عصام بهيج .. الجناح الطائر .. والرياضي الثائر

عصام بهيج
عصام بهيج

شوقى‭ ‬حامد

هو‭ ‬القوى‭ ‬بالحق‭.. ‬الشديد‭ ‬بالصدق‭.. ‬الوفى‭ ‬بالعمق‭.. ‬الواضح‭ ‬بالمنطق‭.. ‬فارس‭ ‬من‭ ‬فرسان‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل‭.. ‬رجل‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الجيل‭ ‬الأصيل‭.. ‬شديد‭ ‬الاعتداد‭ ‬بالنفس‭.. ‬واثق‭ ‬فى‭ ‬قدراته‭.. ‬بارع‭ ‬فى‭ ‬مهاراته‭.. ‬مبدع‭ ‬فى‭ ‬إمكاناته‭.. ‬عاش‭ ‬حياته‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬حلاوة‭ ‬ومرارة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬رغبته‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحاته‭.. ‬أو‭ ‬أن‭ ‬ييأس‭ ‬فى‭ ‬بلوغ‭ ‬رجاءاته‭.. ‬وُلد‭ ‬الكابتن‭ ‬عصام‭ ‬بهيج‭ ‬فى‭ ‬الإسكندرية‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬ميسورة‭ ‬الحال‭ ‬فى‭ ‬٢٦‭ ‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬٣١‭ ‬وكان‭ ‬ربها‭ ‬ينتمى‭ ‬للدقهلية‭.. ‬وورث‭ ‬عن‭ ‬والده‭ ‬مكارم‭ ‬ومآثر‭ ‬ومخايل‭ ‬ظل‭ ‬يحتفظ‭  ‬بها‭ ‬ولم‭ ‬يتنازل‭ ‬عنها‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬سببت‭ ‬له‭  ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المواجهات‭.. ‬لعب‭ ‬للزمالك‭ ‬فى‭ ‬حقبة‭ ‬التجليات‭ ‬ومع‭ ‬المشاهير‭ ‬الموهوبين‭ ‬أمثال‭ ‬شريف‭ ‬الفار‭ ‬ونور‭ ‬الدالى‭ ‬وعلاء‭ ‬الحامولى‭ ‬وحقق‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الزمرة‭ ‬الفوز‭ ‬للأبيض‭ ‬بكأس‭ ‬مصر‭ ‬خمس‭ ‬مرات‭ ‬والدرع‭ ‬العام‭ ‬مرة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الطبيعى‭ ‬أن‭ ‬ينضم‭ ‬للمنتخب‭ ‬ويشارك‭ ‬معه‭ ‬فى‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬عام‭ ‬١٩٥٩‭ ‬وتألق‭ ‬فى‭ ‬مباراتى‭ ‬إثيوبيا‭ ‬والسودان‭ ‬وأحرز‭ ‬هدفين‭ ‬فى‭ ‬المباراة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وأسهم‭ ‬فى‭ ‬فوز‭ ‬أحفاد‭ ‬الفراعنة‭ ‬بالبطولة‭ ‬الثانية‭ ‬فى‭ ‬تاريخهم‭ ‬وكان‭ ‬أجمل‭ ‬أهدافه‭ ‬فى‭ ‬مرمى‭ ‬المنتخب‭ ‬الفرنسى‭ ‬من‭ ‬تسديدة‭ ‬صاروخية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬وعلى‭ ‬مسافة‭ ‬٤٠‭ ‬ياردة‭ ‬من‭ ‬المرمى‭ ‬فى‭ ‬دورة‭ ‬ألعاب‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭.. ‬انضم‭ ‬الجناح‭ ‬الطائر‭ ‬عصام‭ ‬بهيج‭ ‬لمصنع‭ ‬الأبطال‭ ‬وتخرج‭ ‬منه‭ ‬ضابطا‭ ‬بسلاح‭ ‬الفرسان‭ ‬ـ‭ ‬المدرعات‭ ‬حاليا‭ ‬ـ‭ ‬وواصل‭ ‬مشواره‭ ‬على‭ ‬الملاعب‭ ‬الخضراء‭ ‬لمدة‭ ‬١٢‭ ‬عاما‭ ‬متصلة‭ ‬وتألق‭ ‬فى‭ ‬الزمالك‭ ‬والمنتخبين‭ ‬الوطنى‭ ‬والعسكرى‭ ‬وحقق‭ ‬مع‭ ‬الأخير‭ ‬بطولتى‭ ‬العالم‭ ‬والأمم‭ ‬الأفريقية‭ ‬عامى‭ ‬٥٧‭ ‬و‭ ‬٥٩‭ ‬وتسلم‭ ‬كرئيس‭ ‬للمنتخب‭ ‬الكأس‭ ‬من‭ ‬المشير‭ ‬عبدالحكيم‭ ‬عامر‭ ‬ومازحه‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬المنصة‭ ‬قائلا‭: ‬إنه‭ ‬الملك‭ ‬المتوج‭ ‬الآن،‭ ‬ورد‭ ‬عليه‭ ‬وزير‭ ‬الحربية‭ ‬قائلا‭ ‬له‭: ‬افعل‭ ‬ما‭ ‬شئت‭ ‬يا‭ ‬عصام‭.

