بسبب زيادة تكاليف زراعته.. مزارعو القصب بقنا يطالبون برفع سعر التوريد

مزارعو القصب بقنا
مزارعو القصب بقنا

يعد محصول قصب السكر الذى تشتهر بزراعته محافظة قنا، من المحاصيل الاستراتيجية التى توفر مادة غذائية هامة هى السكر، ويستخدم فى صناعة العسل الأسود، كما يدخل فى صناعة الخل والكحول والخشب الحبيبى والأعلاف الحيوانية.

ويعد قصب السكر هو المحصول الرئيسى بمحافظة قنا حيث يتم زراعة أكثر من ١٢٠ ألف فدان سنويا، ويبلغ متوسط إنتاجية الفدان ٤٥ طن ويتم توريد ٩٠٪ من إجمالى المساحة المنزرعة إلى مصانع السكر بمحافظة قنا وباقى المساحة يتم استغلالها فى عصارات العسل الأسود والتقاوى والعصير الطازج وتبلغ المساحة المنزرعة ٣٧ ٪ من إجمالى المساحة المنزرعة على مستوى الجمهورية 

ويقوم مجلس المحاصيل السكرية متمثل فى اللجنة الإقليمية لمحصول القصب بمديرية الزراعة بقنا بتقديم المشروعات الخدمية لزراع القصب بمحافظة قنا والتي تهدف إلى زيادة إنتاجية الفدان دون تحميل الزراع اى نفقات مالية ومن هذه المشروعات مشروع تنمية انتاج القصب، حيث يتم إجراء عمليات الحرث تحت التربة وعملية التسوية بأشعة الليزر فى مساحة مستهدفة حوالى ٣٠٠٠ فدان من كل عام فى الموسم الخريفى والربيعى.

ويقول أيمن قاسم مدير مكتب القصب بمديرية الزراعة بقنا، انه يتم وضع خطة متكاملة لمقاومة الآفات التي تصيب المحصول بين مجلس المحاصيل الزراعية والمعاهد البحثية والإدارة المركزية المكافحة بوزارة الزراعة حيث يقوم بتوفير المبيدات والاعتمادات المالية اللازمة للتشغيل ويفضل تطبيق التوصيات الفنية لوزارة الزراعة تمت السيطرة على إصابة محصول القصب بالحشرة القشية الرخوة ومرض التفحم السوطى وكذلك اتباع أسلوب المقاومة الحيوية للثاقبات بإطلاق طفيل الترايكوجراما بمحصول القصب حيث يتم اكثاره بمعامل شركة السكر وبتمويل من مجلس المحاصيل السكرية مما أدى إلى الإصابة بالثاقبات.

ويقوم مجلس المحاصيل السكرية أيضا بالتنسيق مع معهد البحوث الزراعية وشركة السكر والصناعات التكاملية بالاشتراك مع مديرية الزراعة بقنا بنشر أصناف القصب الجديدة للعمل على زيادة الانتاحية، فضلا عن قيام مجلس المحاصيل السكرية بالاشتراك مع البحوث الزراعية بتنفيذ مشروع تطوير زراعة محصول القصب باستخدام تقنية شتل القصب والرى بالتنقيط لترشيد استهلاك مياه الرى وزيادة إنتاجية فدان محصول القصب وتنفيذ المشروع فى المساحات المنزرعة بمحصول القصب داخل الزمام فى مساحات مستهدفة كحقول إرشادية تمثل فيها كل القطاعات الزراعية.

وتقوم إدارة المحاصيل السكرية بمديرية الزراعة بقنا باستصدار قرار بتشكيل لجان إشرافية محايدة للعمل على مراقبة عمليات وزن المحصول وتقدير نسب الشوائب أثناء عملية التوريد فى كل عام ويقوم بمتابعة أعمال هذه اللجنة أجهزة وزارة الزراعة ومديرية الزراعة بقنا والإصلاح الزراعى وممثلين عن جمعية منتجى القصب بمحافظة قنا.

كما تقوم إدارة المحاصيل السكرية بالتنسيق مع الجهات المعنية بمحصول القصب للاعداد لاجتماعات اللجنة الإقليمية لمحصول القصب لمناقشة جميع المشاكل والمعوقات التي تواجه زراع القصب والعمل على حلها بصفة شهرية ، إلى جانب إعداد خطة سنوية إرشادية لمحصول القصب بحضور مهندسى القصب والإرشاد وزراع القصب بقنا.

ورغم أهمية محصول القصب باعتباره محصول إستراتيجي إلا أن هناك العديد من المشكلات التى تواجه المزارعين فى قنا، أبرزها تدنى سعر طن القصب وعدم توافر الأسمدة بالإضافة إلى سدتأخر صرف السلف الزراعية.

وفى البداية صرح الدكتور أيمن العش مدير عام معهد البحوث المحاصيل السكرية ان المساحة المنزرعة بقصب السكر فى مصر تبلغ ٣٤٠ ألف فدان يتم توريد ٢٤٠ ألف طن قصب لمصانع السكر،  وتعتبر محافظة قنا أكثر المحافظات زراعة للقصب بمتوسط حوالى ١٢٠ ألف فدان ومن أكبر المصانع هو مصنع نجع حمادى بمحافظة قنا.

