مركز الأزهر للفتوي: خُصوصيَّات الناس الزَّوجيَّة ليست مادة للتَّسلية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تعرض مركز الازهر العالمى للفتوى الالكترونية لقضية و ظاهرة طغت على المجتمع فى الأونة الأخيرة الا وهى افشاء اسرار البيوت عبر وسائل التواصل الاجتماعى.

وأكد المركز أن الاسلام  أوجب على الزَّوجين حفظ أسرار بيتهما، حتى في حال وقوع خلاف بينهما؛ لكونه من أهم عوامل السّعادة الزّوجية، واحتواء الخلافات الأسرية، كما أنه من دلالات المروءة والاتصاف بالفضائل وكريم الشَّمائل.

 

وحذَّر من التَّساهل في حِفظها، وإتاحتها لجمهور النَّاس، وحرَّم إفشاءها؛ هذا في جانب الزَّوجين.

اقرأ ايضا الأزهر العالمي للفتوى: نجحنا في الحفاظ على كيان 66 ألف أسرة من التفكك

 

و اضاف المركز ان  الدَّوائر المُحيطة بهما من أقارب وأصدقاء ومُحبين وزملاء ومُتابعين، فنجد توجيه الإسلام لها مجموعًا في قول سيدنا رسول الله ﷺ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ». [أخرجه الترمذي]

 

أي من علامات حُسْن تمثُّل المُسلم لتعاليم دينه عدم خوضه فيما لا يعنيه؛ سيّما إذا ترتب على الخوض في حياة النَّاس وخُصوصيّاتهم إفساد بين زوجة وزوجها، وسيدنا رسول الله ﷺ يقول: «ليسَ منَّا من خَبَّبَ امرأةً علَى زوجِها». [أخرجه أبو داود]

 

و شدد العالمى للفتوى على ان  شُهرة أحد الزوجين، أو خطئه في نشر خُصوصيَّاته وإتاحتها للنَّاس؛ لا يُبيح التَّدخُّل في شُئونه الخاصّة، أو لمزه، أو التَّهكم عليه، أو التَّربُّح الرَّخيص بهذه الخُصوصيَّات في الواقع الحقيقي، أو   الاتجار فيها على صفحات مواقع التَّواصل الاجتماعي، وبين مرتاديها وموادها الرائجة.

 

فتناقل أخبار النَّاس، والانشغال بها، وتضخيم مُشكلاتهم بالقِيل والقال والكذب والتَّحريف والمُبالغة؛ منافٍ لحقيقة الإيمان وكماله؛ يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ من لِسانِهِ ويدِهِ» [متفق عليه]، ويقول ﷺ: «مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ». [مُتفق عليه]

 

بل إنّ الإفساد بين الناس؛ سيّما الأزواج، وتتبع عوراتهم ذنب عظيم عند الله سبحانه؛ يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه». [أخرجه أبو داود]

 

كما أن المُسلم عليه أن ينشغل بمعالي الأمور ممَّا يعود عليه بالنَّفع فيه دينه ودُنياه، لا أن ينشغل بصغائرها، وما لا شأن له به؛ فعن سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما مرفوعًا أن سيدنا رسول الله ﷺ قال: «إنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأمُورِ وأَشرَافَهَا، ويَكْرَهُ سَفْسَافَهَا». [أخرجه الطبراني في الكبير]