 

‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الجيل‭ ‬الذى‭ ‬جارت‭ ‬عليه‭ ‬ظروف‭ ‬حرب‭ ‬٦٧‭ ‬وواجه‭ ‬قرار‭ ‬الإيقاف‭ ‬الإجبارى‭ ‬للنشاط‭ ‬فاتجه‭ ‬للتدريب‭ ‬وتنقل‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأندية‭ ‬بدأها‭ ‬بالبنك‭ ‬الأهلى‭ ‬ونادى‭ ‬القناة‭ ‬ونادى‭ ‬الشرقية‭ ‬ونادى‭ ‬سوهاج‭ ‬وبلغ‭ ‬قمة‭ ‬إبداعه‭ ‬التدريبى‭ ‬مع‭ ‬الزمالك‭ ‬فريقه‭ ‬الأصلى‭ ‬وحقق‭ ‬معه‭ ‬الرقم‭ ‬القياسى‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يتحطم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬وهو‭ ‬الفوز‭ ‬فى‭ ‬عشر‭ ‬مباريات‭ ‬متتالية‭ ‬بالدورى‭ ‬وحقق‭ ‬ثلاث‭ ‬بطولات‭ ‬كبرى‭ ‬فى‭ ‬موسم‭ ‬٨٧‭/ ‬٨٨‭  ‬وهى‭ ‬بطولة‭ ‬الدورى‭ ‬وكأس‭ ‬مصر‭ ‬والبطولة‭ ‬الأفروآسيوية‭ ‬بالإضافة‭ ‬للبطولة‭ ‬الرابعة‭ ‬وهى‭ ‬كأس‭ ‬الصداقة‭.. ‬كان‭ ‬بهيج‭ ‬صادقا‭ ‬مع‭ ‬نفسه‭ ‬ومع‭ ‬الآخرين‭ ‬بدرجة‭ ‬عميقة،‭ ‬وأشهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬اقتربت‭ ‬منه‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تجمعنا‭ ‬بعض‭ ‬الجلسات‭ ‬الودية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تضمنا‭ ‬نحن‭ ‬الاثنين‭ ‬فى‭ ‬ضيافة‭ ‬اللواء‭ ‬خليل‭ ‬هديب‭ ‬المدير‭ ‬التاريخى‭ ‬لاتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬الضابط‭ ‬السابق‭ ‬رئيس‭ ‬وسكرتير‭ ‬الاتحاد‭ ‬الرياضى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة. ‬

 

أسس‭ ‬بهيج‭ ‬لجنة‭ ‬لاعبى‭ ‬الزمالك‭ ‬الدوليين‭ ‬ولم‭ ‬يقبل‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬اجتماعاتها‭ ‬بالنادى‭ ‬حضور‭ ‬مدرب‭  ‬شهير‭ ‬وكبير‭ ‬وواجهه‭ ‬معتذرا‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يمثل‭ ‬الزمالك‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬فيه‭ ‬فقط‭.. ‬كان‭ ‬بهيج‭ ‬وسيما‭ ‬أنيقا‭.. ‬وصادق‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬شكرى‭ ‬سرحان‭ ‬وشارك‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬الأفلام‭ ‬وهو‭ ‬احديث‭ ‬المدينةب‭ ‬ومسلسل‭ ‬ازمن‭ ‬عماد‭ ‬الدينب‭ ‬وتزوج‭ ‬من‭ ‬الفنانة‭ ‬ناهد‭ ‬جبر‭ ‬عام‭ ‬٦٤‭ ‬وأنجب‭ ‬منها‭ ‬ماجد‭ ‬ومايسة‭.. ‬وانفصلا‭ ‬رغم‭ ‬ارتباطهما‭ ‬العاطفى‭ ‬الشديد‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬مضرب‭ ‬المثل‭ ‬فى‭ ‬الوسط‭ ‬الفنى‭ ‬وسافر‭ ‬للخليج‭ ‬واقترن‭ ‬بأخرى،‭ ‬واقترنت‭ ‬هى‭ ‬بالفنان‭ ‬سناء‭ ‬شافع‭ ‬وبعد‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬كاملة‭ ‬عاد‭ ‬الاثنان‭ ‬للارتباط‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬الانفصال‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬الثاني‭.. ‬أخلص‭ ‬بهيج‭ ‬للزمالك‭ ‬وظل‭ ‬طيلة‭ ‬حياته‭ ‬على‭ ‬وفائه‭ ‬وصدقه‭ ‬وانضم‭ ‬إلى‭ ‬عضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬لفترة‭ ‬واحدة‭ ‬ولم‭ ‬يشأ‭ ‬خوض‭ ‬التجربة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.. ‬رحل‭ ‬بهيج‭ ‬عن‭ ‬دنيانا‭ ‬فى‭ ‬ديسمبر‭ ‬٢٠٠٨‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حفر‭ ‬بصمة‭ ‬عميقة‭ ‬فى‭ ‬المدونات‭ ‬الرياضية‭ ‬التاريخية‭.‬