وأشار ألى أن متوسط إنتاجية الفدان فى شئون الاقتصادية لوزارة الزراعة ٤٧ طن للفدان وهو أكبر الأرقام على مستوى العالم،  بينما يصل إلى ٣٤ طن للفدان وفقا لعملية الحصاد والاهدار فى المادة الخام أثناء عمليات الفقد والكسر.

وأكد أن هم أصناف قصب السكر الجديدة جيزة ٣ و جيزة ٤ وجيزة ٥ ونختبر ١٢٠ ألف بذرة سنوية حتى نصل لصنف واحد من الأصناف وفقا للمواصفات الإنتاجية.

وأشار " العش " إلى أن ابرز المعوقات التى تواجه إنتاج صنف جديد هى الشذوذ الوراثى كالموجود فى النخل ومن أجل أن نحصل على صنف واحد فإنه من كل ١٢٠ ألف بذرة نحصل على صنف واحد بصفات تجارية جيدة بواسطة صوب معقدة بتشغيلها لضبط درجات الإضاءة ودرجات الحرارة ولابد أن تنقص فترة الإضاءة يوميا بالصوبة ومن الأصناف الممتازة لاستخدام المزراع ينتج منها الأعلاف ، هذا ويتم تقييم صنف جيزة ٤ الذى يعتبر أحد أهم ثلاثة أصناف حيث انه ذى مواصفات ممتازة ويعطى جيزة ٤ وزن أفضل عن دونه من جيزة ٣ و جيزة ٢ حيث تصل إنتاجية ٤٠ طن.

وأكد أن مصر تستهلك ٣ مليون و ٢٠٠ ألف سكر خام سنويا ومتوسط استهلاك الفرد ٣٤ كيلو سكر فى السنة وتنتج مصر حوالى ٩٥٠ ألف طن من المساحة المنزرعة فى مصر ومن البنجر تنتج ٢ مليون طن، وبذلك توجد فجوة ٤٠٠ ألف طن سكر وتعمل جهود الحكومة على رفع الإنتاجية وتقليل نفقات الإنتاج من خلال تطوير الرى،  لافتا إلى أن  قصب السكر يتم زراعته على طريقة العود والفدان ينتج ٧ طن وواجه مشكلة أن المزارع يقوم بزيادة التقاوى لزيادة عدد النباتات فى الأرض، وواجه العالم مشكلة تطوير طريقة الزراعة بحيث نضمن الكثافة النباتية وتوزيع النباتات فى الفدان، لافتا إلى ان من أهم الطرق إنتاج الشتلات والقصب وأن تكون خالية من الآفات والأمراض وتطلق عليها شتلة معتمدة ويتم رص الشتلات بتوزيع منتظم متساوي يعطى حيز للنبات يتنفس،  وعلاوة على ذلك فإن التقاوى الخالية من الأمراض تنتج عيدان خالية من الأمراض ونضمن الزيادة  لانتاجية الفدان.

واردف قائلا: أن النباتات عند رصها بشكل مستقيم فإنه يتم استخدام ميكنة فى عملية الخدمة تسهل وتوفر العمالة ويوفر على المزارع جزء من المال، مشير الى أنه يتم عمل محطة فى كوم امبو بمحافظة اسوان لإنتاج الشتلات تكلفتها ١٢٠ مليون جنيه وتصل الطاقة الإنتاجية الى ١٥ مليون شتلة فى السنة، مؤكد أن توجيه رئيس الجمهورية بالتحول الكامل من الزراعة التقليدية لزراعة الشتلات بالتعاون مع وزارة الزراعة سيؤدى إلى تقليل استخدام السماد فى الفدان مع التوسع فى الرى بالتنقيط ووسائل الرى الحديثة. 

هنا تدخل فى الحديث المستشارة رضوى الدربى - مالكة أراضي زراعية بقرية سمهود بمركز أبو تشت- حيث طالبت برفع سعر طن القصب إلى 1000 جنيه بسبب زيادة تكاليف زراعة محصول القصب.

وقال محمود كساب  مزارع بقرية العوامر الغربيه بمركز ابو تشت  ان خدمة المحصول زادت تكاليفها حتى يصل أجرة العامل يوميا 100 جنيه مما يعجز الفلاحين من خدمة محصول القصب ويؤدى إلى ضعف الإنتاج ويرجع إلى الدخل القومى 

ويرى عتمان عبد الرحمن خلف الله  – من كبار مزارعى القصب بمركز أبوتشت - أن النفقات التى يتحملها المزارع طوال الموسم تفوق صافى دخل الفدان، موضحا أن بعض الزراعات تحتاج إلى عدد أكبر للعمالة بعكس زراعات أخرى وهذا يدفعنا لتشغيل ضعف عدد العمال.

 

اقرأ أيضاً : مشروعات وبرامج الاتحاد الأوروبي للتعليم العالي.. ندوة بجامعة جنوب الوادي