رؤيــة

الحنين للريس بيرة

محمد ياسين
محمد ياسين

كثير‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬حسن‭ ‬أبو‭ ‬عتمان،‭ ‬والريس‭ ‬بيرة‭ ‬فكم‭ ‬مرة‭ ‬دندندت‭ ‬بأغانيهم،‭ ‬وأنت‭ ‬لا‭ ‬تعرفهم‭ ‬فأتحداك‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬لم‭ ‬تغنى‭ ‬سلامتها‭ ‬أم‭ ‬حسن‭ ‬وأنت‭ ‬فى‭ ‬الحمام‭ ‬أو‭ ‬السح‭ ‬الدح‭ ‬إمبو‭ ‬فى‭ ‬لحظة‭ ‬صفا،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬كلماتهم‭ ‬صادمة‭ ‬فى‭ ‬وقتها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الذوق‭ ‬المصرى‭ ‬بدأ‭ ‬يألفها،‭ ‬ويدندن‭ ‬بها‭ ‬ويتغزل‭ ‬فى‭ ‬أم‭ ‬حسن‭ ‬وسلامتها‭. ‬

وانقلب‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭ ‬رأساً‭ ‬على‭ ‬عقب،‭ ‬وجـــــــــن‭ ‬جـــــنون‭ ‬البعــــض‭ ‬مـــن‭ ‬المثقفـــــــــين‭ ‬والملـــــتزمــين‭ ‬بــــأداب‭ ‬الأغـنيـــــــــة‭ ‬الشــــــعـــبية‭ ‬فى‭ ‬انطلاقتها‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬الأصالة،‭ ‬بظهور‭ ‬أغنيـــــات‭ ‬المهرجـــانات‭ ‬التى‭ ‬تحـــولت‭ ‬هـــذه‭ ‬الأيام‭ ‬إلى‭ ‬حلبة‭ ‬مصارعة‭ ‬حامية‭ ‬الوطيس‭ ‬بين‭ ‬فــــرق‭ ‬متنازعـــة،‭ ‬وجماهـــير‭ ‬متناحــــرة،‭ ‬وبقايا‭ ‬تعلق‭ ‬بتلابيب‭ ‬أزمنة‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭ ‬الذى‭ ‬انحدر،‭ ‬وإرادات‭ ‬فولاذية‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬الأغلبية،‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭.‬

وتناسى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬أغنيات‭ ‬المهرجانات‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬أمس‭ ‬أو‭ ‬أول‭ ‬أمس،‭ ‬ولكنها‭ ‬دخلت‭ ‬عقدها‭ ‬الثانى‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬وقاعدة‭ ‬من‭ ‬متابعين‭ ‬ومشجعين‭ ‬ومدافعين‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الغناء‭.‬

فكيف‭ ‬لحشيش‭ ‬وخمور‭ ‬شاكوش،‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬مشاهدة،‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬واثقا‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباعهم‭ ‬سمعوها‭ ‬بفضل‭ ‬حب‭ ‬الاستطلاع،‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الطرب‭.‬

‭ ‬ثم‭ ‬يأتى‭ ‬آخر‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬شيماااااء‭ ‬وغيره‭ ‬عن‭ ‬أسماء،‭ ‬الذين‭ ‬أصبحوا‭ ‬ينافسون‭ ‬حشيش‭ ‬وخمور‭ ‬شاكوش،‭ ‬وفى‭ ‬انتظار‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإسفاف،‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬ينفع‭ ‬معه‭ ‬الإيقاف،‭ ‬بسبب‭ ‬العنكبوتية‭ ‬المتوغلة‭ ‬فى‭ ‬بيوتنا‭.‬

نصيحة‭ ‬أوجهها‭ ‬لنقيب‭ ‬الموسيقيين‭ ‬هانى‭ ‬شاكر،‭ ‬إذا‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬تهزم‭ ‬عدوك‭ ‬فحاربهم‭ ‬بنفس‭ ‬سلاحهم،‭ ‬فما‭ ‬المانع‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب،‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬بتسجيل‭ ‬أغنية‭ ‬امن‭ ‬غير‭ ‬ليه؟ب،‭ ‬وطرحها‭ ‬فى‭ ‬شريط‭ ‬كاسيت،‭ ‬فتنجح‭ ‬نجاحا‭ ‬كبيرا،‭ ‬وتتصدر‭ ‬إيرادات‭ ‬السوق‭ ‬آنذاك،‭ ‬ليعود‭ ‬موسيقار‭ ‬الأجيال‭ ‬منافسا‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الغنائية،‭ ‬أمام‭ ‬عدوية‭ ‬وعمرو‭ ‬دياب‭ ‬ومحمد‭ ‬منير‭ ‬وحميد‭ ‬الشاعرى‭.‬

لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬غنى‭ ‬وقال‭: ‬الدنيا‭ ‬سيجارة‭ ‬وكاس‭ ‬للى‭ ‬هجروه‭ ‬الناس‭!!‬

Email‭: ‬[email protected]