اكتشفت زوجي فى هذا المسلسل!!

نشوى الغندور
نشوى الغندور

يقيني‭ ‬دائماً‭ ‬ان‭ ‬الفن‭ ‬وخاصة‭ ‬السينما‭ ‬والدراما‭ ‬التلفزيونية‭ ‬هم‭ ‬مرآة‭ ‬تعكس‭ ‬واقع‭ ‬المجتمع‭ ‬بكل‭ ‬جوانبه،سياسياً‭ ‬وإقتصادياً‭ ‬واجتماعياً‭ ‬ودينياً‭ ‬ايضاً‭.‬ودليلي‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬النجاح‭ ‬والإقبال‭ ‬الجماهيري‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬الإجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬الواقع‭ ‬دون‭ ‬زيف‭ ‬او‭ ‬مغالاة‭.‬

منذ‭ ‬فترة‭ ‬والفضائيات‭ ‬المصرية‭ ‬تعرض‭ ‬دراما‭ ‬مسلسلة‭ ‬في‭ ‬حلقات‭ ‬معدودة‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬اصباع‭ ‬اليد‭ ‬الواحدة‭ ‬لكنها‭ ‬تطرح‭ ‬قضايا‭ ‬مجتمعية‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬ظواهر،أعمى‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يراها،ومغيّب‭ ‬جاهل‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬بوجودها‭!‬

علي‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر”نصيبي‭ ‬وقسمتك،الا‭ ‬انا،ليه‭ ‬لأ،زي‭ ‬القمر‭..  ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬التي‭ ‬تناسب‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬جميع‭ ‬افراد‭ ‬الاسرة‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬المسلسل‭ ‬رأيت‭ ‬نفسي‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬امر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ضغوطات‭ ‬واثقال‭ ‬نفسية‭ ‬ومشكلات،رأيت‭ ‬احلامي‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬والتي‭ ‬ذهبت‭ ‬مع‭ ‬الريح،رأيت‭ ‬حتي‭ ‬ملابسي‭ ‬ترتديها‭ ‬البطلة‭ ‬وكأنني‭ ‬اعرتها‭ ‬إياها‭ ‬حتى‭ ‬أكاد‭ ‬أجزم‭ ‬انني‭ ‬من‭ ‬كتبت‭ ‬القصة‭ ‬وحددت‭ ‬السيناريو‭!‬

وهذه‭ ‬صديقتي‭ ‬رأت‭ ‬زوجها‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬آخر،رأت‭ ‬أمه‭ ‬وأخوته‭ ‬،تقسم‭ ‬لي‭ ‬ان‭ ‬حماتها‭ ‬تتحدث‭ ‬وتتصرف‭ ‬معاها‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة‭ ‬وانها‭ ‬لا‭ ‬تدري‭ ‬هل‭ ‬ابطال‭ ‬المسلسل‭ ‬أخذوا‭ ‬الحوار‭ ‬من‭ ‬لسان‭ ‬حماتها‭ ‬ام‭ ‬ان‭ ‬حماتها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أملتهم‭ ‬الحوار‭! ‬

أشاهد‭ ‬جارتي‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسلسل‭ ‬بينما‭ ‬تشاهد‭ ‬جارتي‭ ‬ابنتها‭ ‬في‭ ‬ذاك،

هذا‭ ‬الشاب‭ ‬يشاهد‭ ‬نسخة‭ ‬عن‭ ‬أمه‭ ‬وتلك‭ ‬الفتاة‭ ‬تتابع‭ ‬بإنبهار‭ ‬نسخة‭ ‬عن‭ ‬أبيها‭!‬

بالطبع‭ ‬قابلت‭ ‬هذا‭ ‬الموظف‭ ‬“الرذيل”‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬اي‭ ‬مصلحة‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تشاهده‭ ‬بنفس‭ ‬رذالته‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭!‬

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬انك‭ ‬قابلت‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬الودود‭ ‬طيب‭ ‬القلب‭ ‬والروح‭ ‬الذي‭ ‬وقف‭ ‬الى‭ ‬جانبك‭ ‬وطبطب‭ ‬عليك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تدمع‭ ‬عينيك‭ ‬وانت‭ ‬تراه‭ ‬متمثلاً‭ ‬امامك‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬يساعد‭ ‬ويداوي‭ ‬الجراح‭ ‬دون‭ ‬مصلحة‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬يراك‭ ‬سعيد‭!‬

شخصيات‭ ‬عديدة‭ ‬ـ‭ ‬مننا‭ ‬وعلينا‭ ‬ـ‭ ‬نراها‭ ‬تتجسد‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المسلسلات‭ ‬الرائعة‭ ‬الرائجة‭ ‬تتحدث‭ ‬مثلنا‭ ‬وتتصرف‭ ‬مثلنا‭ ‬حتى‭ ‬اننا‭ ‬نكاد‭ ‬نجزم‭ ‬انها‭ ‬تفرح‭ ‬وتتألم‭ ‬مثلنا‭ ‬تماماً‭ ‬رغم‭ ‬وعينا‭ ‬التام‭ ‬انهم‭ ‬مشخصتيه‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬،نعم‭ ‬بشر‭ ‬ويفرحون‭ ‬ويعانون‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬المشكلات‭ ‬والمواقف‭ ‬التي‭ ‬يقومون‭ ‬بتمثيلها‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬إنما‭ ‬هوالإبداع‭ ‬فحسب‭!‬

شيء‭ ‬وحيد‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المسلسلات‭ ‬ربما‭ ‬أختلفنا‭ ‬معه‭ ‬أو‭ ‬اختلفنا‭ ‬عنه‭ ‬وهو‭ ‬نهاية‭ ‬المسلسل،وهذا‭ ‬في‭ ‬إعتقادي‭ ‬شيء‭ ‬طبيعي،‭ ‬الدراما‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إعطاء‭ ‬حلول‭ ‬قاطعة‭ ‬لمشكلاتنا‭ ‬تناسب‭ ‬الجميع،هي‭ ‬فقط‭ ‬تجعلنا‭ ‬نرى‭ ‬مابداخلنا‭ ‬علانية،تجعلنا‭ ‬نطمئن‭ ‬اننا‭ ‬لسنا‭ ‬وحدنا‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يعاني‭ ‬مثلنا‭ ‬وانهم‭ ‬كُثُر‭ ‬وان‭ ‬كل‭ ‬مشكلة‭ ‬لها‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬فقط‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نسردها‭ ‬امام‭ ‬انفسنا‭ ‬بأمانة‭ ‬كما‭ ‬نشاهد‭ ‬احداث‭ ‬المسلسل‭ ‬ومن‭ ‬ثّم‭ ‬نختار‭ ‬الحل‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬الحل‭ ‬افضلها‭ ‬وانفعها‭ ‬فليكن‭ ‬على‭ ‬الاقل‭ ‬أخفها‭ ‬ضرراً‭.‬

ورغم‭ ‬هذا‭ ‬الإمتنان‭ ‬والتقديروالمديح‭ ‬الواجب‭ ‬لصناع‭ ‬وابطال‭ ‬ومنتجي‭ ‬تلك‭ ‬الدراما‭ ‬إلا‭ ‬انني‭ ‬من‭ ‬انصار‭ ‬التنوع‭ ‬والفانتازيا‭ ‬والكوميديا‭ ‬والاستعراض‭ ‬وكل‭ ‬الوان‭ ‬الفنون‭ ‬التمثيلية‭ ‬حتى‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬بغرض‭ ‬الترفيه‭ ‬والتسلية‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭!‬