عائشة التيمورية.. هربت من المطبخ لتصبح أميرة الشعراء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لم تنبغ مثلها امرأة منذ كانت الخنساء تهز الرمال المقدسة في الصحاري الشاسعة، كان أبوها من هواة الأدب وكانت رحبات قصره تزخر بنساخين  يكتبون المخطوطات القديمة وتعلمت عائشة منذ الطفولة المبكرة أن تندس بينهم وتلتقط منهم الشعر والجمل العربية وتحفظها.

 

وعندما أصبحت صبية  يجدر بها أن تتعلم التطريز وشئون المطبخ كانت تهجر هذا كله لتصغي إلى أصوات المقرئين وأنغام الطير في حديقة القصر أو لتعكف على ديوان من الشعر تحفظه بيتا بعد بيت، وضاقت بها أمها وحاولت بالضرب والتأنيب أن تصرفها إلى شئون المطبخ ولكن عبثا.

 

وتدخل الأب فقال لزوجته: اهتمي بأختها ودعيها لي فقد خلقت لرسالة أهم من شئون المطبخ والتطريز وأخذ أبوها يعلمها آداب اللغة العربية وجلب لها أساتذة العصر ليعلموها النحو والعروض واللغة ونمت ملكتها وأصبحت هي نفسها تقول شعرا واغتبط أبوها بها وأخذ يذيع شعرها ويوما بعد يوم أخذت مكانتها في عالم الأدب فتفوقت على كثيرين من الرجال.

 

وبدأ عشاق الشعر يقارنون شعرها بشعر البارودي سيد الأدباء في ذلك العصر ومع ذلك فقد احتفظت بتقاليد «الحرملك» كاملة فلم تكن تظهر للرجال، بحسب ما نشرته أخبار اليوم في فبراير 1952.

 

كتبت شعرا في الغزل وفي السياسة وشاركت بقلهما في كثير من الأحداث السياسية في ذلك العصر ثم تزوجت فتفجرت شاعريتها ولم يكن يمر شهر من الزمان إلا تناقلت المجالس الأدبية قصيدة جديدة رائعة للشاعرة الحسناء، وبدأ النقاد يفضلونها على الخنساء ثم ماتت ابنتها فبكتها بأحر ما تبكي أم وأرسلت كثيرا من القصائد الدامية وظلت تبكي وتبكي حتى فقدت بصرها من الحزن فعادت تبكي ضياء العين.

 

اقرأ أيضًا| «كوكا».. ممثلة بـ4 لغات أبهرت الإنجليز 

 

وكانت إذ ذاك قد بلغت قمة مجدها كشاعرة وكان الشعراء الشبان كشوقي ونسيم ومطران ومحرم وحافظ كان هذا الجيل من الشعراء يعدونها أستاذة لهم ويتأثرون بها فيما يكتبون.

 

هذه هي عائشة التيمورية التي قال عنها بعض النقاد الغربيين عندما ماتت في سنة 1902 أن شعرها ليطوي القرون ويذكرنا بسافو زعيمة الشعر الأنثوي.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم