من الجــاني ؟.. فنانون فى قبضة «الهاكرز»

الهاكرز
الهاكرز

ريزان العرباوى

علاقة الفنان بجمهوره قبل ظهور التكنولوجيا وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي دائما ما كان يسودها الود والاحترام، وكان المعجبون وسيلتهم لمعرفة أخبار نجمه والتعبير عن اعجابه هي الرسائل الورقية والصحافة فقط.. ولكن في السنوات الأخيرة بدأت العلاقة تتوتر بين الفنان والجمهور، وهو ما دفع مجهولون لإنشاء حسابات وهمية ومحاولة الوقيعة بين الفنان وجمهوره بل والفنانين بعضهم البعض بل وامتد الأمر إلى اختراق مجهولين لخصوصية الفنان والاستيلاء علي صوره الخاصة لابتزازه ومطالبته بأموال، وهو ما فسره البعض بأنه إما بدافع الحقد والغيرة أو التسلية.. أخبار النجوم فتحت القضية لمعرفة من هؤلاء الهاكرز؟ والدافع وراء ذلك؟، ورأي علماء النفس والاجتماع في تلك الظاهرة.

هناك فنانون وإعلاميون تعرضوا إلي التهكير علي مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم الإعلامية لميس الحديدي، إذ قام مجهول بإرسال رسائل من تطبيق «الواتس آب» الشخصي يطلب أموالا علي سبيل الاقتراض منتحلا شخصيتها أيضا، فيما حذرت الفنانة رانيا يوسف أصدقاءها من التعامل مع أي رسالة من رقمها الخاص على «واتس آب» حيث أعلنت أنه تم اختراقه ولم تتمكن من استعادته كما تعرض المخرج محمد سامي لانتحال صفته بتأسيس صفحات وهمية هدفها ابتزاز الفتيات بعد طلب صور بزعم مساعدتهن في دخول الوسط الفني وترشيحهن لأدوار في الدراما والسينما ثم يقوم بطلب مبالغ مالية نظير الصور التي أرسلوها.

في البداية تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إن ما يحدث من تهكير لحسابات الفنانين على السوشيال ميديا هو نتاج طبيعي للتطور التكنولوجي الذي يمر به العصر في الفترة الحالية، فالهاكر هو في الأساس “حرامي مودرن” فمنذ سنوات طويلة كان هناك لص سيارات وغسيل وأجهزة محمول، والآن هناك حرامي التكنولوجيا وللأسف علي الرغم من أنه إنسان معدوم الضمير وليس هناك مبررات لأفعاله الا أن الفنانين والرياضيين وغيرهم عليهم عامل كبير في الحال الذي وصلنا إليه، فالأغلبية من الهاكرز اشخاص ضعاف النفوس يتعرضون لاهتزاز وأزمات نفسية واجتماعية مروا بها منذ نشأتهم مرورا بتكوين شخصيتهم واخيرا الظروف الاجتماعية والمالية التي تعرضوا لها، فهناك «هاكرز» ميسوري الحال يفعلون ذلك من أجل التسلية والترفية فقط وهناك من يحتاج للأموال، فيخطرق حسابات الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي لابتزاز اصحاب الحسابات من الفنانين بالإساءة والتشهير بهم عن طريق صور وفيديوهات تمكنوا من الحصول عليها وابتزازهم من أجل المال او إرسال رسائل من حسابات الفنانين لاصدقائهم ومطالبتهم بأموال على سبيل الاقتراض وهو منتحل شخصية الفنان، كلها اسباب وطرق يعتبر الفنان شريكا فيها بشكل غير مباشر.

وتضيف سامية خضر، أن الفنانين أصبحوا يستفزون الجمهور على السوشيال ميديا ليس باخبارهم الفنية ولكن بأسرارهم الشخصية ايضا وعرضهم لادق تفاصيل حياتهم بدعوى حبهم للجمهور ومشاركتهم لحظاتهم السعيدة من شراء سيارة حديثة او مجوهرات غالية الثمن او شراء فيلا بالإضافة طبعا بأخبارهم المعتادة عن الزواج والطلاق كلها اسباب أؤكد انها ليست مبرر للخطأ ولكنهم اشعلوا الشرارة التي أدت الي اندلاع النيران وابرز دليل علي ذلك ما يقوم به الفنان محمد رمضان والقائه للدولارات في حمام السباحة وعلى الجمهور في حفلته بالسعودية وهو تصرف متهور وغير مراعي او مبالي لمشاعر الجمهور حتي وان كانت مزيفة ومن هنا شعر الهاكرز ان الفنانين بوجه عام يكنزون من المجوهرات والدولارات وانه لن يتأثر في شئ اذا ما ابتزه ولو بقليلا من الاموال بحجة انه ليس في حاجة اليهم.

وتؤكد انها ليست حالات قليلة او نادرة ولكنها اصبحت ظاهرة تستحق التحليل والدراسة، ومحاولة السيطرة عليها وعلاجها قبل ان تتفاقم، وذلك عن طريق حملات للتوعية ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الفنان والجمهور والمسئولية هنا، والمبادرة لابد وان تأتي خطوتها الاولي من الفنان وايضا الاعلام له دور هام وفعال كوسيط ودور توجيهي ايضا مع اهتمام التليفزيون بالبرامج الدينية مع تخصيص حلقات كثيرة للحديث عن تلك الظاهرة.

اما الدكتورة آمال محسن استشاري الصحة النفسية فتقول، ان انتحال الشخصية والهاكرز هي جريمة اخلاقية ويعاقب عليها القانون والشخص الذي يقدم على تلك الافعال هو بالتأكيد يعاني من اضطرابات نفسية ليس بالضرورة في الصغر ولكن من الممكن ان يكون تلقي صدمات تعرض لها أدت الي ان يصبح سلوكة عدواني، هذا الخلل النفسي يرجع ايضا بسبب حالة الاحباط التي يعاني منها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها وفي نفس الوقت يشاهد الفنانين وهم في ابهي صورة من فيلل وسيارات فارهة وسفر لدول اوروبية بالاضافة الي ما يتردد علي المواقع عن الاجور الخيالية التي يتقاضونها كل ذلك أدي الي اصابته بالاحباط والغضب وما يقوم به هو متنفس لهذا الغضب.

وتضيف أن ما يقوم به الهاكرز ايضا يكون هدفه اشباع روح المغامرة وان يشعر بقيمته في المجتمع ليتباهي بسلوكه وعبقريته في التكنولوجيا وهذا ينبع من ضعف في الشخصية، وعدم الثقة في النفس في كثير من الاحوال حيث يشعر أنه ليس له قيمه وان ما يقوم به حتي يقول للمجتمع انه موجود وليس مهمشا.