بدون تردد

ليبيا - والانتخابات «٢»

محمد بركات
محمد بركات

إذا ما أردنا المصارحة والشفافية وهما سلوك واجب، بل وضرورى فى كل رأى وفى كل موقف يتخذ أو يتحدد تجاه أى قضية أو مسألة، فما بالنا إذا ما كانت المسألة مهمة والقضية بالغة الأهمية، بالنسبة للعالم العربى كله، ومصر على وجه الخصوص، وليبيا على وجه التحديد.


أتحدث هنا على المسألة أو القضية الليبية، التى هى فى عمومها وخصوصها تتصل بالأوضاع فى هذا البلد الشقيق، ومآلات الأحداث والوقائع والتطورات الجارية هناك، قبل أيام قلائل لاتزيد على أربعة أيام فقط عن الموعد الذى كان متوافقا عليه لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية هناك.


وتلك قضية مهمة بل شديدة الأهمية للشعب الليبى الشقيق بالتأكيد، لأنها تتصل بمستقبله والاستقرار المنشود، الذى يتطلع إليه ويسعى للوصول له،...، كما أنها تتصل فى ذات الوقت بالأمن القومى العربى فى عمومه، والأمن القومى المصرى على وجه الخصوص.


والقول بأنها قضية تتصل بالأمن القومى العربى على شموله، هو قول صادق ينطلق من الحقيقة المؤكدة بحكم الواقع تاريخيا وجغرافيا،...، والتى تنص على الارتباط الوثيق بين الأمن القومى العربى بمفهومه الشامل، وبين الأمن القومى لكل دولة عربية على حدة، سواء كانت هذه الدولة تونس أو سوريا أو العراق أو ليبيا، أو غيرها من دول المشرق أو المغرب العربى.


أما القول بأنها قضية شديدة الأهمية لمصر على وجه الخصوص، فهو عين الصواب.. نظراً للارتباط الجغرافى والتاريخى والانسانى بين الدولتين والشعبين على مر العصور، ومنذ نشأة المجتمعات والشعوب والدول فى هذه المنطقة،...، وهو ما أدى بالضرورة وبحكم الواقع أيضا إلى الترابط الوثيق بين الأمن القومى الليبى والأمن القومى المصرى.


وفى ظل ذلك يأتى الاهتمام الواجب والضرورى بما يجرى على الأرض الليبية حاليا، وهو ما يستتبع ويتطلب تسليط وإلقاء الضوء، على الانتخابات التى كان مقررا أن تجرى فى الرابع والعشرين من ديسمبر الحالى هناك،...، وهو الأمر الذى بات محاطا بظلال كثيفة من عدم اليقين والشكوك فى إمكانية اجرائها فى الموعد الذى كان متوافقا عليه،...، نتيجة الأجواء الأمنية والسياسية القلقة وغير المستقرة هناك.
«وللحديث بقية»