الصعيد يودع «التهميش»

الصعيد يودع «التهميش»
الصعيد يودع «التهميش»

كتبت | ياسمين عبدالحميد 

بعد سنوات طويلة من الإهمال خلع صعيد مصر رداء التهميش، وعاد إلى واجهة الحياة بفضل المشروعات الخدمية والتنموية التى يجرى تنفيذها فى الوجه القبلى، فى ترجمة واضحة لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بدعم وتنمية محافظات الصعيد والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لأهالينا هناك.


وفى هذا الملف، نلقى هالة ضوء على تحركات الحكومة لبث الروح فى أرجاء الصعيد، وكل ما يتعلق بحياة الإنسان وتوفير حياة كريمة له، عبر مضاعفة حجم الاستثمارات وتشييد مشروعات ضخمة أبرزها المجمعات الصناعية التى توفر آلاف فرص العمل لأبناء الصعيد، كما نتطرق إلى «برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر»، وما حققه من إنجازات كبرى فى سوهاج وقنا، وبعد نجاح التجربة تم مد مشروعات البرنامج لتصل إلى المنيا وأسيوط. كما نطير إلى أقصى الجنوب لإلقاء الضوء على المشروعات التى يجرى تنفيذها فى محافظة الأقصر.


ولا يخفى الدور الهام الذى تلعبه المبادرة الرئاسية حياة كريمة» فى إنعاش الصعيد، ومد الخدمات إلى ملايين الأسر من مياه نقية وصرف صحى واتصالات وكهرباء وغاز طبيعي، وغيرها، ويكفى أن 70% من مخصصات برنامج «تكافل وكرامة» تذهب إلى قرى الصعيد، ما أدى لتراجع نسبة الفقر هناك إلى 5 درجات، وهكذا تمضى مصر فى طريق «الجمهورية الجديدة» التى يشهدها الجميع، من دون أى تفرقة، بما فى ذلك الصعيد الذى هو جزء أصيل من مصرنا الحبيبة.

 

بتكليفات ومتابعة دورية من الرئيس عبد الفتاح السيسى | التنمية تنعش قلب الجنوب

لسنوات طويلة ظل صعيد مصر مهملًا، بعيدًا عن يد التطوير والتنمية والعمران، حتى جاءت ثورة 30 يونيو المجيدة، وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئاسة البلاد، ليمنح مُحافظات الصعيد الأولوية القصوى فى مشروعات التنمية والتطوير، ويُكلف الحكومة بإيلائها الاهتمام الكافى، سواء بالتوسع فى المشروعات الإنتاجية أو من خلال تدشين بنية تحتية وأساسية قوية، إضافة إلى حل المشكلات التى تواجه مصانع القطاع الخاص، والدفع بأعمال تنمية القطاع الصناعى بتخصيص 9 مجمعات صناعية، والعمل على توفير حياة كريمة لأهالينا فى صعيد مصر.

الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أجرى جولة تفقدية فى محافظة أسوان؛ ضمن مُتابعته للموقف التنفيذى لعدد من المشروعات، استعدادًا للافتتاحات المُرتقبة لهذه المشروعات، يرافقه الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، وعدد من القيادات التنفيذية، وشدد رئيس الوزراء على أن القيادة السياسية تولى أهمية خاصة للمشروعات التى يتم تنفيذها فى محافظات الصعيد، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، يتابع بنفسه، وبشكل دورى، معدلات تنفيذ هذه المشروعات، قائلًا: «يوجد تكليف واضح من الرئيس بسرعة الانتهاء من المشروعات التى تخدم أهالينا فى الصعيد فى المجالات المختلفة». 

وأشار مدبولى، إلى أنه فى هذا الصدد ترأس اجتماعًا لمتابعة الموقف الحالى للمشروعات التنموية والخدمية الجارى تنفيذها بالمحافظة، وجهود التعامل مع الأمطار الغزيرة التى تعرضت لها أسوان مؤخرا، كما ناقش الاجتماع سبل تعزيز المقومات السياحية والأثرية الاستثنائية التى تتمتع بها المحافظة، وقال: «نشهد الآن مشروعات عملاقة فى محافظات الوجه القبلى، وأبرزها مشروع «بنبان» لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، والذى نال نصيبًا كبيرًا من الإشادة الدولية، وحصل على جوائز عالمية تعكس أهميته، كما أن المشروع هو دلالة واضحة على أن الحكومة المصرية تمضى فى اتجاهها نحو دعم مشروعات الطاقة النظيفة المتوافقة بيئيًا».  


