دفن بها ملك إيطاليا.. قصة بناء كاتدرائية سانت كاترين بالإسكندرية|فيديو

كاتدرائية سانت كاترين بمنطقة المنشية
كاتدرائية سانت كاترين بمنطقة المنشية

منذ عهد محمد علي باشا  كان للجالية الايطالية تأثيرًا ثقافيًا واجتماعيًا كبيرًا أثر على الحياة في مصر بشكل عام، ومدينة الإسكندرية بشكل خاص، مما جعلها تنفرد عن باقي محافظات مصر بطبيعتها وتعدد الثقافات والحضارات .

وكان للجالية الايطالية التي عاشت لفترة طويلة في الإسكندرية ،  خلال القرنين الماضيَين، تأثيراً كبيراً في الحياة الثقافية والمعمارية، حيث بني العديد من المباني المعمارية والتي ظلت خالدة حتى وقتنا الحالية لتشهد للعالم كله بمكانه مدينة الإسكندرية عن باقي مدن العالم، ومن اهم تلك المعالم كاتدرائية سانت كاترين بمنطقة المنشية ، وهي من أبرز وأهم  الكنائس الأثرية في الإسكندرية، نظراً لاحتوائها على تماثيل وأيقونات نادرة، يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر .

 

تاريخ الكاتدرائية : 

بنيت كاتدرائية سانت كاترين عام 1850م خلال العصر العثماني علي أنقاض كنيستين الأولي بنيت عام 1632م وكانت مخصصة لرهبان الفرنسسكان بالأراضي المقدسة ، ثم تهدمت ومنح محمد علي باشا للرهبان قطعة أرض أوسع بنيت عليها الكنيسة عام 1842م ولكنها تهدمت وقامت علي أنقاضها الكنيسة الحالية في عام 1850م، وسميت علي اسم القديسة سانت كاترين ودفن بها آخر ملوك ايطاليا الملك فيكتور إيمانويل .

وبنيت الكاتدرائية على الطراز البازيلكي وهو طراز معماري روماني كان منتشرا في المنشآت التجارية الرومانية في القرون الميلادية الثلاثة الأولي  

 

 الوصف الداخلي للكاتدرائية :

تقع الكنيسة بشارع سانت كاترين بمنطقة المنشية بداخلها ساحة مستطيلة شاسعة تتوسطها قاعدة مربعة رخامية تحمل فوقها صليبا ، وبها مبني إداري و مباني المدرسة الملحقة بها وهى مدرستين للمرحلة الابتدائية والإعدادية . 

 ويوجد داخل الكاتدرائية يوجد كنيسة لها ثلاثة مداخل ، الأوسط هو المدخل الرئيسي وهو أعلي من المدخلين الجانبين المتشابهين ، يعلوه تمثال للقديسة سانت كاترين كما توجد تماثيل رخامية في واجهة الكنيسة للقديس انطونيوس البادوي وهو يحمل الطفل يسوع ، والقديس اثناسيوس الرسول حامي الإيمان، والقديس فرنسيس الايسزي مؤسس الرهبنة الفرنسسكانية. 

وداخل الكنيسة يوجد 12 أيقونة موضعين أعلى الأعمدة التي تفصل الرواق الأوسط عن الروافيين الجانين ومن أهم الأيقونات الزيتية لوحة للقديسة سانت كاترين وهى مهداة من الملك فرديناند الأول ملك النمسا عام 1847م وتظهر فيها سانت كاترين وهي تحاور الفلاسفة الوثنيين بحضور الإمبراطور مكسيمنوس.

 

مقتنيات الكاتدرائية :

أكد ناديم قنواني مصري من أصول ايطالية ومقيم بمحافظة الإسكندرية لـ « بوابة أخبار اليوم » أن كاتدرائية سانت كاترين تعد من أقدم الكاتدرائيات التي تم بنائها في بالمحافظة عام 1850 وتم الانتهاء من بنائها تمام في 1920 ، وذلك عندما أعطى محمد على باشا وقتها قطعة ارض إلى الإباء الفرنسكان لبناء الكاتدرائية ، وتم بنائها وتتكون من  كنيسة صغيرة ومدرسة ودير والنيابة الرسولية ومستشفى وتم تأمينها بعد ذلك .

وقال  قنواني  أن من أهم المقتنيات والتحف الأثرية التي توجد داخل الكاتدرائية وهى من أقدم اله موسيقية  في مصر وهى تسمى بـ « الأرغن » ، وضعت في الطابق العلوي من الكاتدرائية وكان يتم استخدامها أثناء الصلاة ومردات المرنمين في القداس . 

