المخرج رشيد مشهراوى: أفلامى انطلقت من القاهرة

رشيد مشهراوى
رشيد مشهراوى

أحمد سيد

يعد الفيلم الوثائقى يوميات شارع جبرائيل للمخرج رشيد مشهراوى تجربة خاصة، قرر أن يوثق المخرج فترة الحجر الصحى التى كانت مفروضة بسبب جائحة كورونا، وربط المخرج بين هذه المعاناة ومعاناة الشعب الفلسطينى الذى يواجه الحجر الإجبارى بسبب الاحتلال، كيف أصبح منع التجول فى فلسطين مرارا وتكرارا جزءا من الشخصية الفلسطينية؟، أخبار النجوم التقت مشهراوى الذى كشف بدوره عن تفاصيل هذه التجربة الفريدة

فى البداية يقول: “سعيد بمشاركة فيلمى الوثائقى “يوميات شارع جبرائيل” ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، خاصة أننى أعتبرها تجربة خاصة وفريدة، حيث كانت مجرد فى البداية فكرة بلا هدف، قمت بتصوير عدد من المشاهد بالشارع الذى أسكن فيه فى باريس، وكان ذلك وقت الحرج الصحى الذى فرضته فرنسا فى 2020 بسبب جائحة كورونا، وهو ما أعاد لى ذكريات منع التجول فى فلسطين، والتى كان يفرضها المحتل على أصحاب الأرض وأهل فلسطين”. 

ويضيف رشيد مشهراوى: تربطنى علاقة وطيدة بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى حيث إن معظم أفلامى لاقت النور على يد هذا المهرجان، وحازت أيضا على جوائز عديدة منها على سبيل المثيل فيلم “حيفا” الذى حصل على جائزة أفضل فيلم و”تذكرة الى القدس” الذى حصل على جائزة الهرم الفضى، و”عيد ميلاد ليلى” حصل على جائزة أفضل سيناريو، ولذلك كان لدى رغبة فى عرض فيلمى الجديد “يوميات شارع جبرائيل” بالمهرجان. 

نفهم من ذلك أن التصوير كان فى بداية الأمر مجرد توثيق للحظة انفعالية أو موقف يعيشه العالم أجمع؟ 

هذا صحيح، وبرغم أنه كان هناك منع تام فى التجول يالشوارع إلا أننى كنت حريصا على توثيق هذه اللحظة، وتلك الفترة التى مرت على العالم ككل، وقررت أن أشغل وقتى فى الحجر الصحى بتصوير بعض المشاهد، ولم يكن هناك هدف محدد من استخدامها فى عمل فنى، كنت وقتها أحضر نفسى للسفر إلى فلسطين، ولكن الأمور لم تسير على ما يرام، وقررت أن أستغل هذا الوقت فى التصوير، وكنت أصور فى الشارع الذى أسكن به وهو شارع جبرائيل بكاميرا الموبايل، وسجلت مع عدد من الجيران، وتوقف المشروع عند هذا الحد فى تلك المرحلة. 

وما الذى تغير ليدفعك لتحويله الى عمل سينمائى؟

فى شهر مايو، وتحديدا بعد عودة الحياة مرة أخرى ورفع الحجر الصحى، وكنت على يقين أن الحياة لم تعود الى طبيعتها مرة أخرى، وقررت أن أستغل هذا الأمر فى عمل سينمائى وثائقى يجسد هذه المعاناة، والتى تشبه الى حد بعيد المعاناة التى يعانى منها الشعب الفلسطينى، فى منع التجول من قبل الاحتلال الإسرائيلى حتى أصبح الحظر جزءا لا يتجزأ من الشخصية الفلسطينية، وتذكرت ما كنت أعانى منه بسبب هذا الحظر منذ أيام الطفولة وغيرها من المشاهد التى تذكرتها وإن كان المقارنة بين الحالتين ظالمة.

الفيلم يعتمد على الوثائقى الروائى حيث شاهدنا بعض المشاهد لفترة حظر التجول فى فلسطين.. ماذا عن هذا الجانب وكيف ربطت بين الحدثين؟ 

كما قلت فى البداية، التصوير كان عفويا، ولم يكن مقصودا به عمل سينمائى، وتركت الكاميرا ترصد كافة التفاصيل الخاصة بالجيران، سواء مدام بوليت التى كانت تحارب من أجل الحياة حيث نصحها الطبيب أن تمارس رياضة المشى بشكل يومى، وبالفعل كانت تسير يوميا الى محل البقالة الخاص بجارنا مصطفى المغربى، وكان هناك أيضا محمود الجزائرى الذى كان يبحث عن عمل فى باريس ولكن بسبب الحجر الصحى توقفت الحياة، وصديقته التى لا تستطيع العودة الى بلدها، فكان كل شخص له تفاصيله الخاصة، وكانت لحظة وفاة بوليت فارقة فى هذا العمل، خاصة أننى تفاجأت بعدم وجود أى من اقاربها او معارفها ليحضرونها للدفن، واضطرت أن أحاول العثور على شئ يدلنى على مكان قبرها وهو ما تحقق بالفعل، وساهمت هذه اللحظة أيضا فى وضع نهاية للعمل وكان ذلك فى أغسطس الماضى بعد عام ونصف تقريبا من التصوير، وهنا قررت أيضا الربط بين هذه القصص وقضية حظر التجول فى فلسطين من خلال الاستعانة بفيلم قدمته فى عام 1994، وكان يحمل اسم “حتى إشعار آخر”، والذى حاز على جائزة بمهرجان كان السينمائى، كما حصل على جائزة الهرم الذهبى فى مهرجان القاهرة السينمائى، واستعنت ببعض المشاهد من هذا العمل وقمت بدمجها بالفعل مع خلفية صوتية لى كتعليق على الأحداث التى عشتها أيضا وتعلقت بها منذ طفولتى. 

ماذا عن فيلم استعادة المشارك فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى ؟ 

أولا سعيد بكون العمل يشارك فى المهرجان السعودى البحر الأحمر السينمائى فى أولى دوراته، ثانيا العمل عن مدينة “يافا” وكيفية عودتها الى الحياة، خاصة أن هذه المدينة هى مسقط رأسى ومسقط رأس والدى وجدى، وكنت أرغب فى أن ألقى الضوء على مدى المعاناة التى شهدتها هذه المدينة بسبب الاحتلال وكيفية عودتها الى الحياة وكنت أرغب أيضا فى استعادتها سينمائيا. 

ماذا عن أعمالك المقبلة؟ 

أستعد حاليا لتصوير فيلم يعنوان “أحلام عابرة”، حيث قمت بالتحضير له منذ فترة وتحديدا قبل جائحة كورونا، وهو عمل جديد ومختلف عن الأعمال التى قدمتها من قبل، حيث يتحدث عن فلسطين أيضا، ويتم تصويره فى القدس وبيت لحم ومخيمات اللاجئين.