فى الصميم

من ثقافة «التوكتوك» إلى العمالة الماهرة

جلال عارف
جلال عارف

الخبر يقول إن دورات تدريبية للشباب ستبدأ فى عدد من المحافظات فى مراكز التدريب الحرفى التى تشرف عليها وزارة التنمية المحلية.
ورغم أن الاعداد المعلن عنها محدودة ولا تتجاوز بضع مئات فى برنامج تدريبى لثلاثة شهور فقط فى مجالات متعددة من الاثاث للأحذية والملابس الجاهزة. إلا أن الأمر الهام هنا هو أن هناك إدراكاً بأن هناك نقصاً فى العمالة المدربة - وبأن هناك دوراً مفتقداً لابد من القيام به لإعداد جيل مدرب جيداً على العمل الحرفى للوفاء باحتياجات السوق المحلية، وأيضاً للإسهام فى جهود البناء فى الأقطار العربية الشقيقة ولفتح أسواق جديدة للعمالة المصرية فى دول أوروبا وأفريقيا.
المطلوب جهد أكبر بكثير فى هذا المجال، مع خطة قومية تشارك فى تنفيذها كل مؤسسات الدولة، وتتلافى الأخطاء التى مازالت تعرقل تحديث التعليم الفنى بصورة عامة، والتوسع فى التدريب والإعداد الجيد لعمالة فنية ترتقى بالصناعات التى تعتمد على العمالة الماهرة، وتنافس بجدارة فى اسواق العمل الخارجية.
لابد أن تكون هناك طريقة لبعث الحياة فى التعليم الفنى الفاشل حتى الآن. ولابد أن تكون مراكز التدريب جواز المرور إلى العمل فى كل الحرف. الخلل الذى جعل مئات الألوف من أطفالنا يذهبون للعمل على «التوك توك» وجعل أضعافهم يتزاحمون للعمل فى «الديليفرى» لابد من إصلاحه. لابد من ثقافة جديدة يكون فيها للعامل الفنى قيمته التى تزداد بالعلم والتدريب. المصانع والورش تشكو من نقص العمالة المدربة، وكلنا يشعر بذلك إذا احتاج للتعامل البسيط مع نجار أو سباك أو فنى صيانة. السوق المحلى يحتاج بشدة، والمنافسة فى الأسواق الخارجية تستدعى منا برنامجاً طموحاً وضرورياً يمد السوق بملايين العمالة الفنية من أعلى مستوى بدلاً من أن يتزاحموا على أعمال غير منتجة أو يكونوا جزءاً من جرائم مجتمعية مثل جريمة «التوك توك»!