 وتفقد مدبولى، أعمال تطوير الطرق المؤدية إلى مصنع «كيما2»، ثم قام عقب ذلك بجولة موسعة داخل المصنع الذى يعد أحد المشروعات الصناعية الكبرى فى صعيد مصر، باستثمارات تقترب من 12 مليار جنيه، واطلع رئيس الوزراء على معدلات سير العمل بالمصنع، وخلال ذلك تمت الإشارة إلى أن الطاقة التصميمية للمصنع تبلغ 1575 طن/يوم من سماد اليوريا، و1200 طن/يوم من الأمونيا، ويوفر أكثر من 2000 فرصة عمل، ثم انتقل مدبولى لتفقد الأعمال الجارية فى مدينة أسوان الجديدة، التى تقام على مساحة 22 ألف فدان، ووفقًا للمخطط العام للمدينة، فإنها تضم عددًا من المناطق السكنية، ومناطق الاستثمار، ومناطق خدمية إقليمية، ومحاور خدمية وترفيهية، إلى جانب المنطقة الصناعية، والقرية الأولمبية. 


واطلع رئيس الوزراء على الموقف التنفيذى لمشروعات الإسكان الاجتماعى بمدينة أسوان، كما تم الانتهاء من عدد من المبانى الخدمية «التعليمية، والصحية، والدينية، والترفيهية»، ومبنى الخدمات الحكومية، إلى جانب الانتهاء من الحديقة الشاطئية، والمسرح المكشوف، كما تفقد الدكتور مصطفى مدبولى أعمال تطوير الكورنيش بمدينة أسوان الجديدة.


وأشاد رئيس الوزراء، بمعدلات تنفيذ المشروعات بالمحافظة، مُشيرًا إلى أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التى قام بها نهاية الشهر الماضى للمحافظة، أعطت دفعة قوية لمعدلات إنجاز المشروعات بالمحافظة، مُجددًا التأكيد على الأولوية القصوى التى توليها القيادة السياسية لتنفيذ المشروعات التى تخدم أهالينا فى الصعيد فى مختلف المجالات، ويأتى على رأسها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».

استثمارات بالمليارات
وقامت الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفـتاح السيســـى، وخـــــلال الـ7 سنوات الماضية، بإنفـــاق نحـــو 350 مليـــار جنيه استثمارات خلال الفترة من 2014 لـ2021، لمشروعات التنمية بالصعيد، علاوة على ما يتم ضخه عبر برنامج التنمية المحلية لصعيد مصر، والمرحلة الأولى للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة».


وجاء قطاع مياه الشرب والصرف الصحى كأعلى القطاعات باستثمارات 56 مليار جنيه، تلاه استثمارات قطاع الصحة بـ48 مليار جنيه، ثم استثمارات قطاع الطرق بـ41 مليار، واستثمارات الكهرباء بـ38 مليار جنيه، واستثمارات الإسكان وتطوير العشوائيات بـ30 مليار جنيه، كما بلغت استثمارات قطاع التعليم 19 مليار جنيه، وتوزعت بقية الاستثمارات على القطاعات الأخرى.


ووفقًا للدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، فإن الحكومة قامت بزيادة حجم الاستثمارات الموجه لمحافظات الصعيد خلال 5 سنوات بنسبة 450% لتحسين جوده حياة المواطنين فى صعيد مصر، لافتة إلى أن هدف الحكومة هو العمل على سد الفجوات التنموية بين المحافظات بناء على مجموعة من المؤشرات والبيانات التى يصدرها جهاز الإحصاء منها مساحة المحافظة، ومؤشرات الفقر والبطالة والخدمات المُتاحة، وبناء على هذه المؤشرات يتم تحديد حجم الاستثمارات الموجه لكل محافظة.

حياة كريمة
وجاءت مبادرة رئيس الجمهورية لـ»تطوير قرى الريف المصرى الأكثر فقرًا» ضمن مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقت فى 2 يناير 2019 لتبدل أحوال أهلنا فى صعيد مصر، وتوفر لهم بحق الحياة الكريمة التى يستحقونها، حيث يستهدف المشروع تطوير كافة القرى المصرية البالغ عددها 4741 قرية وتوابعها «30888» عزبة وكفراً ونجعاً فى 26 محافظة بعد استبعاد القاهرة لخلوها من القرى، ويستفيد منها نحو 18مليون مواطن، ويتم تنفيذها على 3 مراحل، الأولى تشمل القرى ذات نسب الفقر من 70% فيما أكثر، والثانية تشمل القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى 70%، والثالثة تضم القرى ذات نسب الفقر أقل من 50%. ويتم تحديد القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لمعايير «ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحى وشبكات المياه، وانخفاض نسبة التعليم، وارتفاع كثافة فصول المدارس، والاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية، وسوء أحوال شبكات الطرق، وارتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة فى تلك القرى».

