«حياة كريمة» تغيـِّر واقع الريف.. «أم دومــــة» أول قرية نموذجية بسوهاج

«أم دومــــة» أول قرية نموذجية بسوهاج
«أم دومــــة» أول قرية نموذجية بسوهاج

«حياة كريمة» إحدى المبادرات الملهمة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لإعادة رسم ملامح مصر بصورة أكثر جمالاً، وتستهدف التخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الأكثر احتياجاً فى الريف والمناطق العشوائية فى الحضر.. صورة يجتمع فيها كل المصريين تحت شمس الكرامة التى لا تغيب.

جميلٌ أن نحلم، والأجمل أن نرى الحلم يتحقق على أرض الواقع.. ورائعٌ أن نرى "أم الدنيا" تحيا دائماً كريمة، وفى كل أسبوع سوف تزور "آخرساعة" قرية أو منطقة لنرصد ما طرأ عليها من تطوير بعد أن طالتها العصا السحرية للتطوير.

ذهبنا إلى قرية «أم دومة» التى تقع على حدود محافظة أسيوط، لنرصد واقع الحال فى واحدة من القرى التى جرى اختيارها لتنفيذ عددٍ من المشروعات التنموية فى إطار مبادرة «حياة كريمة»، وفى غضون عدة أشهر تحوّلت القرية إلى شعلة نشاط  وخلية نحل لإنجاز العمل.


سواعد أبناء سوهاج تسابق الزمن للانتهاء من كافة المشروعات التنموية الجارى تنفيذها فى القرية.. لقد اختلف المشهد تماماً عما كان عليه قبل تنفيذ المشروعات الجديدة، إذ حظيت القرية التى تعد من أفقر قرى سوهاج بالعديد من المشروعات الجديدة التى تم الانتهاء منها مؤخراً.

 

ونظرة سريعة على أوضاع قرى سوهاج الفقيرة تكشف حجم الإنجاز الذى تحقق فيها بعد أن طالتها عصا «حياة كريمة السحرية»، فعلى مدى عهود طويلة عانى أهالى القرى البسطاء من التهميش وانعدام الخدمات الأساسية من مياه شرب نقية وصرف صحى وكهرباء وطرق ممهدة واتصالات ومستشفيات ووحدات صحية وغيرها من الخدمات الضرورية، فضلاً عن معاناتهم اليومية بسبب احتياجهم لأبسط مقومات الحياة الكريمة من دورات مياه نظيفة وبيوت تحميهم من حر الصيف وبرودة الشتاء.


وجاءت المبادرة الرئاسية لتشكل طوق نجاة لهؤلاء الأهالى وكل أبناء الريف المصرى، حيث يتم من خلالها إنشاء كافة المشروعات الخدمية ومشروعات البنية التحتية، وقد تم اختيار 181 قرية تابعة لـ7 مراكز لتنميتها وهى «دار السلام» و«طما» و«المنشأة» و«جرجا» و«ساقلتة» و«البلينا»  و«المراغة».


وفى جولتنا داخل بعض القرى التى وصلت إليها «حياة كريمة»، رصدنا فرحة الأهالى وسعادتهم البالغة بالمشروعات الجديدة، ومن بينهم الدكتور أحمد أسامة أبو دومة، نائب رئيس لجنة المصالحات باتحاد الفلاحين وحفيد محمد أحمد أبو دومة أحد زعماء حزب الوفد فى الثلاثينيات وعضو مجلس النواب الأسبق، والذى قال: «(أم دومة) من أكبر قرى الصعيد، وهى قرية أم تتبعها قرى أخرى مثل (الدويك) و(الأغانة) و(القطنة) و(الحلاقى) و(التل الزوكى) و(نجع عطية موسى)، وعدد سكانها يتجاوز 50 ألف نسمة.

