باختصار

تنمية الصعيد

عثمان سالم
عثمان سالم

لم أجد ما يستحق التناول فى هذه المساحة أهم من افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لعدد من المشروعات التنموية فى الصعيد ليس لتغيير وجه الاقليم الجنوبى وحسب وإنما كافة ربوع الوطن.. فالصعيد بمثابة المضخة التى تضخ فى جسد البلاد عناصر الحركة ووقود الفاعلية مثلما يفعل النيل القادم من هناك ويجدر الاشارة هنا الى مقولة المفكر الراحل جمال حمدان عن مصر لإن كانت الدلتا قد أمدت مصر بالمال فقد أمدها الصعيد بالرجال.. المشروعات الجديدة ستفرض حالة من التوازن العام أبسطها وقف الهجرة الداخلية من الجنوب الى الشمال.. وبالطريقة التى تعمل بها الحكومة مدعومة بالقطاع الخاص يمكن القول إن المحافظات الجنوبية ستكون منطقة جذب وليس طردا للمواطنين فقد استثمرت الدولة حوالى تريليون جنيه على مدار السنوات السبع الماضية فى مشروعات التنمية ترجمها كتاب مهم يوثق ماتم انجازه تحت قيادة الرئيس السيسى 

من مشروعات استهدفت مناحى الحياة بعد ان عاش الصعيد سنوات طوالا من التهميش رغم غناه بالموارد والثروات وخاصة البشرية التى تتصدى للأعمال الخشنة كالمعمار وغيره.. وبطريقته الواضحة والصريحة تناول الرئيس العديد من القضايا سواء المعلن عنها كالبناء على الأراضى الزراعية أو غيرها كما تطرق لملف مسكوت عنه وكأنه من العيب الاقتراب منه وهو الزيادة السكانية التى تلتهم كل ماهو تنموى..


 لكن الرئيس.. أراد أن يقتحم مشكلة مزمنة وجرت محاولات كثيرة فى عهود سابقة لتنظيم النسل ونجح بعضها .. لكن القضية لها أبعاد دينية واجتماعية واقتصادية وتحتاج لحوار مجتمعى جاد يتناولها من جميع جوانبها خاصة ان الدين لايتعارض مع التنظيم الذى قد يقصر العدد على طفل أو طفلين بعد أن اصبحت الارقام مفزعة  ومن المؤسف أن ترى الفقراء ينجبون اطفالا وصلت اعدادهم الى عشرة واكثر ممن ليس لهم مصدر دخل ثابت وبذلت الدولة مجهودات ضخمة وانفقت اموالا طائلة لحماية هذه الطبقة عن طريق مشاريع كثيرة مثل تكافل وكرامة ورعاية المرأة المعيلة  الرئيس والحكومة يسهرون على المشروعات الجديدة التى تستهدف نقلة نوعية للمواطنين وتحسين جودة حياتهم خاصة فى الصعيد.. ولابد من تنظيم حملة توعية شاملة بكل مخاطر الامراض المجتمعية التى اتصور  أنها أخطر من الأمراض الحديثة.