مضيفا أنه يتم تشغيل « الأرغن» من خلال مضخات الهواء وتحتوى على 3 كي بورد والعديد من الأوطار التي يخرج  منها أصوات مختلفة من الموسيقى ، وهناك شخص مخصص يقيم بتشغيلها ومسئول عنها . 

وشرح قنواني قصة لوحة القديسة سانت كاترين والتي رسمت في  1947 م  وهى تعبر عن أهم مرحلة في حياتها عندما  أرسل لها الإمبراطور وقتها 50 فليسوف لإقناعها بدخول الوثنية وترك المسيحية إلا أنها استطاع أن تقنعهم بدخول المسيحية بسبب قوة إيمانها

وأشار انه من الملحقات النادرة بالكنيسة أيضا حجرة الصغيرة بالجانب الجنوبي لها و بها تابوت من الزجاج يحفظ بداخله جسد القديسة سابينا التي استشهدت في نهاية القرن الثالث الميلادي بروما وكانت من أسرة رومانية  ومتزوجة ولديها ابنة وحيدة وعندما اعلنت ايمانها المسيحي أمر القيصر بقطع رأسها بحد السيف، ثم أعطي جسدها لقنصل إيطاليا في الإسكندرية فقامت زوجته بجلب جسدها إلي الإسكندرية ووضعه في الكنيسة مع قارورة من الفضة محفوظة بها بعض من دمائها ولوحة رخامية مكتوبة باللاتيني أن ابنتها وزوجها أهدوا جسدها والقارورة إلي هذا القنصل.

 

دفن ملك ايطاليا بالكاتدرائية :

اكد قنواني انه في عام 1869 دفن الإمبراطور الايطالي فيكتور ايمانويل الثالث داخل الكاتدرائية  وذلك بعد فترة طويلة عاش بها في مصر عقب قيام الثورة في ايطاليا وطلب نفيه إلى مصر وظل مقيم بها حتى تم دفن جثمانه بالكاتدرائية.

واضاف انه في ديسمبير عام 2017 طالبت السلطات الايطالية نقل جثمانه ودفنه في مدينة فيكوفورتى الإيطالية، بعد دفنه لعدة سنوات بكاتدرائية سانت كاترين بالاسكندرية.

وتابع انه تم تسمية ميدان سموحة فى الإسكندرية  باسم "فيكتور عمانويل"، بالتزامن مع موعد زيارته وقبل لجوئه إلى مصر واستقراره فيها، وذلك تكريما له بالتزامن مع زيارته لمصر.

 

نشأة القديسة سانت كاترين :

ولدت القديسة سانت كاترين في الإسكندرية من أبويين مسيحيين ثريين وربتها والدتها علي محبة المسيح بعد استشهاد أبيها في الجيش الروماني في الحرب مع الفرس، وعندما بلغت من العمر 18 عاما  درست الفلسفة واللاهوت .

في عام 307م زار الإسكندرية القيصر مكسيمانوس الثاني وكان كارها للمسيحية والمسيحيين ، فأعلن منشورا بإعادة الشعائر الوثنية في المدينة وعلي المسيحيين تقديم القرابين للآلهة و إلا سينالهم العذاب ، غضبت القديسة كاترين من المنشور واخترقت محفل القيصر وسط كبار رجال البلاط وجاهرت بإيمانه وجادلته بحكمة وفلسفة شديدة مما أثار إعجابه بحكمتها وجمالها ، فأمر أن يحضر كبار فلاسفة الوثنيين ليناظروا القديسة وبالفعل حدثت المناظرة التي انتهت بشهادة الفلاسفة ببراعة القديسة وإعلان إيمانهم بالمسيحية مما آثار القيصر وأمر بإيداعهم آتون النار في عام 307م لينالوا أكليل الشهادة .

 

حاول القيصر استمالة القديسة بقصره وإغرائها بالزواج منها ، إلا أنها قاومت وثبتت علي إيمانها فأمر بتعذيبها عذابات كثيرة ووضعها علي عجلة بها مسامير ليقطع جسدها واستحملت القديسة حتي أعجبت بها زوجة القيصر فآمنت بالمسيحية بسبب إيمان القديسة القوي ،فأمر القيصر بقطع رأس زوجته ثم قطع رأس القديسة كاترين لذلك ترسم دائما القديسة كاترين علي رأسها التاج ليذكرنا بنسبها إلي عائلتها الثرية بالإسكندرية .