وصلة كلام

بورسعيد رائدة في الحرب والسلام

نبيل التفاهني
نبيل التفاهني

٦٥ عاما مرت على ذكرى انتصار بورسعيد وشعبها البطل على قوات العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦، ودخلت المدينة التاريخ من أوسع أبوابه كرمز للبسالة والفداء ومن هنا ارتبط اسمها بصفة الباسلة.

والحقيقة أن بورسعيد كتب عليها ومنذ نشأتها قبل ١٥٢ عاما وهو عمر قصير للبلدان إلا أن موقعها العالمي فرض عليها أن تكون فى طليعة المواقع التى تدافع عن مصر ضد قوى الغزو والعدوان فكانت أولى محطات المقاومة  ضد الانجليز عام ١٨٨٢ أيام الثورة العرابية، وشهدت معارك خلال الحربين الاولى والثانية ثم كانت معركتها الشهيرة عام ١٩٥٦، ونالت نصيبا كبيرا من عدوان ١٩٦٧.

وفي زمن السلم ظلت تحمل راية الريادة فى خدمة الاقتصاد الوطنى بموقعها الاستراتيجي، وطبقت بها تجربة أول منطقة حرة فى مصر بعد نصر أكتوبر، ثم كان المشروع الأكبر وواحد من أهم المشروعات الاقتصادية في تاريخ مصر وهو مشروع شرق بورسعيد والذي أطلق عليه البنك الدولي قاطرة التنمية لمصر وهو للأمانة ينسب للرئيس السيسي صاحب قرار تنمية المنطقة بمشروعاتها العملاقة والتي تضم أكبر ميناء محوري بحوض البحر المتوسط وأكبر منطقة صناعية ولوجستية بالشرق الأوسط والأنفاق المعجزة أسفل قناة السويس.

ولمواكبة هذا التحول الاقتصادى التاريخي، نجح اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد أن يحول بورسعيد لمدينة أوربية فى جمال شوارعها وميادينها وحدائقها ومشروعاتها الاقتصادية، لتكون جاهزة لاستقبال مستثمرى العالم لإدارة مشروعاتهم العملاقة بشرق بورسعيد.

 كما نجح المحافظ بدعم من الدولة فى خلق محاور تنموية واقتصادية متعددة وتخلصت المدينة من مشكلة الاعتماد على النمط التجارى فقط وتحولت باربع مناطق صناعية لقلعة صناعية كبيرة، وانطلقت منها أول منظومة فى مصر للتأمين الصحى الشامل وأول محافظة رقمية وبها منظومة تعليمية متميزة وخدمات اجتماعية راقية لسكانها.

وأمام هذا الزخم من التطور فى مختلف مناحى الحياه  عادت قبلة للرحلات والسياحة الداخلية بعشرات الآلاف من الزوار وهى تستحق أن تكون رائدة بين المحافظات وأسأل الله أن تظل دائما واحة للخير لمصر كلها وكل عام وأهلها جميعا فى خير وسعادة.