ووجه أبو دومة الشكر للرئيس السيسى على الجهود التى يبذلها لرفع الظلم عن أهل الصعيد وإطلاقه مبادرة غير مسبوقة لتعويض الريف المصرى من عهود الحرمان، مضيفاً: «بصفتى أحد أبناء قرية أم دومة حلمت وطالبت مثل أبناء قريتى بتنمية القرية منذ سنوات بعيدة، ولكن دون اهتمام من الحكومات المتتالية، حتى جاء الرئيس السيسى وأطلق مبادرته العظيمة وتحقق حلمنا وأصبحت قريتنا نموذجية فى كافة المجالات، وتم توصيل الغاز الطبيعى ومياه الشرب النقية والصرف الصحى لكافة البيوت، وتم رصف كل الطرق وتشييد مدارس ومبانٍ خدميّة فى كافة القطاعات».


أما خلف أحمد حسين، فبدأ حديثه معنا عن معاناته هو وأولاده فى الماضى، وكيف تحولت حياتهم للأفضل، حيث قال: «كنا نسكن بيتاً أشبه بالكهف المظلم عبارة عن حجرة واحدة وصالة ضيقة بالطوب اللبن ومسقوف بأفلاك النخيل والأشجار ووقت سقوط الأمطار كانت حياتنا تتحول إلى عذاب بسبب غرق البيت، أما الآن بعدما جاءت (حياة كريمة) وبمساعدة إحدى الجمعيات الخيرية فتم إعادة تأهيل وإعمار البيت».


يتابع: «لم نكن نحلم بما تحقق، فقد تم بناء البيت وسقفه بالحديد المسلح وبناء الجدران بالطوب الأحمر، وأصبح لدينا مكان يحمينا من الحر والمطر، كما أصبح لدينا مياه شرب نقية وصرف صحى وغاز طبيعى وطرق مرصوفة وخدمات تقدم لنا فى مبان مقامة داخل القرية بدلاً من الذهاب إلى المدينة.. نعيش الآن أزهى العصور.. كل الشكر للرئيس السيسى مفجر ثورة التنمية».

فيما يقول سيد عبدالعال محمدين (مزارع): «بعد معاناة طويلة من الحرمان والتهميش، اختلفت الصورة الآن تماماً فى قرية أم دومة، فقد تم الانتهاء من جميع توصيلات مياه الشرب المنزلية بنسبة 100%، كما تم توصيل خطوط الغاز الطبيعى للقرية بالكامل، وجار تنفيذ خطوط الاتصالات وتمهيد الطرق استعداداً لرصفها الأيام المقبلة». 

أما صالح كمال الدين (موظف)، فيقول: «ما تحقق من إنجازات فى أم دومة والقرى الأخرى يعد معجزة، لأن هذه المشروعات تم تنفيذها فى فترة زمنية وجيزة، وكنا نحلم بتنفيذها خلال العشرين سنة المقبلة، لكن فوجئنا بمعدات البناء والأوناش والمركبات تقتحم قريتنا لنتابع بعدها ملحمة رائعة من البناء والتشييد». 

وأشار إلى أن هناك مشروعات عديدة، منها مدارس جديدة ووحدات صحية ومبانٍ إدارية خدمية ونقاط إسعاف وإطفاء».. ويقول: «مشهد عمليات البناء لا يُصدق  ولكن هذه هى الحقيقة، قريتنا تحولت إلى أول قرية نموذجية شاملة المرافق والخدمات».


من جانبه، أوضح اللواء طارق الفقى، محافظ سوهاج، أن ملامح مشروعات «حياة كريمة» ظهرت بوضوح بقرية «أم دومة»؛ لتصبح أول قرية نموذجية بسوهاج، بعد أن تم الانتهاء من معظم المشروعات وشارفت باقى المشروعات الخدمية والتنموية بالقرية على الانتهاء.

