حتى فترة قريبة جدا لاتتجاوز بضع سنين قليلة العدد لا تتعدى فى مجملها الأربع سنوات، كان الانطباع السائد لدى أهلنا فى جنوب الوادى الصعيد أنهم مهمشون، وأنهم لا وجود للاهتمام بهم لدى المسئولين فى الدولة، وأن لا أحد من هؤلاء المسئولين فى الحكومة يضعهم فى قائمة أولوياته.
وكان راسخا فى وجدان أهلنا الصعايدة، أنه لا أمل فى تغيير هذا الحال، ولا رجاء فى تبدل هذه الأوضاع مهما طال الزمن، أو تغيرت الوزارات أو تبدلت الحكومات مرة أو عدة مرات.
هكذا كان شعورهم فى ظل الواقع المرير الذى كان يحيط بهم من كل جانب، وفى ظل المعاناة التى كانوا يعيشون فيها طوال السنوات الماضية، والتى جعلت من محافظاتهم ومدنهم وقراهم ونجوعهم كما مهملا، ونسيا منسيا فى حساب كل الحكومات التى تعاقبت على مصر طوال تلك السنوات.
للأسف كانت تلك هى الصورة الراسخة فى أذهان أهلنا فى جنوب الوادى طوال السنوات الماضية وحتى زمن قريب، وهى فى مجملها صورة سيئة، وكان الانطباع عندهم بالغ السلبية والبؤس،...، ولكن للأسف ايضا كانت الصورة تعبر عن الواقع.
واليوم.. نحن لانتجاوز الواقع على الاطلاق، إذا ما قلنا أن الصورة أصبحت مختلفة، وأن الانطباع أصبح متغيرا وايجابيا، فى ظل المشروعات القومية الضخمة والمتعددة التى شاهدناها وتابعنا اقامتها وعملها وتنفيذها، بطول وعرض مصر كلها، وامتدادها من أسوان وحتى الإسكندرية، دون تفرقة بين الوجهين القبلى والبحرى.
وفى ضوء ذلك أصبحنا أمام رسالة واضحة تؤكد، أن الصعيد لم يعد مهمشا ولن يكون بعد اليوم محروما من التنمية، ولن يكون بعيدا عن اهتمام الدولة.... بعد أن أصبح بالفعل والواقع فى مقدمة اهتماماتها.
