السفير أسامة عبد الخالق في حوار لـمراسلة «بواية أخبار اليوم» بنيويورك

حوار خاص| مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة: مصر تستعد بجدية لمؤتمر لـ«COP 27»

السفير أسامة عبد الخالق
السفير أسامة عبد الخالق

- مصر تتفق مع رؤية العالم على تخفيف الانبعاثات.. ونعمل على تحقيق التوازن بين مصالح كل الأطراف 
- نتابع مع السنغال رئيس الاتحاد الأفريقي القادم موقف «سد النهضة»
الخارجية المصرية لديها تقاليد راسخة في ترشيحاتها
مصر ترتيبها السابع بين الدول الأكثر اسهاما بقوات بالأمم المتحدة

الحديث دوما مع رجال السياسة يحتاج إلى انتباه لكل شارده ووارده باللقاء، ناهيك عن الحديث مع رجال الدبلوماسية خاصة الدبلوماسية المصرية، أصحاب التاريخ العميق في التأني واختيار الكلمة، فضلا عن التكتم والحرص مع كل معلومة 
فالدبلوماسي شخصاً ذكياً يُجيد التعاطي والتعامل مع ما حوله، لا يحب أن يؤذي مشاعر الغير، يمتلك أسلوب حوار راقي جداً بحيث يستطيع من خلاله حلّ أي خلاف مهما كان ، وعادةً ما يكون شخص محبوب ومحترم من قبل الجميع، كل تلك الخصال وأكثر تلمسها عند الحديث مع السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة، الذي فتح قلبه وعقله بحرص وثقافة الرجل الدبلوماسي لـ« بوابة أخبار اليوم»، حيث تحدث معنا عن سد النهضة والخطوات المنتظرة، وتطرق اللقاء أيضا إلى الأهداف الاستراتيجية المستقبلية لمصر 2030، أخير استعداد مصر لمؤتمر المناخ المزمع انعقاده في نوفمبر 2022 القادم  

س : جري العّرف على اختيار منصب المندوب الدائم للأمم المتحدة من بعثة المصرية بالمنظمة العالمية، ولكنك شغلت قبل هذا المنصب سفير مصر في إثيوبيا، فما تعليقك؟
ج : الخارجية المصرية لديها تقليد راسخة في كيفية تدوير مناصب السفراء بالخارج واختيارهم وخلفياتهم، سبق لي أن عملت مندوبا مناوبا في الأمم المتحدة من 2016:2011، وحقيقة أنني خدمت في أديس أبابا مرتين لعل فيه جزء من دوافع التأهيل من حيث الاعتبارات المهنية لشغل منصب الذي اشغله حاليا.
س : وبحكم خبرتك، كيف تقرأ الموقف فيما يتعلق بقضية سد النهضة وتعنت الجانب الأثيوبي؟
ج : مصر أتت لمجلس الأمن مرتين يفصل بينهما عام، خلال المليء الأول والثاني من سد النهضة، مصر صاحبة قضية ثابتة على ذلك المضمار لم نأت إلى مجلس الأمن بطلب إجراءات عقابية ضد الجانب الأثيوبي، أتينا لمجلس الأمن نلتمس الحث على التوصل إلى اتفاق ملزم وتعزيز دور العملية التفاوضية التي يقودها الاتحاد الأفريقي بإسهام أنشط من المراقبين، وبالتحديد مع مدي زمني للتفاوض، لأنه من غير المعقول أنه أضحي لنا منذ ما يقرب من عشر سنوات ونحن نتفاوض في هذا الملف دون الوصول إلى حل واتفاق ملزم.
ورحبت دولتي مصر والسودان، بالبيان الرئاسي الذي تم إصداره في شهر سبتمبر الماضي، ونستمر في متابعة كل في موقعه، كما أن كل العواصم المؤثرة مازالت تعمل على الملف.
 لدينا أمل ومتابعة مع الجانب السنغالي الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي اعتبارا من فبراير المقبل وفور توفر الظروف السياسية الملائمة نتصور أنه ينبغي مواصلة التفاوض بهدف الوفاء بما حدده البيان الرئاسي لمجلس الأمن.
س : التقيت مؤخرا مع جان بير لاكرو، المنوط بعمليات حفظ السلام، ماذا أسفر عن هذا اللقاء، خاصة أن مصر حاليا رئيس لجنة بناء السلام في الأمم المتحدة؟
ج : من المعروف أن مصر ترتيبها السابع بين الدول الأكثر اسهاما بقوات بالأمم المتحدة، من منطلق أنه واجب نحو الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، كما أن بعثات الأمم المتحدة تعمل في مناطق شديدة الأهمية لمصر، سواء في الشرق الأوسط أو أفريقيا، انطلاقا من هذا، التقيت مع لاكرو وكيل السفير العام لشئون حفظ السلام، تناولنا المشاكل العلميات علي الساحة وحجم الإسهام وترشيحاتنا للمناصب القيادية، كما تم مناقشة المصاعب الميدانية للعمل علي تطوير الأداء هناك، واستخلاص الدروس، مع أيجاد السبل الكفيلة بحماية كل حفظة السلام بما فيهم حفظة السلام من الجانب المصري، اللذين نعتز بدورهم واسهاماتهم.
س :  تسير مصر في الخطط التنموية والاستراتيجية الوطنية 2030 وكان هناك لقاء بينك وبين يو زنمين وكيل سكرتير الأمم المتحدة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي، فهل تطرقتم إلى تلك الخطط وما أوجه المساعدة؟
ج:  منذ أن تم اختيار مصر لرئاسة الدول أطراف اتفاقية تغير المناخ «cop27»، والتي ستعقد في  نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ، بدأ التحضير علي مستوى عال داخل الحكومة المصرية وفي البعثات التي تمثلنا في المحافل المتعددة الأطراف كل يساهم في الجهد التحضيري، في وضع خطة العمل المناسبة، وفي هذا السياق كان لقائي مع وكيل السكرتير العام للشئون الاقتصادية، وهذا من جانب، ومن جانب أخر التقيت مع سيلفن هارت، مبعوث الأمم المتحدة لتغير المناخ، للتأكيد علي الأولويات التي ستدفع بها الرئاسة المصرية للمؤتمر وما شكل التطور لعملية نقل المسئوليات بين الرئاسة البريطانية السابقة بين «COP 26» السابقة وبين الرئاسة المصرية اللاحقة لـ«COP 27» ، وكما تناقشنا في شكل العمليات و العملية التفاوضية وكل الترتيبات ذات الصلة
ومصر تأخذ تلك المسؤولية بمنتهي الجدية، كما يجرى التعامل مع كل الأطراف، كالدول الأقل نموا، فضلا عن مصالح القارة الأفريقية ومصالح العالم النامي لان هناك مجموعات تفاوضية عديدة، إلى جانب الدول الجذرية الصغيرة، وقد  لاحظنا علي سبيل المثال أن هناك اهتمام أكبر من دوائر العالم المتقدم برفع سقف الطموح في مسائلة تخفيف الانبعاثات، حقيقة مصر تتفق مع هذا، ولكن يجب أن يقترن ذلك دوما  بتوفير وسائل التنفيذ وتوفير المزيد من التسهيلات في التمويل، وإلا نفشل في تحقيق التوازن. بين مصالح كل الأطراف
وإلا نفشل في تحقيق التوازن. بين مصالح كل الأطراف