مسجد المحمودية بالمنصورة.. يعاني من الإهمال

مسجد المحمودية
مسجد المحمودية

تشهد مدينة المنصورة إهمال جسيم في عدد من المباني التراثية، وكأن محافظة الدقهلية خارج حسابات وزارة السياحة والآثار، وقد تطرقت بوابة أخبار اليوم بتاريخ ٥ ديسمبر الماضي بعنوان "قصر الشناوي بالمنصورة..بيت الأمة تحول لجراج سيارات" واليوم نفتح ملف مسجد أخر والذي يسمى بمسجد الصالح أيوب وسط أبناء المحافظة بينما يعد الاسم الحقيقي للمسجد هو "مسجد المحمودية".. ويعتبر هو المسجد الوحيد المتبقي من عصر الدولة الأيوبية بالدقهلية، ويقع بأول بشارع العباسي بمدينة المنصورة، خلف مبني مديرية أمن الدقهلية .


فن المعمار الإسلامي

وأكد الدكتور محمود المحمدي خبير الإرشاد السياحي بأن المسجد أنشىء على نظام المساجد المعلقة الذى يعد من الظرز الفريدة، حيث يوجد أسفلها (حوانيت) الدكاكين لكى يحميها من خطر الفيضان الذى كان يغمُر المنطقة ، حيث كان المسجد قريب من نهر النيل، كما زينت وجهة المسجد بنظام (المداميك) وهو عبارة عن لونين متبادلين هما (الأبيض والأحمر الطوبى) غالبا أو (الأبيض والأصفر) أحيانا .

ويتكون المسجد من طابقين، يضم  الطابق الأرضي دورة مياه كبيرة ومصلى على طرقات مداخل المسجد الثلاثة، ويحاط من جميع الجهات الأربعة بمحلات تجارية متنوعة مازالت تعمل حتي الآن، وتأخذ لوحاتها الدعائية جزءا كبيراً من واجهة المسجد، ويتكون الطابق الثاني سلالم خشبية مميزة وصولاً لمصلي الرجال والسيدات ومصابيح ونجف وأرابيسك في الشرفات والمنبر تعد من التحف الفنية التي تحمل معه عبق التاريخ من صناعة يدوية في العصر الإسلامي.

ويوجد بجوار المسجد مبنى ملحق به وتم بناؤه على نفس الطراز الأيوبى حيث كان مخصص لاستراحة الجنود وكان يرتبط مع مبنى المسجد عن طريق كوبري خشبى معلق، وكان الممر الفاصل بين المبنيين يسمى بشارع (الصاغة) وتم إستخدام هذا المبنى الملحق لكى يكون مقراً إداريا لوزارة الأوقاف بالدقهلية، وبعد ذلك تم تخصيصة لكى يكون مصلى للسيدات.

وكانت جميع نوافذ المسجد الأثرية من الجبس والزجاج الملون وأبوابه وأجزاء من الأسقف والتي تحطمت بفعل قوة الانفجار الذى حدث فى ٢٤ ديسمبر 2013 بمديرية أمن الدقهلية، والمسرح القومي، ومسجد الصالح أيوب، ويعد هذا المسجد تحفة فنية معمارية ذات تراث إسلامي كما تضم جوانبه تاريخ للصناعة اليدوية لتحف معمارية، شملت الأرابيسك اليدوي والرخام الأبيض النادر، وصمم بالطراز الفريد ومئذنته ذات الطراز المملوكي .

الاهمال يأكل المسجد

ويعاني مسجد الصالح أيوب بالمنصورة إهمال جسيم، حيث أسهم عدم إهتمام وزارة الأوقاف ووزارة السياحة والأثار في تردي حالة المسجد، في الوقت الذي يحتاج فيه إلى ترميم عاجل، ويفتقد المسجد  قرار إدراجة ضمن الأثار الإسلامية بمحافظة الدقهلية، حيث يعد هذا المسجد الأثر الوحيد الباقى من أثار الدولة الايوبية بمحافظة الدقهلية .

مطالبات بالترميم

وطالبت مؤسسة تطوير الدقهلية والجهات المسؤولة بإجبار أصحاب المحالات الكائنة فى المبنيين والتى تم استئجارهم من وزارة الاوقاف أن يتم المحافظة على هذه  المحال، وأن يتم ازالة اللافتتات الإعلانية، من اعلانات الهواتف المحمولة وغيرها، إلي لافتتات أخرى تتوافق مع الأثر الإسلامى الفريد.

 

اقرأ أيضاً: قصر الشناوي بالمنصورة.. «بيت أمة» تحول لجراج سيارات | فيديو وصور