بدون تردد

العالم.. وحقوق الإنسان

محمد بركات
محمد بركات

 فى ظل الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الانسان منذ أيام، أشرنا بالأمس إلى ما يسود العالم والدول الكبرى والغنية على وجه التحديد، من انتهاكات شديدة لحقوق الانسان،..، رغم انها لا تكف عن الادعاء برعايتها لهذه الحقوق وحمايتها فى انحاء العالم. وذكرنا ان المثل الواضح لهذه الانتهاكات التى ترتكبها هذه الدول الكبرى، هو إباحتها لنفسها الحصول على أكبر كمية ممكنة من اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا»، وتركها الدول الفقيرة دون لقاح يحميها من الاصابة بالمرض.

وقلنا ان هذا السلوك الذى قامت به الدول الكبرى والغنية، يعد بالفعل انتهاكا صارخاً ومباشراً لأول وأهم حقوق الانسان، وهو الحق فى الحياة والحماية من الامراض،..، ولكن الدول الغنية الكبرى تجاهلت ذلك، واستحوذت على الكمية الأكبر من اللقاحات، وتركت بقية البشر وخاصة شعوب الدول الفقيرة دون لقاح لتقع ضحية وفريسة للمرض والوباء. واليوم نؤكد على ما ذكرناه بأننا لسنا ضد حقوق الانسان، ولا نأخذ موقفا معارضاً للدول الداعية لحماية حقوق الانسان، بل على العكس نحن من المؤمنين والمطالبين بضرورة احترام حقوق الانسان كلها، سواء فى ذلك الحقوق السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وايضاً الثقافية والصحية والتعليمية،...، ولكننا نطالب فى ذات الوقت الدول الكبرى وكل الدول باحترام هذه الحقوق،..، وأولها بالطبع الحق فى الحياة.

وفى هذا الاطار نشير ايضاً إلى التناقض الواقع فيما تقول به الدول الكبرى عندما تدعى الحرص على حقوق الانسان، بينما تتجاهل حقوق الشعب الفلسطينى فى الاستقلال والحرية والخلاص من الاحتلال،..، وتغمض عينيها عن اهدار حقوق الشعب الفلسطينى فى الحماية من الممارسات العنصرية والعدوانية التى تمارسها ضدهم سلطات الاحتلال. كما نشير فى ذات الوقت الى التناقض الصارخ بين ما تدعيه هذه الدول الكبرى، من رعاية وحماية للسلام والأمن فى العالم، وما تقوم به على ارض الواقع من دعم وحماية للمجموعات الارهابية والميليشيات المسلحة، التى نشرت وتنشر الخراب والدمار والفوضى فى سوريا وليبيا والعراق واليمن، طوال العشر سنوات الماضية وحتى الآن، دون ان تتحرك لمنعها أو ردعها. ومرة أخرى نؤكد أننا لسنا ضد حقوق الانسان،..، بل نطالب الجميع باحترامها، ونأمل ان تلتزم كل الدول بذلك، خاصة الدول الكبرى.