مشوار

الوجهة «شاينا تاون» القمرية

خالد رزق
خالد رزق

6 أشهر فاصلة هى طول المدة التى سيمضيها 3 من رواد الفضاء الصينيين على متن محطة الفضاء التى سبق ووضعتها وكالة الفضاء الوطنية لبلادهم فى مدار منتظم حول كوكب الأرض، الرحلة التاريخية التى تتوج ببرنامج فضائى طموح أطلقته بلد المليار ونصف المليار إنسان نهاية السبعينيات من القرن الماضى وشهد ثماره الأولى بإرسال أول مركبة فضاء مأهولة إلى المدار فى أكتوبر 2003. رحلة الرواد الثلاثة (رجلان و امرأة) التى بدأت فى أكتوبر وتستمر لمدة 180 يوماً تمثل نقلة للبرنامج الفضائى الصينى الذى يبدو أنه ينطلق بتسارع مطرد تجاوز كل توقعات القوى العظمى ليس فقط لأنها ترسخ مكانة الصين كالبلد الثالث فى العالم الذى يرسل رحلات مأهولة للفضاء،

وإنما لأنه يؤشر إلى أن الصين وبمعدلات التطور القائمة المدعومة بإرادتين سياسية وشعبية ربما تسبق البرنامجين الروسى والأمريكى خلال فترة لا تتجاوز عشر إلى خمس عشرة سنة على أقصى تقدير.. والصين التى لم تعد تخفى تفاصيل طموحاتها الفضائية التى صار معلوماً أنها تشمل إرسال رحلات مأهولة إلى القمر وغيرها إلى المريخ وما وراءه من كواكب والتى تنظر إلى رحلة الشهور الستة على محطتها الفضائية باعتبارها نقطة مفصلية لبرنامجها الفضائي، ليست وحدها التى ترقب نتائج الإقامة الطويلة لروادها فى الفضاء،

وإنما يتابعها وبشغف أكثر العدو الأمريكى وبقدر لا يقل عنه الحليف الروسي، فكلا الفريقين يخشى حقيقة أن الصين تختصر الزمن فى سباقها لسبر الفضاء، ويفهم بأن إقامة روادها الفضائية الطويلة نسبياً ربما تكون محفزاً لخطوة أشد طموحاً بإقامة أول مستعمرة دائمة على القمر.. وليست مخاوف الأمريكيين والروس من سبق صينى لإقامة أول مستعمرة أو محطة قمرية تدعم الحياة البشرية، بعدما تخلت كلتاهما مبكراً عن النظر إلى القمر، هى لمجرد التنافس العلمى وإنما لإمكانية تحول هذه القاعدة الصينية على القمر إلى منصة عسكرية تستهدف أعداء الأرض بما لا يمكن مقابلته دفاعاً من الأرض. وأياً كان ما سيؤول إليه الأمر فخيالات علماء ناسا وروس كوزموس وغيرهم فى وكالات الفضاء الدولية لا تتوقف عند شيء، حتى إن بعضهم ومن الآن يؤكدون أن الصين سيكون لها المدينة أو الحى البشرى الأول على القمر، فمرحباً بكم على تشاينا تاون القمرية.