ويأخذ المشروع طابعًا مُتكاملًا فلا يقتصر على بُعد أو قطاع مُعين لكنه يسعى لتحقيق تنمية شاملة لقرى الصعيد، بما يشمله ذلك من تحسين مستوى خدمات البنية الأساسية كمياه الشرب والصرف الصحى والطرق والاتصالات والمواصلات والكهرباء والنظافة والبيئة والإسكان، وتحسين مستوى الخدمات العامة كالتعليم والصحة والشباب والمرأة والطفل وذوى الاحتياجات الخاصة، علاوة على تحسين مستوى الدخول عن طريق زيادة الإنتاج وفرص العمل وتنويع مصادر الدخل، وغيرها، وكذلك تدعيم مؤسسات المشاركة الشعبية عبر تدريب وتأهيل المواطنين على المشاركة الشعبية فى كل مراحل تخطيط وإدارة وتشغيل المشروعات والخدمات.


وتقوم المبادرة على نمط الشراكة بين القطاع الحكومى ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية وصندوق تحيا مصر ومجتمع القطاع الخاص ورجال الأعمال لتعظيم الاستفادة من هذه المبادرة والوصول لأكبر عدد من الأسر المحتاجة للدعم المالى، وشهدت المرحلة الأولى من المشروع التى انطلقت فى يناير 2019، رفع كفاءة حوالى من 380 إلى 400 قرية على مستوى الجمهورية، هى الأكثر فقرًا بناءً على خرائط الفقر الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، والتى تتراوح نسبة الفقر فيها 70% فأكثر، بإجمالى 756 ألف أسرة «3 ملايين فرد» فى 11 محافظة «مطروح والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والوادى الجديد والبحيرة والدقهلية والقليوبية»، وشارك فى التطوير 23 جمعية أهلية، حيث شمل شتى المجالات التنموية كالصحة والصرف الصحى والكهرباء والطرق والإسكان بتكلفة 10.5 مليار جنيه.

مجمعات صناعية
كما تستهدف الحكومة التوسع فى إنشاء المجمعات الصناعية فى محافظات الصعيد، لتحقيق تنمية شاملة بهذه المحافظات، وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء الصعيد، وذلك من خلال التوسع فى إنشاء المصانع الجديدة، إضافة إلى إنشاء المدن الصناعية المُتخصصة، ومن بينها إنشاء مدينة لصناعة الأدوات المنزلية فى المنيا، كما يتواكب مع الجهود الحكومية تجهيزات تتعلق بعدد كبير من مصانع القطاع الخاصة بدعم من كافة الوزارات والجهات ذات الصلة لحل كافة العوائق التى تواجه القطاع الخاص.

 

واتجهت الحكومة نحو إنشاء المجمعات الصناعية الجديدة بالصعيد، والتى تأتى ضمن خطة التنمية الصناعية الشاملة التى تمثل ركيزة أساسية لاستمرار معدلات النمو الإيجابية التى يشهدها القطاع الصناعى، سواء فيما يتعلق بمعدلات النمو الصناعى، وكذا مساهمة قطاع الصناعة فى الناتج المحلى الإجمالى، فضلًا عن توفير فرص العمل أمام الشباب، وتقوم الحكومة حاليًا بإنشاء 9 مجمعات صناعية جديدة فى 8 محافظات بالصعيد، وهى إنشاء مجمع صناعى فى بنى سويف، ومجمعين فى الفيوم، ومجمع فى المنيا وآخر فى محافظة أسيوط، ومجمع بسوهاج، ومجمع بقنا، ومجمع فى الأقصر وأخيرًا مجمع صناعى فى محافظة أسوان، وحددت الحكومة، ممثلة فى وزارة التجارة والصناعة، جدولًا زمنيًا للانتهاء من المجمعات الجديدة مع التركيز على محافظات الصعيد لسرعة الانتهاء منها.

 

أقرا ايضا | انتهاء أعمال رصف المرحلة الثانية من تطوير شارع التحرير بسوهاج | صور