وأشار الفقى إلى أن قرية «أم دومة» شهدت مشروعات توصيل خدمات مياه الشرب والصرف الصحى، والغاز الطبيعى، والاتصالات، وإنشاء مجمع خدمات المواطنين «تحيا مصر»، ومجمّع الخدمات الزراعية، وإنشاء وتطوير عدد من المدارس بالقرية، وتطوير ورفع كفاءة مركز الشباب، وإنشاء وحدة طب أسرة متطورة، بالإضافة إلى إنشاء نقطة إسعاف، ووحدة إطفاء، ومركز تنمية الأسرة، فضلاً عن تبطين الترع، وتطوير مكتب البريد، وإنشاء لوحة توزيع للكهرباء، ووحدة صحية جديدة وفقا لنموذج التأمين الصحى الشامل.


ولفت إلى البدء فى رصف الطرق الداخلية بالقرية، وطلاء واجهات المنازل، وتنسيق المواقع العامة للمشروعات، وتجميل أسطح المدارس والمصالح الحكومية، لتصبح «أم دومة» بالفعل أول قرية نموذجية، وصورة واقعية لمبادرة «حياة كريمة».


وتحدث المحافظ عن تفاصيل أخرى عن المشروعات الجارى تنفيذها بقرية أم دومة، حيث تم الانتهاء من مشروع مجمّع الخدمات الحكومية بمجلس قروى أم دومة، ومجمّع الخدمات الزراعية وأعمال تطوير مركز للشباب، وجار أيضاً الانتهاء من وحدة إسعاف والانتهاء من تجميل ودهان الواجهات بشوارع القرية، ومازال العمل مستمراً لتقديم خدمات أفضل للمواطنين.


وأشار إلى أن مجمّع خدمات المواطنين «تحيا مصر» بلغت نسبة تنفيذه 99%، ويتكوَّن من 3 طوابق (أرضى و2 علوى)، ويشمل مركزاً تكنولوجياً، ومكتب تموين، ومكتب تضامن، ومكتب بريد، ووحدة قروية، ومجلس شعبى محلى، وشهر عقارى، وهو واحد من 30 مجمّع خدماتٍ حكومية يتم إنشاؤها بنطاق محافظة سوهاج لتجميع الخدمات الحكومية فى مكان واحد تيسيراً على المواطنين.


من جانبه، قال حازم أبو الخير، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طما: «أطلقت مديرية القوى العاملة بالمحافظة وحدة تدريب متنقلة بقرية أم دومة، ضمن مبادرة (مهنتك مستقبلك)، وذلك ضمن 27 وحدة للتدريب المتنقل بالمحافظات، فى إطار مبادرة (حياة كريمة).

كما أشار إلى الانتهاء من أعمال إنشاء مجمع الخدمات الزراعية، ومجمع الخدمات الحكومية، ووحدة الإسعاف بالقرية، ولوحة توزيع الكهرباء، ومكتب البريد، ومركز طب الأسرة، ومركز تنمية الأسرة والطفل، وأعمال تبطين ترعة أم دومة، ومدرسة أم دومة الإعدادية، وكذلك الانتهاء من تنفيذ الوصلات المنزلية لمياه الشرب النقية، كما تم الانتهاء من توصيل الغاز الطبيعى للقرية بأكملها، وجار الانتهاء من أعمال الاتصالات وتمهيد الطرق ورصفها.


فيما أوضح هشام أبو زيد، وكيل وزارة القوى العاملة بسوهاج، أن الوحدات المتنقلة للتدريب تهدف إلى الوصول للشباب قُرب محل إقامتهم وتأهيلهم على المهن المطلوبة لسوق العمل، بما يسهم فى تشغيل الشباب وخفض معدلات البطالة. 

وأضاف أن تلك الوحدات المتنقلة تقدم للشباب من الجنسين فرصة تدريبية على مهن يحتاجها سوق العمل فى تلك القرى، وهى «التفصيل والحياكة، وكهرباء التوصيلات، والسباكة الصحية»، وذلك بنظام الساعات التدريبية، حيث تم تحديد 150 ساعة تدريبية على مهنة التفصيل لمدة شهر، و60 ساعة تدريبية على مهنتى «السباكة الصحية، وكهرباء المنازل» لمدة 15 يوماً.

 

اقرأ أيضًا | استكمال تنفيذ المشروعات الجارية ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بأشمون