إبراهيم الهدهد: لا نستطيع إضافة مفردات جديدة للغة العربية بينما نضيف دلالات

الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر سابقا
الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر سابقا

قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر سابقا، إن مداخل اللغة العربية المختلفة والموجودة في بنيتها الأساسية تتيح للجميع في كل العصور اسخدامها بالشكل الذي يلائم المخاطبين في كل زمان، «الصورة الشعرية ولأنها نابعة من الشعور وثقافة العصر فلابد أن تكون مشابهة لمن أخاطبهم أو اتحدث أو أعبر عنهم».

اقرأ أيضا| غضب أولياء الأمور من أخطاء فنية في ورقة امتحان اللغة العربية بالمنيا

وأضاف «الهدهد»، خلال استضافته ببرنامج «في المساء مع قصواء»، والذي تقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، والمذاع على فضائية «CBC»، لا بد من عرض لغتنا من الجانب التعليمي ومداخل دراسة تلك اللغة بشكل يناسب العصر؛ فقديما لم يكن هناك علم اللغة الاجتماعي أو علم اللغة النفسي، ولكن عندما دخلت علوم أخرى استفادت اللغة العربية لتطوير مفاهم تلك المعارف، «نصل في اللغة بأن الكلمة إنسان وكائن حي وليست حجرا يتحرك لأنه يحمل كل هموم النفس ولغة الخطاب العلمي المتطور».

وأوضح أن هناك الكثير من الأسس لثبات اللغة وتطورها وتنميتها، إذ أنها تنمو من حيث المجاز والنحو والاشتقاق بأنواعه المتعددة، «هناك وسائل نمو لتلك اللغة بشكل دائم ومستمر من ذاتها ولها ثوابت لا نستطيع الاقتراب منها أو تغييرها لأنها تعد جوهر تلك اللغة كأنماط بنية الجملة أو المفردات، حيث أننا لا نستطيع إضافة مفردات جديدة للغة العربية بينما نضيف دلالات».

وأكد أن اللغة في عمومها هي اللغة الفصحية وليست اللغة الفصحي، وليست اللغة التي عابها النبي صلي الله عليه وسلم لأنه عاب المتشدقين والمتقعرين الذين يبحثون عن الألفاظ الفخمة بأصواتها والغريبة في معانيها، وهذا مفهوم من الناحية الشرعية، ولكن وعلى المستوى اللغوى العام الذي يتاح فهمه لكل الناس اهتداءً بالقرآن الكريم.

وعلى جانب آخر ، اعتماد لغة القرآن الكريم، كلغة عمل رسمية، بجوار اللغات الخمس الأساسية وهي والإنجليزية والفرنسية والصينية والروسية ثم الإسبانية. قصة رائعة قد لا يعلمها الكثيرون من الأبناء الذين يتفاخرون بلغات غير لغتهم الأم. عندما رفض الرئيس جمال عبد الناصر، التحدث في حرم الأمم المتحدة، وبحضور داج همرشولد، الأمين العام وقطبا الحرب الباردة، الرئيس الأمريكي دوايت ديفيد أيزنهاور، والزعيم الروسي نيكيتا خروتشوف. وزعماء حركة عدم الانحياز الزعماء الثلاثة نهرو الهند، وتيتو يوغوسلافيا، والزعيم جمال عبد الناصر.

هنا أصر ناصر بكل إباء وشمم ألا يلقى كلمته بغير لغته الأم اللغة العربية، وهنا ومع هذا التاريخ المتمثل في 25 من سبتمبر 1960. ونادي ناصر بضرورة إدخال اللغة العربية لغة رسمية للأمم المتحدة، حيث إن عدد الناطقين بها في ذلك التاريخ يزيد عن 100 مليون عربي على أن تتحمل الدول العربية متمثلة في المملكة العربية السعودية وليبيا، أعباء إنشاء القسم العربي والنفقات الناجمة عن تطبيق هذا القرار خلال السنوات الثلاث الأولى.

فاللغة العربية أكثر اللغات استخداما ضمن مجموعة اللغات السامية، ومن أكثر اللغات انتشارا حيث يتداولها سكان الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، فضلا عن دول أخرى أفريقية، وتجد العديد من الكلمات العربية في بعض الدول خاصة تلك التي تم افتتاحها أثناء الغزوات الإسلامية فنجد أثرا لبعض من الكلمات العربية في تركيا وأسبانيا والهند.

كان عام 1973 هو وبالتحديد في 18 من ديسمبر، أي بعد نصر العرب في حرب أكتوبر المجيد، دورا انتقالية بالنسبة للغة العربية داخل الأمم المتحدة.