خطفوا «الدجالة» لأنها رفضت علاج شقيقتهم

السحر والشعوذة
السحر والشعوذة

ضياء جميل - اسلام عبد الخالق

 في قرارة أنفسهم؛ يؤمن الكثيرون تمامًا أنه لو كان في الدجّال خيرٌ لكان نفع نفسه واغتنى مرة واحدة وكفَّ عن ممارسة السحر والشعوذة، لكن البعض ولتمكن الخرافة من عقولهم، يتصرفون كغرقى ويتشبثون بأي قشة، حتى ولو كانت ظلاً لغصن على الماء! وفي أي أسرة يتوسل أفرادها بالخرافة والدجل لحل أزماتهم ومشاكلهم وشفاء أمراضهم، لا تنتظر لهذه الأسرة أي نهضة أوتقدم، بل كن مستعدًا لمواجهة الكثير من الكوارث سوف تحدث لديها.. وهذا ما حدث بالفعل  في حدائق القبة الأسبوع الماضي- أهل المريضة اختطفوا إحدى الدجالات لانقطاعها عن متابعة جلسات العلاج .. وواقعة أخرى فى الشرقية عندما اعتدى دجال بالضرب على  شاب حتى الموت تفاصيل اكثر  نعرض فى السطور التالية .

 ليس جديدًا القول أن السحر والشعوذة مجرد أكاذيب وحيل من نصابين، وكثيرًا ما تتسبب في الكثير من الكوارث، وفي الآونة الأخيرة، تكررت حالات وفيات لشباب وشابات نتيجة اعتداء المعالج المسمى روحاني على أبدانهم بالضرب المبرح بعصيان وغيرها، بحجة إخراج الجن الساكن او الملتبس بأجسادهم!

 وفي حدائق القبة لم يجد أهل المريضة طريقة أخرى للتفكير في حل مشاكل ابنتهم النفسية، سوى الاستعانة بدجّالة، استمرت معها فترة، لكنها توقفت عن الحضور إلى منزلهم لمتابعة جلسات العلاج المزعوم، وغابت عنهم لعدة أيام، فما كان من أهل المريضة إلا أنهم اختطفوا الدجّالة وجعلوها توقّع على إيصالات أمانة حتى يتم شفاء ابنتهم!

  والمثير أيضًا أنهم تفننوا في ذلك فاستعانوا باثنين من معارفهم، انتحلا صفة رجال مباحث، ليسهل لهم اقتياد الدجالة إلى مكان ما بحجة معالجة قريب لهما!

خطف

كان المقدم محمود ابو الحسن رئيس مباحث حدائق القبة يتابع الحالة الأمنية بدائرة القسم وفجأة أخبره الحارس بأن هناك شخصا ما يريد مقابلته لأمر هام، دقائق قليلة وكان رئيس المباحث يجلس أمامه وطلب منه أن يقص عليه ما حدث فأخبره بتلقيه اتصال هاتفى من أحد الأشخاص يخبره باحتجاز شقيقته وطلب منه الحضور وتسليمه بطاقتها الشخصية مقابل إطلاق سراحها وحال توجهه لمسكن شقيقته ربة منزل مقيمة بدائرة قسم شرطة المرج تبين له عدم تواجدها بالشقة سكنها.

  تم إخطار اللواء أشرف الجندي مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة الذى أمر بسرعة تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء نبيل سليم مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة للقبض على المتهمين، وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تحت إشراف العميد محمد السيسي مفتش المباحث تبين صحة الواقعة وبإعداد الأكمنة اللازمة تمكن الرائدان وليد الحوتي وعبد المنعم المليجي معاونا المباحث من ضبط المتهم وتبين أنه عامل مقيم بدائرة قسم شرطة المرج وبمواجهته امام اللواء محمد شرقاوي نائب المدير العام اعترف بقيامه وآخرين باحتجاز المجنى عليها بشقة كائنة بدائرة القسم.

اعترافات

 عقب تقنين الإجراءات تم استهداف الشقة المشار إليها وضبط 6 أشخاص من بينهم سيدتين، وبصحبتهم المجنى عليها وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة وأقرت إحدى المتهمات بأنها نظراً لمرض نجلتها استعانت بالمجنى عليها معالجة روحانية لحضور جلسات بالشقة سكنها لمعالجتها إلا أن المجنى عليها توقفت عن حضور الجلسات واكتشفت سرقة مبلغ مالى، وقطعة مشغولات ذهبية فاختمرت فى ذهنها فكرة استدراجها وإكراهها على توقيع إيصالات أمانة لإجبارها على معالجة نجلتها ورد المبلغ المالى وقطعة المصوغات المستولى عليهما واعترفت أيضًا أنها اتفقت مع باقى المتهمين على تنفيذ مخططها وفى سبيل ذلك انتحل إثنان من المتهمين صفة رجال شرطة وبذلك استدرجوها للشقة محل الواقعة بدعوى حضور جلسات روحانية لمعالجة أحد أقاربهما وفور وصولها فوجئت بباقى المتهمين واحتجزوها بالشقة والشروع فى إكراهها على توقيع إيصالات أمانة عقب تحصلهم على بطاقة الرقم القومى الخاصة بالمجنى عليها للتأكد من البيانات وبمواجهة باقى المتهمين بما جاء بأقوال المتهمة المذكورة أيدوها وبمواجهة المجنى عليها أنكرت ارتكابها واقعة السرقة وأضافت، أنها اقترضت مبلغا ماليًا من المتهمة الثانية لمرورها بضائقة مالية وتم تحرير المحضر اللازم وأمر اللواء مازن عبد الشافي مدير قطاع الشمال والعميد محمد حمودة مأمور قسم حدائق القبة بإحالة المتهمين إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة

