منى ربيع
”الحقد أعمى قلوبهم من زوجة ابنهم، فكانت الام تراها دائمًا أنها خطفت ابنها وتشاركها فيه، بينما زوجة ابنها الأخرى تملكت الغيرة من قلبها وكانت تراها افضل وأجمل منها. ظلت الحما وزوجة الابن يضمران الكراهية والحقد في قلوبهما لزوجة الابن الأصغر، حتى قررتا بمشاركة الابن الأكبر الخلاص من ايمان ومحاولة تصوير الواقعة على أنها انتحار، لكن رجال المباحث استطاعوا كشف الجريمة ليتم تسليمهم جميعًا إلى العدالة التى أصدرت قرارها بإحالة أوراقهم للمفتى.
ترجع وقائع القضية منذ ثلاث سنوات بينما تفاصيلها تعود إلى خمس سنوات عندما قرر احمد خطبة إيمان جارتهم فهو كان يحبها منذ صغرهما، فهي كانت أجمل فتيات الحي، وذات شخصية قوية ومن أسرة كريمة، لكن والدته رفضت اختياره فهي كانت تراه الابن الأقرب الى قلبها ولا تريد تزويجه ممن يحبها كانت تريد تزويجه لفتاة من بنات أقاربها.
لكن احمد أصر على رأيه وذهب لخطبة ايمان ولم تجد والدته شيئًا أمامها سوى أن تذهب مع ابنها، حاولت كثيرا إفساد زواج ابنها الأصغر فهي كانت ترى أن إيمان ستخطف ابنها، لكنها فشلت في مخططها، وتزوج احمد من ايمان بعد تجهيز شقته بأفضل فرش وأحدث أثاث، فهو عمل لسنين طويلة في إحدى الدول العربية ويملك الكثير.
في كل مرة ترى الام حب ابنها الاصغر لزوجته تتملك الغيرة والحقد منها أكثر، فابنها يحضر لزوجته ما تريد ويعاملها كأميرة متوجة يرفض أن تنزل من شقتها لتخدمها مثل زوجة شقيقها الأكبر والتى بدأت هي الأخرى في الغيرة منها، لتبدأ المشاكل والغيرة بينها و زوجها، بسبب ماتراه من معاملة من شقيق زوجها الأصغر لزوجته.
وبدأت زوجة الابن الأكبر في بث سموم الكراهية في قلب زوجها وحماتها تجاه زوجة ابنها الأصغر، لتدب المشاكل بينهم وبينها، لم تكن ايمان تشكو لزوجها ما تفعله والدته وزوجة شقيقه الأكبر، حتى فوجئت بهما تصعدان إلى شقتها لتفتعلان معها المشاكل، وقامت الحماه وزوجة ابنها الأكبر بضرب إيمان علقة ساخنة وقبل أن يعود احمد من عمله اتصلت الام به لتشكو له من زوجته بأنها سبتها وضربتها وأن زوجة شقيقه الأكبر شاهدة على ذلك.
الابن لم يصدق والدته واتصل بزوجته ليجدها في حالة يرثى لها، وهي تروي له ما حدث لها من والدته وزوجة شقيقه وبدأت تروي له المضايقات التى كانت تراها من اسرته، وانها كانت تخفي عليه ما كانتا تفعلانه حتى لايغضب منها، صدق احمد زوجته لانه كان يعلم كيف تكرهها والدته ووزوجة شقيقه، ليعود إلى المنزل ويتشاجر مع والدته ووزجة شقيقه الأكبر، واخبرهما بأنه سيأخذ لزوجته بيتا كبيرا لتكون بعيدة عنهما.
ضاقت الام وزوجة ابنها واتفقا على الخلاص من ايمان وبدأت الام في إقناع ابنها الأكبر بذلك، بأن عليهم التخلص من ايمان لأنها ستستولي على أموال ابنها، واتفق الثلاثة على الخلاص من ايمان عن طريق إجبارها على تناول حبة الغلال وتصوير الواقعة على انها انتحار.
وفي اليوم التالى صعدت الام إلى ايمان لتطلب منها أن تسامحها هي و زوجة ابنها الاكبر، صدقتهم ايمان وفتحت لهم بيتها، لتصعد زوجة الابن الاكبر لها هي الأخرى وزوجها، وأثناء إعدادها الشاي لهم، قام شقيق زوجها بشل حركتها بينما اجبرتها زوجته على تناول قرص حبة الغلة، والضغط على فمها وعقرها بوجهها لإجبارها على تناوله، فيما تعدت الام عليها بالضرب وإحكام تقييد حركتها قاصدين من ذلك قتلها.
ثم خرج الثلاثة وكأن شيئًا لم يكن ليعود الابن الاصغر من عمله ليجد زوجته ملقاه على الارض في حالة يرثى لها، ليتصل بالإسعاف ونادى على والدته التى اخذت تبكي وهي تخبره بأنها ماتت، ليأتى الطبيب ويؤكد أن الزوجة ماتت مسمومة بعد تناولها حبة الغلال، هنا اخذت الام تقول أنها ماتت منتحرة.
لكن الطبيب اخبره بأنه يشك أن الوفاة جنائية لان هناك آثارًا لاعتداء على جسد المجنى عليها، ليتصل بالشرطة، ويبدأ رجال المباحث في عمل تحرياتهم حول الواقعة ليتبين نشوب مشاجرة بين المجني عليها والمتهمين، قام على اثرها المتهم الأول بشل حركتها والمتهمة الثانية بإجبارها على تناول قرص غلة، وأجبرتها المتهمة الثالثة على تناول قرص الغلة والتعدي عليها بالضرب، فيما جاء تقرير الطب الشرعى أنه قد جرى قتلها عن طريق إجبارها على تناول قرص "فوسفيد الالمومنيوم"، "حبة الغلة" رغمًا عنها بمعرفة أكثر من شخص ليتم القبض على المتهمين وإحالتهم للنيابة العامة ومنها إلى محكمة الجنايات بالمنيا التى أصدرت قرارها بإحالة أوراقهم إلى المفتى.