستجب، وسخر مني عندما طلبت منه الطلاق، شعرت بالخوف والذعر عندما أخبرني بأن الطلاق أقرب لي من السماء، وأحسست بأنه بتكلم بثقة أفزعتني،  هرولت إليكم ياحضرة القاضي خلصوني منه، وطلعوني لإن لم يكن أمامي بديل غير الانتحار.

وبدموع تتساقط ببطء فوق وجنتيها تقول: إنني لا أتمكن من النوم ولو لدقيقة واحدة طوال الليل، خوفا من ذئاب الليل الغائبين عن الوعي، وأنهت الزوجة حديثها وعادت إلى مقعدها بخطوات متهالكة تابعت بشغف لسان المستشار، أحمد عبد الجليل رئيس المحكمة وهو ينطق بالحكم، بعدم قبول دعوى الزوجة، تأسيسا على أن الزواج  العرفي لا تسمع به دعوى الزوجية عند الانكار، ولا تقبل به دعوى الطلاق، لأنه عقد غير رسمي ولايمكن الحكم ببطلانه لافتقاره لأي سند قانوني يقوم عليه.


 نزل الحكم على الزوجة كالصاعقة، وتجمع حولها عدد من المحامين يؤكدون لها أن المحاكم لا تأخذ بالعقد العرفي إلا في قضايا النسب فقط، أما باقي الأمور فالعقد  العرفي لايعدو فيها  أن يكون حبرا على ورق.

قامت الزوجة الشابة، ترتعد أطرافها، وغادرت المحكمة في ذهول، تنهش رأسها الأفكار.