عصام عطية
شهدت أسوان عاصمة الحضارة والثقافة، ختام الدورة الـ 26 من مهرجان سمبوزيوم أسوان الدولي، والذى ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية بالتعاون مع محافظة أسوان، وسط أحضان الطبيعة الساحرة وبعد مرور أكثر من 40 يوماً من الأعمال الفنية المتميزة النابعة من روح التاريخ وعبقرية المكان والإنسان، كان صراع الإنسان مع حجر الجرانيت الصلب، شباب مصرى وبنات عاشوا فى صراع مع الحجر حتى تم ترويضه وأصبح قطعة نحتية فائقة الجمال.
قالت الدكتور إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، إنه على أرض محافظة أسوان جوهرة النيل الساحرة تستمر حكاية السمبوزيوم التى تجاوز عمرها ربع قرن من الإبداع والتى بدأها كحلم الفنان الكبير الراحل آدم حنين عام 1996 وتجددت سنويا حتى لفتت أنظار الأوساط الفنية الدولية وباتت علامة مشرقة فى الحركة التشكيلية لفن نحت الجرانيت.
وأضافت أنه طوال دوراته المتعاقبة مثل سمبوزيوم ملتقى فنى متفرد يجمع المتخصصين فى مجال النحت وتتنامى فيه الخبرات فى التعامل مع المادة الصلبة وتطويعها لخلق مجسمات تتسم بالجمال لتبقى خالدة أبد الدهر، مضيفة أن الدورة 26 منه أبرزت ريادة الدولة المصرية التى نجحت فى توحيد الجهود لتجاوز التحديات وإعادة الحياة للفنون والثقافة والإبداع.
من جانبه، قال الدكتور أشرف عطية، إن السمبوزيوم يعد أحد الأحداث الهامة على خريطة الفعاليات الإبداعية والثقافية التى تشهدها المحافظة كل عام، موضحا أن أسوان أصبحت مركزا لفنانى النحت حول العالم ومتحفا مفتوحا لأعمالهم، مُضيفًا أن جهود وزارة الثقافة بالمحافظة ممتدة متواصلة حيث إنه قد تم اليوم وضع حجر الأساس لمكتبة مصر العامة بالمحافظة، وفى الغد سيتم افتتاح مكتبة حى السلام بالعلاقى لمتضررى السيول، وإعداد برنامج للفعاليات الثقافية بالمكتبة.
ومن جانبه أكد فتحى عبدالوهاب رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، أن دورة هذا العام استثنائية بعدما تسببت جائحة كورونا فى تأجيل إقامة الفعالية، مشيرا إلى دعم وزيرة الثقافة وتشجيعها على إقامة السمبوزيوم، موضحا أن الدورة السادسة والعشرين وإن كانت أقيمت فى ظروف دقيقة إلا أنها شهدت مشاركة ممتازة من جميع الفنانين موجها الشكر لكافة الفنانين المشاركين وخص منهم الورشة المصاحبة للسمبوزيوم قائلا إنهم فنانون كبار.
وشارك فى هذه الدورة 8 فنانين أساسيين من 5 دول هم ألكسندر أرمين اروسياب، كاتيوشيا بوردين دوتو االبرازيلب، كريستوفر ماهون اإيرلنداب، سيلفان بات ابلجيكاب، ومن مصر كل من مروة مجدي، ميسون مصطفى، الدكتور محمد الصياد، عبد الرحمن البرجي.
وشارك فى الورشة المصاحبة 8 فنانين هم: أحمد طه، أحمد محمد حافظ، باهر أبو بكر، عماد عزت، زينة أبو العلا، الدكتورة مروة يسرى ومريم عصام، كما شارك فى السمبوزيوم خلال دوراته السابقة 312 فناناً يمثلون أكثر من 44 دولة عربية وأجنبية، وتم اختيار عدد من الأعمال النحتية المتميزة والتى أنتجت خلال الدورات السابقة لكبار الفنانين المشاركين لوضعها فى الحدائق العامة والميادين والجامعات والمبانى الحكومية المصرية من أجل إضفاء العنصر الجمالى على هذه الأماكن منها حديقة الأزهر، مكتبة الإسكندرية، قلعة قايتباى، الحديقة الدولية بمدينة نصر، متحف الرى بأسوان إضافة إلى تجميل ميادين محافظة أسوان.
وأضاف فتحى عبدالوهاب، أن الوفاء والعرفان بدور الفنان العالمى الراحل آدم حنين فى تأسيس وإدارة السمبوزيوم على مدار أكثر من 25 عاماً، كان أهم مظاهر الدورة الحالية، والذى تجسد فى قيام الفنان ناثان دوس قوميسير عام السمبوزيوم بنحت تمثال من حجر الجرانيت يجسد احنينب الخارج من الصخرة فى نظرة إلى الأفق، ومتكئا على جزء من مسلة، كما تجسد ذلك فى المطبوعات التى أقيمت لتوثيق أعمال الدورة الحالية، وأضاف بأن الدورة الحالية هى دورة استثنائية خاصة بعد تأجيلها لعدة أشهرة بسبب جائحة كورونا.
يتولى الإشراف على الدورة الحالية ا26ب الفنان ناثان دوس كقوميسير عام، وبمشاركة 12نحاتا مصريا وأجنبيا.