دراسة: تمكين الشركات الصغيرة يدفع عجلة النمو الاقتصادي بالشرق الأوسط

صوره أرشيفية
صوره أرشيفية

أصدرت أحد أكبر شركات العالمية العاملة في مجال تقنيات المدفوعات، تقريرًا جديدًا يوضح وجهة نظر الشركات الصغيرة حول المدفوعات الرقمية والتواجد عبر الإنترنت وفوائد الاقتصاد غير النقدي المتطور.

ومن بين العديد من النتائج، كشف التقرير أن الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ترى بأن التقنيات الرقمية هي عنصر أساسي للحفاظ على قدرتها التنافسية وسط بيئة تجارية واقتصادية متغيرة.

ويقدم تقرير "الشركات الصغيرة والمتوسطة الرقمية: كيف تتبنى الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط وأفريقيا المستقبل الرقمي؟" دراسة معمقة حول نتائج مؤشر ثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط وأفريقيا لعام 2021، الذي بحث في تأثيرات جائحة كوفيد-19 على الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر مختلف القطاعات والمنتجات والخدمات في المنطقة.

وكشف التقرير، أن أبرز فوائد الاقتصاد غير النقدي من وجهة نظر الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة تتمثل في القدرة على الوصول إلى الإيرادات بصورة أسرع (44%). و

من بين الفوائد الأخرى التي حددتها هذه الشركات، هناك السهولة الناجمة عن عدم الحاجة للتعامل بالنقد (50%)، وتوفر وسائل أكثر راحة للدفع للموردين وسداد أجور الموظفين (50%). وبشكل عام، تعتقد 67% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة بأن للتجارة الرقمية تأثير إيجابي على أعمالهم.

وبيّنت الدراسة أيضًا بأن التقنيات الرقمية قد تقدمت على مستوى العالم منذ العام 2018، إلا أنها كانت أكثر استقطابًا للشركات الكبرى والمؤسسات المالية، وليس للشركات الصغيرة والمتوسطة، إلا أن اعتماد هذه التقنيات تسارع خلال عامي 2020 – 2021، لتمكين استمرارية الأعمال، حين سعت 70% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في العالم لزيادة استخدام التقنيات الرقمية نتيجة القيود المفروضة مع تفشي الجائحة.

وكشف تقرير ثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة عن أساليب الدفع الرقمية التي تستخدمها الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي شملت الهاتف المحمول (59%) والإنترنت (49%) والبطاقات (48%).

وفي هذا الصدد، قال جورانج شاه، نائب أول رئيس إدارة المنتجات والمختبرات والمدفوعات الرقمية في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى الشركة: "حين نقوم بتمكين قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة فإننا نساهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي لدول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إلا أن الكثير من التحديات لا تزال تقف أمامنا، وأبرزها صعوبة الحصول على التمويل والتقنيات الرقمية، التي تعتبر اليوم احتياجات مهمة للغاية.

وأكد أن مؤشر ثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وجد أن 89% من هذه الشركات الموجودة في المنطقة ترى في رقمنة أعمالها مفتاحًا لإطلاق إمكانات مهمة، وهذا أمر مشجع لجميع الأطراف المنخرطة في الاقتصاد الرقمي".

وأضاف أنه يمكن أن يعود إدخال التقنيات الرقمية على عمليات الشركات الصغيرة والمتوسطة بفوائد أخرى كثيرة مثل توليد البيانات التي تحتاج إليها المؤسسات لاعتبار الشركات الصغيرة والمتوسطة كيانات تجارية ذات إمكانات حقيقية، والقدرة على اتخاذ قرارات ائتمانية أكثر استنارة. وبذلك يمكن للشركات الصغيرة من دخول النظام المالي الرسمي.

وأشار إلي أن هناك توجهًا متزايدًا من الشركات الصغيرة والمتوسطة نحو إدراك الفوائد العملية للتحول الرقمي في العمليات اليومية، بدلًا من النظر لهذه التقنيات على أنها مشروع مستقبلي بعيد المدى، وهناك أسباب قوية وراء ذلك، فقد أظهرت البيانات أن 41% من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي نفذت مبادرات التحول الرقمي حققت نموًا أكبر في الإيرادات خلال العام 2020، مقارنة بتلك التي لم تتبن مثل هذه المبادرات.

كما وجدت الدراسة، أن الشراكات تلعب دورًا رئيسيًا في رحلة التحول الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة. ويعتبر بناء شركات صغيرة مستقرة ومتنامية ومتصلة أداة أساسية لتعزيز الشمول المالي في المجتمع بأكمله. ولطالما استفادت ماستركارد من مكانتها كشركة تقنية رائدة من قوة الشراكات لتحقيق الشمول المالي من خلال دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.

ويعتبر بناء شركات صغيرة مستقرة ومتنامية ومتصلة أداة أساسية لتعزيز الشمول المالي في المجتمع بأكمله. ولطالما استفادت ماستركارد من مكانتها كشركة تقنية رائدة من قوة الشراكات لتحقيق الشمول المالي من خلال دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من حول العالم وتمكينها من الحصول على التمويل والتقنيات والمنتجات والخدمات اللازم لتعزيز نموها.

من جانبها قالت آمنة أجمل، النائب التنفيذي للرئيس لشؤون تطوير الأسواق في الشرق الأوسط وأفريقيا بالشركة: "نحن حريصون على ربط الشركات الصغيرة والمتوسطة بمختلف اللاعبين في شبكة الأعمال لمساعدتهم على النمو والبقاء، وهذا هدف أساسي بالنسبة لنا.

وتساهم الحلول البسيطة مثل تحويل الأموال من حساب لآخر أو عبر بوابات الخدمة في تقليل المخاطر وخفض التكاليف النقدية وفتح قنوات مبيعات جديدة بالنسبة للبائعين الصغار في الأحياء، تتجاوز مناطقهم، ولذلك، تحرص ماستركارد على مواصلة توظيف تقنياتها ومعلوماتها وخبراتها العالمية ونهج الشراكات الفريد لديها لتمكين كل شركة، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، من النمو رقميًا، لتعزز من قوتها وتزدهر في عالم أكثر اتصالاً ومساواة وشمولًا".

وعلى الرغم من استمرار تداعيات جائحة كوفيد-19، إلا أن الشركات الصغيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا تستعيد الثقة، حيث وجد مؤشر ثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط وأفريقيا من ماستركارد أن 74٪ من الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة متفائلة بشأن النمو المستقبلي، مدفوعة بالإمكانيات الرقمية وتحسن قدرات الاستفادة من البيانات والحصول على التمويل وتحسين المهارات.

اقرا ايضا :إطلاق مشروع لتطوير سلاسل التوريد لصناعة المنسوجات التقنية

وتشير تقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى أن ما يصل إلى 70% من الشركات الصغيرة والمتوسطة على مستوى العالم كثفت استخدامها للتقنيات الرقمية في أعقاب تفشي الجائحة. ومع ذلك لا يزال هناك الكثير من الثغرات في اعتماد التقنيات الرقمية بين هذه الشركات، ومن بين التحديات التي يتوجب معالجتها، هناك الوصول إلى البنية التحتية المناسبة والافتقار إلي ثقافة البيانات والوعي الرقمي، والثغرات المتعلقة بتمويل تكاليف التحول الرقمي وغيرها الكثير. ويشكل الحصول على التمويل مصدر قلق رئيسي للشركات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء العالم، حيث تقدر مؤسسة التمويل الدولية بأن احتياجات التمويل غير الملباة تبلغ 5.2 تريليون دولار أمريكي سنويًا.