ضرب حتى الموت

في تمام الرابعة فجر الخميس الماضي، وبينما يغط الجميع في سباتٍ وسكون يعُم الأرجاء قطع الصراخ المشهد برًمته وتعالت صيحات الرجال والنساء في ردهة مستشفى القُرين المركزي بمحافظة الشرقية، تبين أن أصحابه قد فقدوا للتو شابًا تخطت سنواته العشرين بعامٍ واحد، فارق الحياة جراء تعرضه للضرب المُبرح حتى الموت على يد شخص يُلقب بالشيخ ؛ بعدما أوهمَّ الأخير أسرة الفتى أن نجلهم يُعاني من مس وتلبس ثلاثة عفاريت من الجن لجسده، وأنه كي يُخرجهم عليه إبراحه ضربًا، في أساليب دجل وشعوذة تمادى خلاله زعمه أن الضرب لن يتلقاه إلا العفاريت الثلاثة دون أية خطورة على جسد الشاب، وحين هبط طائر الموت ليقبض روح الفتى تبين كذب إدعاء المشعوذ ومزاعمه.

شاهد عيان من البلدة يُدعى محمد، قال لـ «أخبار الحوادث» إن الشاب محمد محمد عبدالسلام، البالغ من العمر 21 ربيعًا، معروف عنه الاحترام ودماثة الخُلق بين أهل القرية وأجوارها، فالشاب لم يكُن من مثيري المشاجرات أو الأذى بينه وجيرانه، لكن الجميع فوجئ بعبارات وصلت إلى آذان الجميع تؤكد دخول الفتى في نوبة مرض ناهزت الأسبوع من الزمان حتى حضر إلى البلدة شخص يُلقبه الناس بـ الشيخ، معروف عنه ممارسة أعمال الدجل والشعوذة وإخراج الجن الذي يتلبس الناس.

شاهد العيان أفاد بأن الشاب محمد عبدالسلام قد تعرض لأزمة صحية بدأت بمعاناته من تشنجات عصبية وانفعالات غير مفهومة بالنسبة لأسرته، الذين عرضوه على أحد أطباء المخ والأعصاب، فيما أوصى الأخير ببعض علاجات للشاب لكن حالته لم تتحسن، قبل أن يذهب تفكير الجميع إلى أيٍ من الطرق المعروفة بعيدًا عن الطب وأهله، ليذهبوا من فورهم إلى أحد المشايخ (الدجال) في قرية مجاورة لقريتهم، وحين حضر الرجل تمام منتصف ليل الخميس، أكد أن الشاب يلبسه ثلاثة عفاريت ويحتاج إلى جلسة عاجلة لإخراجهم وطردهم من جسد الشاب.

واصل الشيخ المزعوم أكاذيب دجله وشعوذته بأن أمسك بعصا خشبية لـ مقشة وراح يُبرح الفتى ضربًا لمدة ثلاث ساعات حتى الموت، حتى أدرك حجم المصيبة التي وقع بها، فبدأ بالتهليل والتكبير سعيًا لإقناع أهل الشاب بأنه قد تمكن من التغلب على الجن، وأن الفتى ليس ميتًا كما حاله، بل أنه تعرض لحالة إغماء وسوف يتحسن خلال ساعة، وبعدها طلب من أهل الشاب مغادرة المكان بزعم استخراج العمل المدفون في جنبات المقابر، وترك المكان بالفعل في تمام الثالثة فجرًا بتلك الحُجة وهوَّ في الأساس يهرب ويلوذ بالفرار ليس إلا.

صعوبة وقسوة ما تعرض له الشاب على يد الدجال الذي وثقَّ الفتى وانهال عليه بالضرب حتى فارق الحياة، تبعها ذهاب الأسرة يحملون فتاهم إلى المستشفى عسى أن يفيق من غفوته وإغمائه لكن هناك تبين أنه قد قُتل ضربًا حتى الموت على يد دجال ومشعوذ لا يمت إلى الدين بأي صلة.

وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، بقيادة اللواء محمد والي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة فاقوس، يفيد بورود بلاغ بمصرع شاب يُدعى محمد محمد عبدالسلام، 21 سنة، مُقيم بقرية الهيصمية التابعة لدائرة مركز شرطة فاقوس؛ إثر تعرضه للضرب حتى الموت على يد دجال، بزعم استخراج جن من جسده، فيما تبين من التحريات الأولية، أن أسرة الشاب المتوفى استعانت بالدجال المتهم لعلاج نجلهم، وأن الأخير أخبرهم بوجود جن يلبس جسد الشاب، وضربه بـ عصا مقشة بزعم استخراج الجن إلا أن الشاب لم يتحمل الضرب وفارق الحياة.

نقلت الجثة إلى مشرحة مستشفى القرين المركزي والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة، فيما تم ضبط الدجال المتهم وعدد من أفراد أسرة الشاب المتوفى، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبس الدجال على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن الجثة عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، وطلبت تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وملابساتها.