آرى

ومن الجهل ما يسيء للدول

وردة الحسيني
وردة الحسيني

من الطبيعى الرفض القاطع لتدخل دولة بالشأن الداخلى لدولة اخري، ولهذا جاء الرد الحاسم لوزارة الخارجية على تصريح الحكومة الألمانية بشأن جلسة محاكمة بعض المتهمين أمام القضاء المصرى مؤخرا،بإعتبار ذلك من أمور السيادة المصرية.

أما غير الطبيعى ان يطلب البعض تعليقا من مسئول دولة ما على أوضاع من صميم الشأن الداخلى لبلده، والعجيب انه لو فكر قليلا لأدرك ان هذا المسئول يرفض تماما ان يحل محله فى توجيه مثل هذا الطلب!

من خلال العمل فى بلاط صاحبة الجلالة،هناك من لا يدرك خطورة ما يتفوه به من كلمات خلال مشاركته بمؤتمرات او لقاءات مع مسئولى دول اخرى والذين قد ينتهزون مثل تلك اللقاءات لمعرفة الانطباعات السائدة بالدول التى ينتمى اليها هؤلاء من خلال اتجاهات ما يقدمونه من أسئلة.

منذ سنوات قليلة وخلال ورشة عمل نظمها حلف الناتو تحت هدف تقريب وجهات النظر مع العالم العربى، تساءل أحدهم حول الدور الممكن للحلف بسيناء لمحاربة الارهاب!

كما وجه آخر تساؤلا غريبا لمسئول آسيوى مفاده ماذا ستفعل دولته حال اتجاه»طالبان»لاحتلالها! وبلقاء مع دبلوماسى اوربى كان طلب التعليق على انتقاد مصر لالمانيا نتيجة تدخلها بأحكام القضاء المصرى كما سأله آخر عن كيفية مساعدة ودعم مصر فى ملف حقوق الانسان بها.

مثل هؤلاء يقدمون فرصة التعليق على شئوننا على طبق من ذهب وبنفس الوقت يعطون الانطباع بأن هذا الاتجاه يمثل شريحة من الرأى العام بينما هو لا يتعدى الجهل ممن يفترض انهم صفوة المجتمع وكذلك وجود أشخاص غير مناسبة لمواقعها!

أخيرا الصحافة والاعلام عموما، ككل مهنه بها نماذج ايجابية وأخرى سلبية ولأنها مؤثرة وترتبط بجزء منها بعلاقات دولية،فلابد لمن يلتحق بها ان يكون ملما بالشأن الذى يتعامل فيه حتى لا يسىء لبلده.