هناك جنود آخرون مرابطون دائماً وهم »المسعفون»‬، فسيارة الإسعاف التي تجوب الشوارع بسرينتها المعروفة، هذه السيارة وراءها تاريخ، فهذا الابتكار يعود إلي ٩٠٠ ميلادية عندما استخدمت عربات بدائية لنقل المجانين أو مرضي الجذام،  وفي عام ١٧٩٢م إبان الحرب الفرنسية النمساوية صمم الجراح والطبيب الخاص لنابليون بونابرت »‬البارون دومنيك جان لاري» عربة إسعاف تتحرك بسهولة علي الأرض الوعرة وتحمل علي متنها الأطباء واللوازم الطبية لتطبيب المرضي والجرحي في الحروب وبذلك كان أول من ابتكر المستشفي الميداني، وأول ظهور لسيارة الإسعاف ذات المحرك في شوارع باريس عام ١٨٩٥م. الإسعاف مهنة صحية تتطلب في أغلب مستوياتها ترخيصاً طبياً حكومياً، ولها دور أساسي في تقديم الرعاية الصحية لما قبل المستشفي، ، ويعتبر المسعف جندياً وجزءاً من منظومة الرعاية الصحية، فهو الحلقة الأهم والنقطة الفاصلة في تحول وضع الحالة الصحية للمريض أو المصاب، حيث إنه مع تقديم رعاية صحية أولية إسعافية جيدة ستقلل نسبة مضاعفات ومخاطر المرض أو الإصابة بشكل كبير ما تم التعامل مع الحالة بشكل طبي ومهني.. فإن اتفاقيات جنيف تنص علي أنه يحق للمسعف العمل في الحروب تحت منظومة »‬الأمم المتحدة» وأن الاعتداء عليه أو قتله أو منعه عن عمله يعتبر جرماً دولياً.. لقد قادتني الأقدار أن أتعرف علي سيارة الإسعاف عن قرب ما يتحمله المسعفون من مشاق.. عندما جاءت سيارة الإسعاف لتحمل أمي وتجوب الشوارع بحثاً عن مستشفي به »‬عناية مركزة» وبعد التنقل من مستشفي إلي آخر حكومي وخاص، حتي رست إلي مستشفي خاص، ولم تكن السيارة الوحيدة التي تجوب الشوارع فكان توجد سيارات أخري، عندما رست السيارة علي »‬أول» مستشفي حكومي كبير، وجدت سيارات الإسعاف التي تحمل المصابين في حوادث أكثرها حوادث الطرق.. أشفقت علي رجال الإسعاف ومايتحملونه من متاعب بجانب المشاهد الدموية التي تنتج عن الحوادث.. فتحية إلي رجال الإسعاف »‬الجنود المجهولون».