إبراهيم سعده كما عرفته

سها سعد
سها سعد

أعجبت بشخصيته عندما رأيته لأول مرة فى لقاء حضرته مع زملائى طلاب الفرقة الأولى بكلية الإعلام عام 1978 بدعوة من المعيد ( فى ذلك الوقت ) أ/ محمود علم الدين ، وبعد تخرجى شرفت بالعمل معه فى جريدة مايو ثم أخبار اليوم بدءا من عام 1981 .


لمست فى شخصيته جوانب متعددة ومختلفة أحيانا تجمع بين الحزم والرقة ، والقوة واللين ، الاصرار والذكاء ، الدقة والنظام ..

رأيت فيه عشقه للصحافة وحرصه على عدم الخلط بين الصحافة والإعلان ، واعتزازه بكرامة الصحفيين . وله فى ذلك مواقف عديدة أذكر منها :


«آخر عمود» كتبه ردا على د. صوفى أبوطالب رئيس مجلس الشعب فى ذلك الوقت عندما تعامل مع صحفيى جريدة مايو بأسلوب غير لائق ، مع علمه بأن هذا الرد سيكلفه منصبه كرئيس تحرير جريدة مايو ، وهو ما حدث بالفعل .


ومن المواقف التى تجسد الحرص على كرامة الصحافة والصحفيين نشره لاستقالته من رئاسة مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ، والتى كانت أول استقالة تنشر فى الصحافة القومية ، وعند وصول الإخوان للحكم ، كان واثقا من ذكاء المصريين وقال لى أثناء محادثة هاتفية « خلى المصريين يجربوا « وقد كان له سمات شخصية مميزة شملت حرصه على الإطلاع على أحدث الإصدارات والكتب المنشورة فى مصر وخارجها ، حيث كان يرى أن القراءة والاطلاع من أهم عوامل نجاح الكاتب الصحفى .

وعند توليه إدارة مؤسسة أخبار اليوم حقق حلمه بإضافة إصدارات جديدة للمؤسسة. ، وكان حريصا على الاطلاع عليها بنفسه وإضافة ملاحظاته قبل الطبع .


ومن سماته الشخصية التى لمستها خلال عملى معه لفترة قاربت الثلاثين عاما حبه للعيش فى مصر وعزوفه عن السفر خارجها إلا لضرورة مهنية أو صحية . كما لم يكن محبا للظهور فى برامج الحوار التليفزيونى .

وقد كان حريصا على ان يحافظ الصحفى على مظهره بارتداء زى مناسب أثناء العمل بعيدا عن الجينز والأحذية الرياضية.


وعلى الجانب الإنسانى فقد كان حريصا على تقديم يد المساعدة لمن يحتاج من العاملين بالمؤسسة لمواجهة ظروف طارئة.
وأذكر مساندته لى وزوجته الفاضلة ومواساتى فى وفاة والدتى ثم والدى.


رحم الله أستاذى إبراهيم سعده.