من الأعماق

الصعيد.. من التهميش إلى صدارة المشهد

جمال حسين
جمال حسين

 «السيسى مر من هنا».. عبارة ارتبطت فى أذهان المصريين بحدوث تغيير جذرى وطفرة تنموية فى كل منطقة يحل بها الرئيس فيغير وجه الحياة بها الى الافضل .. فالسيسى لا يرضى بأنصاف الحلو.
«السيسى مر من هنا بالصعيد».. نقطة فارقة نقلت الصعيد من التهميش الى صدارة المشهد خلال ٧ سنوات فقط.. الصعيد الذى كان نسيا منسيا وسقط من حسابات كل الحكومات المتعاقبة عقودا طويلة وعانى من الاهمال والتهميش حتى أصبح الراعى الرسمى للفقر والتطرف والارهاب  طاردا لأبنائه فى هجرة إجبارية للخارج والداخل وساهمت الدراما فى ترسيخ صورة ذهنية سلبية عن أهله وناسه فأصبحوا فى مرمى السخرية والنكات.


الصعيد وضعته ترتيب الأولويات التنموية خلال الحقب السابقة فى مرتبة متأخرة، مما تسبب فى معاناة قاطنيه.
«السيسى مر من هنا بالصعيد».. نعم قام بزيارات مكوكية لكل محافظات الصعيد ليصطدم بواقع أليم يعيشه أكثر من ثلث سكان مصر.. رأى وسمع ووقف بنفسه على كل كبيرة وصغيرة حيث البنية التحتية المتهالكة والخدمات المنعدمة فى قرى لا تتوفر بها أدنى مقومات الحياة.. وبأدبه الجم طمأن أهالى الصعيد قائلا: سنبذل كل ما فى وسعنا لتحقيق الأمنيات وتعويض مافات ..وعلى الفور اتخذ القرار بوضع الصعيد على خريطة التنمية الشاملة ووجه بوصلة الحكومة جنوبا لتشرق شمس التنمية فى الصعيد بعد أن كانت  عبارة «تنمية الصعيد» فى السابق شعارا وحبر على ورق.. انطلقت المشروعات التنموية والاستثمارية والصناعية والزراعية والبنية التحتية لتوفير حياة كريمة لأبناء الصعيد وحدثت طفرة تنموية لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد أو إخواني..سباق مع الزمن أتى ثماره سريعا  وبدأنا نشعر بتغير وجه الحياة بالصعيد الذى يمثل 60 % من مساحة مصر.


لقد عاشت محافظات الصعيد عقودا طويلة من الاهمال والتهميش والحرمان وكانت مجرد زيارة الصعيد عبئا ثقيلا على الوزراء المسئولين يؤدونها على مضض لساعات قليلة ليسارعون بعدها للعودة الى القاهرة بعد تخدير الصعايدة بوعود سرعان ما تتبخر.. صرخ الصعايدة من التجاهل والإهمال لكن صرخاتهم ذهبت أدراج الرياح بعد أن صمت الحكومات المتعاقبة آذانها عن مطالب هى حق ومستحق.
لا يمكن أن نغفل ان محافظات الصعيد عانت كثيرا من الارهاب الذى بدأ من الصعيد بفعل فاعل عندما تطوع محافظا لاسيوط فى ثمانينات القرن الماضى واقنع الرئيس الراحل السادات ان انشاء ودعم الجماعة الاسلامية بجامعة اسيوط هو السبيل الوحيد لمواجهة الشيوعيين.


 الان شمس التنمية تشرق على محافظات الصعيد بفضل المشروعات الخدمية والتنموية التى يتم تنفيذها فى كل ارجائه وبصفتى صعيدى من ابناء محافظة سوهاج اتوجه بالشكر والتقدير والامتنان للرجل الذى انتصر للصعيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى عالج فى الجمهورية الجديدة ثغرات الماضي، ومنح الصعيد حقوقًا طالما انتظرناها طويلًا وصدق وعده عندما قال لنا فى مؤتمر الشباب باسوان : سيكون للصعيد رقم جديد يستحقه وقد كان.
وتحيا مصر.