حسين دسوقي يكتب: هبوط حاد بــ وول ستريت

حسين دسوقي
حسين دسوقي

سبحان مغير الأحوال .... سبحان الله .... فبعد انتظار دام أكثر من اسبوع قضاة مستثمرى العالم فى البورصات العالمية لقرار الفيدرالى الامريكى و الذى جاء أول امس الاربعاء وما حمله من قرارات أدت الى معاودة كافة الأسهم الى الارتفاع، تجد الصدمة تحدث بالأمس .. ففى مفارقة تامة تتهاوى كافة الاسهم مرة أخرى، ليغلق مؤشر ناسداك و مؤشر داوجونز و S&P 500  على انخفاض حاد.

وبالطبع، كان لشركات التكنولوجيا نصيب الأسد من هذا الانخفاض الحاد، فـ "آبل" التى كان سهمها لا يحتاج لأكثر من ان يرتفع بقيمة  2 دولار فقط ليصل رأس مال الشركة لــ 3 ترليون دولار، لتكون بذلك اول شركة فى تاريخ البشرية يصل راس مالها الى هذا الرقم، فنجدها تتهاوى، وتلحق بها أمازون و NVIDIA   و العملاقة تسلا التى لم يشفع لها اختيار مجلة التايمز لمؤسسها أيلون ماسك بان يكون رجل العام، فطالما كنا نرى ان اى تصريح من أيلون ماسك يؤثر وبشكل كبير فى حركة العديد من الأسهم بالبورصة العالمية، ولكن بالامس الاسواق كانت فى حالة مفارقة تامة.

ولقد أرجع الخبراء السبب فى هذا الانهيار الى تغيير معظم المستثمرين لوجهه نظرهم وأعادوا ضخ اموالهم فى اسهم منتجات اثقل وزنا وارتباطا وتاثرا باحتياجات البشر، فنجد ارتفاع ملحوظ فى خام البترول، كما ارتفعت اسهم كلا من الفضة والذهب وغيرهم، لتجد نفسك تقف امام وصف المستثمر ورجل الاعمال الشهير روبرت كيوساكى للبترول والفضة و الذهب بانهم اموال الله وان الاستثمار فى هذة الفئة من النوعية دائما ما يكن هو الملاذ الآمن بالرغم مما حققته شركات التكنولوجيا من نجاحات وبالرغم مما حققته العملات الرقمية من مكاسب خارقة.

ولكن كل ما يحدث يؤكد ابدا ودائما على مبدأ ضرورة تقسيم محفظة كل مستثمر وتنوع ما بها من استثمارات مثلما أشار ورين بافيت اعظم مستثمر فى التاريخ، فالتركيز على نوع واحد فقط من الاستثمارات دائما محفوف بالمخاطر.

وانى لاجد ان ما يحدث الان ما هو الا فرصة عظيمة لأقتناص هذة الاسهم وهى تتهاوى وبأسعار اقل من قيمتها، فما وصلت الية هذة الاسهم من اسعار اقل من قيمتها الحقيقية، وانها حتما ستعاود الصعود لتجنى كل ما خسرته من ارباح، كما انه يثبت على ان شركات التكنولوجيا العملاقة لها عظيم الأثر على مؤشرات البورصة العالمية، مؤكدة على انها الدفة والمتحكم الأوحد فى صعود وهبوط الاقتصاد العالمى.