لهذه الأسباب ارتفع التضخم في أمريكا لأعلى مستوى له منذ 40 عاما

صوره أرشيفية
صوره أرشيفية

ارتفعت أسعار السيارات المستعملة بشكل كبير في ظل جائحة فيروس كورونا كوفيد 19، حيث أدى النقص في أشباه الموصلات الناجم عن الوباء إلى إعاقة إنتاج السيارات الجديدة، لذلك كان المشترون - بما في ذلك شركات التأجير التي باعت أساطيلها في بداية الأزمة - يزايدون على أسعار السيارات القديمة.

وأكدت وكالة بلومبرج، أن التضخم في أمريكا ارتفع لاعلى مستوى له منذ 40 عاما يرجع لعدة أسباب، ومنها أن المواطنين الأمريكيون امتلكوا النقد لأنه على عكس الركود الأخير، عندما عرقل التقشف المالي التعافي الاقتصادي، أقر الكونجرس تدفقات حزم تحفيزية مالية، فبالإضافة إلى حزمة الإنقاذ البالغة 2.2 تريليون دولار في ربيع عام 2020 في بداية انتشار فيروس كورونا، أقر الكونجرس حزمة تحفيز إضافية بقيمة 900 مليار دولار في ديسمبر 2020، وبعدها حزمة تحفيز أخرى تبلغ 1.9 تريليون دولار في مارس 2021 بعد أن تولى بايدن منصب الرئاسة.

وأضافت أن المستهلكين ظلوا مترددين في إنفاق أموالهم في الصالات الرياضية أو المطاعم، حيث قد يصابون كوفيد – 19، وفي المقابل قاموا بشراء المزيد من السلع، وتسبب النقص في المواد الخام والعاملين في اختناقات في جميع مراحل سلاسل التوريد، وتعرضت الموانئ للتكدس، واستمرت الواردات في تحطيم الأرقام القياسية.

وقالت أنيتا ماركوسكا، كبيرة المحللين الاقتصاديين في أحد كبرى شركات البحوث العالمية: "لقد كانت صدمة في معدلات الطلب"، "المستهلك الأمريكي أساسًا هو الذي تسبب في هذا الصعود التضخمي، بمجرد رغبته في شراء أشياء أكثر مما يمكن للاقتصاد العالمي إنتاجه."

السلع الأساسية..

وأضافت أنه مع تعافي اقتصاد الدول الأخرى، انتعشت السلع الأساسية العالمية، وإن كانت أقل وفرة، كالنفط، حيث ارتفعت أسعار البترول في الولايات المتحدة بحوالي 50% مقارنة بالعام الماضي.

ولم يقتصر ارتفاع السلع على الطاقة، فقد جاء أحد أهم تأثيرات التضخم الوبائي في أسواق الأخشاب، حيث قفزت الأسعار بنحو 70% من أوائل مارس إلى أوائل مايو، مما زاد من قوة تأثير الطفرة على أسعار المنازل.

عندما انفجرت فقاعة تضخم أسعار الأخشاب، استشهد بها البعض - بما في ذلك باول - كمثال على الكيفية التي يمكن أن يتلاشى بها التضخم الوبائي قريبًا. لكن أسعار الغذاء العالمية، بعد فترة هدوء في يونيو ويوليو، بدأت في الارتفاع مرة أخرى، بمساعدة بعض الأحوال الجوية السيئة في العالم، حيث ارتفعت بنسبة 27% في 12 شهرًا وحتى نوفمبر، مما يعكس قفزات لأسعار كل شيء من اللحوم والقمح إلى القهوة وزيت الطهي. وانتشر التضخم في المزيد من المجالات غير المرتبطة بإعادة فتح الاقتصاد.

اقرأ أيضا: أزمة نقص رقائق أشباه الموصلات تُربك سوق السيارات العالمي