كلام على الهواء

التنقيب عن الإبداع

أحمد شلبى
أحمد شلبى

ليس بعد الحق إلا الضلال.. وليس بعد خروج المواهب والمبدعين فى الثقافة والفكر والفن الرفيع أيضا سوى الهرتلة وهبوط وتدنى الذوق وانعدام الوعى.
نسعد كثيراً باكتشاف بعض الآثار والمومياوات والطرق الأثرية والمقابر الفرعونية وغيرها وهى تأخذ منا جهداً كبيراً فى الدراسة والتنقيب والتكلفة العالية.. مما يؤدى إلى ترويج أكثر للسياحة حيث إن العالم يعشق الحضارة المصرية.


والآن أليس من الضرورى والواجب المقدس أن ننقب عن البشر مع الحجر وأن ندعم الجهود الرامية فى كل مكان لاكتشاف العباقرة والمبدعين؟
هناك حالات فردية يتم تقديمها إلى الصفوف الأولى للإبداع على مستوى الفكر والفن والثقافة ولكنها قليلة بحجم مصر صاحبة التاريخ الثقافى العريق.. لقد رحلت عنا قمم فى كل المجالات ولكن لم يكن زرع أجيال جديدة بالقدر الكافى حتى تستمر الريادة المصرية.. بل تم تجريف هذه المجالات واصبحنا نجد كتبا أقرب للهرتلة وقصصا فارغة وعلما يراد به باطل لإشغال الناس عن حقيقة الاوضاع التى يمر بها العالم.


أين الندوات والحوارات وعباقرة الفكر الذين كنا بالأمس البعيد نراهم مجتمعين فى حوار راق حول مسألة واحدة؟ كان المتعلم والمثقف والأمى يستفيدون من هذه المناقشات ويتعلمون وتنضج عقولهم.. أما الآن فنجد حوارات الترفيه التافه وبرامج تناقش اموراً سطحية ويعيد ويزيد المذيع أو المحاور فى هذه التفاهة مما يهدر الوقت ويساهم فى اشغال المواطن عن هموم وطنه وسط ضباب عالمى لما يحاك للدول النامية والفقيرة.


كانت هناك برامج وهيئات لاكتشاف النبوغ المبكر للأطفال والشباب فى جميع المجالات.. وواجبنا أن نعيد التنقيب بكل أجهزة الدولة لتقديم وجبة شبابية علمية وتعليمية وثقافية وفنية ورياضية ومهنية للنهوض بالمجتمع ونشر الثقافة والوعى فى ارجاء الأمة العربية والاسلامية كما كان بالأمس فى عهد الدولة العباسية.. كانت الحضارة تتسم بكل العلوم والآداب والفنون والحوارات البناءة. لدينا الوسيلة الفضائية التى تساهم فى تقديم هذه النماذج ولكن للأسف نشغلها بالامور التافهة والجدل العقيم حتى خرج علينا التطرف والمسخرة الفنية وكلاهما وجهان لعملة واحدة وانعدم العلم والاخلاق فى برامجنا وأصبحنا نسمع الهزؤ من العبارات والأغانى.