لاشك أن الأهمية النسبية لأمن مصر سترتفع لا محالة في نظر العالم بمفهومه العملي والتطبيقي،فمن من تلك الدول سيتقاعس في المشاركة العملية المباشرة لمساعدة مصر للقضاء علي الإرهاب بدءاً من سيناء إلي ما بعدها؟ هذا المشروع يمكن اعتباره المقدمة العملية والفعلية لإعلان سيناء عما قريب منطقة خالية من الإرهاب.

أما من الناحية اللوجيستية فمن المعروف أن قناة السويس تربط شرق العالم بغربه من خلال ناقلات بحرية عملاقة وحاملات حاويات ضخمة تعبر المحيطات ولا تتوقف عند البحار الصغيرة مثل البحر الأبيض فلا تتوقف في موانيه المتعددة وتكتفي بالوقوف في ميناء برينديزي الايطالي فتنزل حاوياتها لتتلقفها سفن صغيرة توصلها إلي باقي موانئ البحر الأبيض،بينما تمضي السفن العملاقة إلي المحيط الأطلنطي عبر مضيق جبل طارق بعد أن تكون قد التقطت ما يخصها من حاويات تنتظرها في برينديزي وهو الميناء الذي توافق الشرق والغرب ليجعله الميناء اللوجستي الرئيسي في البحر الأبيض.
ولنا أن نتخيل أن في محور قناة السويس المنافس لميناء برينديزي ليكون الميناء اللوجيستي البديل الذي يخدم موانئ البحر الأبيض المتوسط وموانئ البحر الأحمر امتداداً لشواطئ أفريقيا والتنافس بين هذين الموقعين المتميزين سيحسم لصالح الميناء الأكثر تميزاً في تقديم الخدمات الملاحية مقاساً بسرعة زمن التفريغ والتحميل وكذا كفاءة تخزين البضائع وسرعة إعادة الشحن وكذا عدد البواخر المتعاملة معها.
ويتوقع الخبراء أن يتبوأ محور القناة المرتبة الأولي في غضون 3-5 سنوات متفوقاً علي منافسه الإيطالي ويتوقف ذلك علي سرعة انجاز المرافق البحرية المصاحبة لهذا النشاط العملاق والذي لا شك سيزود بالمعدات الأكثر حداثة وتطوراً بالمقارنة بميناء برينديزي الأكثر قدماً ومعداته الأكثر تقادماً.
سيستلزم هذا النشاط إقامة العديد من المرافق العملاقة حوله مثل مناطق التخزين للحاويات وللبضائع وأيضاً إقامة الصوامع لتخزين الحبوب وكافة احتياجات السفن من وقود ومياه وزيوت وورش إصلاح وخدمات فنية وملاحية.
كما سيجتذب هذا النشاط أنشطة تكاملية مثل أنشطة التجميع،ولك أن تتخيل حجم وكلفة البضائع ذات المهيئات الحجمية مثل التليفزيونات والغسالات والثلاجات وغيرها إذا شحنت كبضائع كاملة بالمقارنة بها إذا شحنت كمكونات يتم تجميعها في وسائل تجميع بالمناطق الصناعية بالمحور ليعاد شحنها للموانئ المختلفة بمحيط البحر الأبيض وسواحل أفريقيا.
أضف لهذا الصناعات القائمة علي التجزئة والتعبئة والتغليف مثل الحبوب والسكر والبن وغيرها عند إعادة تعبئتها في عبوات صغيرة يرقم عليها بيانات كل عميل ليعاد تصديرها من المحور للأسواق المستهدفة وكم في هذا من وفر في الكلفة يسميه خبراء الشحن»تكلفة نقل السائب بالمقارنة بالمعبأ في عبوات».
وبعد غد سيجتمع زعماء العالم ليشهدوا الحدث الأجل بافتتاح هذا المحور العملاق بما يحويه من طموحات ممتدة ومتزايدة،فتتجمع الرؤي والإرادات لتجعل من مصر محطاً للأنظار.. فها هي مصر تعلو بسواعد أبنائها فلن يبني مصر إلا المصريون.وشركاء النجاح لا ينجذبون إلا للحدث الأكثر نجاحاً وإبهاراً.