استشاري طب نفسي: كيف يمكن التعامل مع حالات الاستغناء الاجتماعي

الدكتور وليد هندي
الدكتور وليد هندي

قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الحب في العلاقات الإنسانية، عبارة عن رصيد إنساني متحرك حسب المواقف التي تحدث بين الطرفين، محذرا من مصاصي الدماء العاطفيون والذين يحولون العلاقات لحالة من الضغط النفسي والصراع .

وأضاف وليد هندي، خلال لقائه لبرنامج " صباح الخير يا مصر "، والمذاع على فضائية "القناة الأولى"، اليوم الأحد، أن هناك بعض العلامات الأساسية التي تمثل جرس تنبيه للطرف الأخر بأن هناك حالة من الإدراك بالأذى النفسي، ومنها رفض العتاب وتقيم السلوكيات بعيدا عن الرصيد الوجداني .

وأشار هندي، إلى أن الانسان لابد وأن ينتصر لذاته، ولا يقطع العلاقات الإنسانية من أول المواقف، حتى لا يشعر بأنه لم يبذل طاقة كافية في العلاقة، لافتا إلى أن التنفيس عن المشاعر السلبية على المشاع سيؤدي إلى اتساع رقعة المشاعر السلبية لدى الشخص. 

ومن ناحية اخرى فقد اضاف الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، عن دور الأسرة في حماية أبنائها من الأفكار الانتحارية، تعقيبًا عن حادث فتاة مدينة نصر، مشيرًا إلى أن الانتحار يكون بناء على عوامل متراكمة تبدأ من مرحلة الطفولة، نتيجة التجاهل والمعارك والضغوط التي يتم مجابهتها.

وقال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، المُذاع على القناة «الأولى»، والفضائية المصرية، من تقديم الإعلاميين محمد الشاذلي، وهدير أبو زيد، اليوم السبت، إن 3% من الأطفال يصابون بالاكتئاب، مشيرًا إلى أن مصر آخر دولة عربية في حالات ومعدلات الانتحار.

وذكر الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن 35% من المنتحرين يعانون الاكتئاب والوسواس وانفصام الشخصية، والمنتحر يعاني خلل عقلي أو خلل إدراكي، وبالتالي هو لم ينتحر بإرادته، مضيفًا أن معظم المنتحرين من سن 15 لـ25 سنة.

و اضاف الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن السعادة قرار ويجب أن تكون عادة حياتية، إذ أنه من الطبيعي أن يكون الإنسان سعيدًا في كل لحظة حتى في أوقات الأزمات، فيجب النظر إلى الأزمات على أنها من مسببات صقل الشخصية إثراء الخبرات واستخراج الطاقات الكامنة في القدرة على إيجاد الحلول.

وأضاف هندي خلال حواره مع الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامج "90 دقيقة"، على "قناة المحور"، أن من يصابون بأمراض عضال تؤدي إلى الموت مثل السرطان، إذا كانوا متفائلين وسعداءً، فإن كرات الدم البيضاء تزداد في دمائهم وهو ما يرفع كفاءة أجهزة المناعة، وبالتالي تكون الاستجابة للأدوية عالية وتزيد فرص الاستشفاء من الأمراض. 

وتابع الدكتور وليد هندي، لو أنا عيان وعندي مرض موت لازم أبقى سعيد إني عندي ابن واقف جنبي وعندي زوجتي تواسيني وتقدم لي لقمة وصاحبي بيرفع تليفون ويتصل عليّا، مشيرًا إلى أن التشاؤم يرجع إلى البناء النفسي في مرحلة الطفولة، فالمتشائم قد يكون عانى من الحرمان العاطفي أو المادي وهو ما يجعل شخصيته انهزامية ولا يستطيع استشعار السعادة في حياته. 

وأردف الدكتور وليد هندي أن الإنسان كلما تعرض لخبرات شديدة الألم في مراحل مبكرة من حياته كلما كان أكثر ميلا إلى الشعور بالحزن، ولما غلبت الاسنحابية عليه: "تغلب عليه الوحدة النفسية، وعندما يخالط الناس فإنه لا يشعر بهم، ولا يشعر أيضا بمباهج الحياة".

وقال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن السعادة مفهوم نسبي يختلف من شخص لآخر، مؤكدًا أنها لا تعني العيش دون مشكلات لكنها حالة من التوافق النفسي والرضا والسلام النفسي مع الموجود وعدم الحزن على المفقود.

وأضاف هندي، أن السعادة هي أن ينام الإنسان مرتاح البال والشعور بالرضا النفسي، وذلك لا يتناقض مع الحلم، لكن يجب ألا يستنزف الحلم من طاقتنا الكثير، فيجب أن يكون الحلم أيقونة أمامنا ونعمل على تحقيقه بكل ما نمتلك من أدوات. 

وتابع: "لو هناك فجوة كبيرة بين الحلم والأدوات الحقيقية التي نملكها، فإننا سنعاني من شعور بالاحباط واليأس وقد نصاب بالاكتئاب والعزوف عن المشاركات الاجتماعية، وبالتالي فإن السعادة الحقيقية هي ان يستطيع الانسان استغلال أي موقف لصالح بنائه النفسي، فلا سعادة منفردة، إذ يجب على الإنسان أن يتشارك مع ذويه". 

وأردف استشاري الصحة النفسية: "السعادة ليست عبارة عن جزر منعزلة، فالمشاركة تمنح السواد الأعظم من السعادة، فمثلا عند غلق الكافيهات بسبب أزمة كورونا أصيب البعض بالاكتئاب، لكن المتفائلون استغلوا هذه الفترة في إعادة بناء ما تم هدمه في النواحي الأسرية".

 

اقرأ أيضا: خبيرة : لغة الجسد أكثر دقة من علم الفراسة