حلم الأمومة ضاع بيد صديقة عمري

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتبت: دينا صبري

توطدت صداقة منى وسعاد على مدار عامين وذلك أثناء تردد منى على أحد مراكز العلاج الطبيعى بمنطقة العمرانية ، كانت تعانى من آلام بالعمود الفقرى، عملت سعاد بالمركز كممرضة وكانت تتابع حالة منى بكل عناية.

ومن خلال لقاءاتهما المتعددة تعرفا على ظروف كلتيهما وأصبحتا صديقتين مقربتين لبعضهما، أثناء إجراء منى الجلسة لاحظت سعاد الهم والحزن على وجهها فسألتها عن ما أصابها ،ففتحت لها قلبها وفاضت دموعها قبل حديثها عن حزنها الشديد بسبب عدم إنجابها حتى الآن وهى متزوجة منذ عامين.

وتعيش فى تعاسة مفتقدة إحساس الأمومة، على الرغم من زواجها من رجل طيب القلب لم يشعرها بضيق اتجاه هذا الأمر، وذهب معها للعديد من الأطباء وجميعهم أكدوا أنها لن تنجب بسبب مشكلة صحية لديها.

اقرأ أيضاً | «107 أمهات».. أمومة وراء القضبان

فساعدتها صديقتها سعاد وذهبت بها لأحد الأطباء المشهورين فى مجال النساء والعقم لعلها تجد الحل على يديه، فنصحها الطبيب بعد الكشف باجراء عمليه قد تأتى بالشفاء، خافت منى من إجرائها وارتعد جسدها وعندما ذهبت للمنزل روت لزوجها ماحدث، فطمأنها وهدأ من روعها وحدثها بلطف أنه راض  بقضاء الله وقدره ويكفيه حبها وابتسامتها الجميلة التى تضئ عليه حياته.

اطمأن قلب منى قليلا ولكن شعورها بالوحدة ولهفتها هى وزوجها عند رؤية أى طفل من الأقارب أو فى الشارع كانت تفتح جرحهما مرة أخرى.


 مرت الأيام وفى الجلسة المقبلة بالمركز شكت سعاد همها لمنى لمرورها بضائقة مالية وتركها عملا اضافيا بسبب معاكسة صاحب المركز لها، وأنها على وشك أن تسجن لتراكم الديون عليها وزاغت عيناها على المجوهرات الذهبية التى ترتديها صديقتها وطلبت منها أن تقرضها مبلغ 20 ألف جنيه لتسد ديونها.


 رفضت منى أن تقرضها فعرضت عليها سعاد أن تأخذ إحدى مجوهراتها لبيعها وترد ثمنها لها حين ميسره، رفضت بحجة أنها وعدت زوجها ببيع بعض القطع لشراء سياره أجرة لتحسين دخله الشهرى.

غضبت سعاد من منى وشعرت بالغيرة والحقد اتجاهها وفكرت فى حيلة شيطانية تخلصها من شبح السجن المرتقب، بعد أيام عرضت سعاد على صديقتها زيارتها بالمنزل وادعت أنها أحضرت لها دواء مستوردة من الخارج يخلصها من مرضها وداعبت خيالها بحلم الأمومة.


 فرحت منى كثيرا بالخبر السار ورحبت بها فى منزلها وأكدت سعاد عليها حضورها نهارا حتى يتسنى لهما الحديث معا دون خجل من وجود زوجها مستغلة ذهابه لعمله.

وبعد دقائق معدودة عرضت منى عليها أن ترى غرف المنزل بعد شرائها فرش جديد منذ أيام، انتهزت سعاد الفرصة وما أن دخلا معا إلى غرفة النوم وبقلب قاسى قامت سعاد بسحب الطرحة التى ترتديها منى وقامت بخنقها ، سقطت على الأرض وحاولت الهرب منها ولكن جلست سعاد بجسدها القوى فوق صدرها وأطبقت أنفاسها بمخدة من السرير المجاور لها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

خلعت سعاد الأساور الذهبية من يد منى واستولت على هاتفها المحمول وخرجت مسرعة من المنزل، استقلت توك توك لتوصيلها وفكرت فى بيع الهاتف بسرعة وطلبت من السائق أن يدلها على أقرب محل لبيع هاتف وادعت أن ابنتها أقامت محادثات مع شاب وعليها التخلص منه قبل علم زوجها بالأمر، قامت ببيعه بالمحل واشترت هاتفا وخطا جديدين وبعدها وصلها السائق لمحل أخر لبيع مصوغات ذهبية فقامت ببيعها وحصلت على مبلغ  30 ألف  جنيه.

سددت ديونها قسطا لشركة أجهزة إلكترونية ودفعت مصاريف مدرسة ابنتها، بعد ساعات من الواقعة اتصل أخو منى بها يطمئن عليها وهو على علم بزيارة صديقتها لها ليجد هاتفها مغلقا، فاتصل بها على هاتف المنزل لكنها لم تجب.


نزل من منزله قلقا على أخته وذهب لمنزلها للاطمئنان عليها ليجدها ملقاة على الأرض متوفاة.

لملم شتات نفسه وتماسك وأبلغ زوجها بالأمر وقدم بلاغا بالواقعة بالقسم وبعد تكثيف التحريات وتفريغ الكاميرات أمام المنزل تم القبض على المتهمة وأحيلت إلى النيابة التى أحالتها إلى محكمة جنايات جنوب الجيزة برئاسة المستشار علاء البيلى وعضوية المستشارين إيهاب الجنزورى ومنتصر كحك بمعاقبة المتهمة بالسجن المؤبد بتهمة القتل العمد.