أيام قليلة تفصلنا عن نهاية العام، وكذلك الموعد الرسمى لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، وهو حلم طال انتظاره سنوات من قبل العراقيين، والسؤال: هل ستنسحب القوات الأمريكية كلها ويخرج من العراق آخر جندى أمريكى فعلًا أم ستظل موجودة تحت أى مبرر أو مسمى؟
منذ تولى مصطفى الكاظمى، رئاسة الوزراء فى العراق، كان من بين بنوده العمل على سحب القوات الأمريكية من العراق، خاصة مع تنامى المطالبات الشعبية بذلك واستخدامها ورقة لدى بعض الأحزاب الشيعية للمزايدة السياسية، وعلى مدار عامين عقدت ٤ جولات من الحوار الاستراتيجى بين العراق والولايات المتحدة؛ للاتفاق على آلية لإتمام ذلك، أثمرت ثلاث جولات منها عن تخفيض عدد القوات الأمريكية فى العراق من 5200 إلى2500، وجاءت الجولة الرابعة والأخيرة فى يوليو الماضى، وانتهت إلى عدة نتائج منها تقديم الولايات المتحدة لحزمة من المساعدات فى قطاعات البنية الأساسية إلى جانب المساعدات الإنسانية، ومساندة قطاعات الطاقة والتعليم والثقافة..
إقرأ أيضاً | الاستخبارات العراقية تعتقل «والي الفلوجة» بتنظيم داعش الإرهابي
إلا أن أبرز نتائج الجولة على الإطلاق تمثل فى توقيع الرئيس الأمريكى جون بايدين ورئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى على اتفاق لإنهاء التواجد العسكرى الأمريكى بحلول نهاية ديسمبر الجارى، على اعتبار انتصار التحالف الدولى الذى قادته الولايات المتحدة فى حربه ضد إرهاب تنظيم الدولة، واتفق الطرفان على إنهاء جميع أشكال الوجود العسكرى الأمريكى فى العراق بنهاية ديسمبر الجارى، على أن يتم تغيير مهمة الدعم العسكرى الأمريكى للعراق لتنحصر فى مهام «استشارية تدريبية» فقط؛ لرفع كفاءة عمل الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية العراقية خاصة فى مواجهة الإرهاب.
