المبشرون بالجنة ٣ .. الزبير بن العوام.. حوارى رسول الله

الزبير بن العوام
الزبير بن العوام

إعداد‭ - ‬عبدالعزيز‭ ‬عبدالحليم

انه‭ ‬حوارى‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬كما‭ ‬وصفه‭ ‬هو‭ ‬فى‭ ‬قول‭ ‬

‮«‬إنَّ‭ ‬لِكلّ‭ ‬نبيّ‭ ‬حَواريًا،‭ ‬وحَوَارِييّ‭ ‬الزُّبَيرُ‮»‬‭ ‬

هوالمبشر‭ ‬بالجنة‭ ‬الزبير‭ ‬بن‭ ‬العوام‭ ‬بن‭ ‬خويلد‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه،‭ ‬وهوابن‭ ‬عمَّةِ‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم،‭ ‬السيدة‭ ‬صفية‭ ‬بنت‭ ‬عبد‭ ‬المطلب‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها،‭ ‬وأبوه‭ ‬العوام‭ ‬هوأخ‭ ‬لأم‭ ‬المؤمنين‭ ‬السيدة‭ ‬خديجة‭ ‬بن‭ ‬خويلد‭ ‬عليها‭ ‬السلام‭.‬

تزوج‭ ‬من‭ ‬السيدة‭ ‬أسماء‭ ‬بنت‭ ‬الصديق‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭ ‬فأنجبت‭ ‬له‭ ‬ولده‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬الزبير،‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬مولود‭ ‬ولد‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ ‬بعد‭ ‬الهجرة‭.‬

كانت‭ ‬تربيته‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬تربية‭ ‬حازمة،‭ ‬كى‭ ‬يكون‭ ‬مقاتلًا‭ ‬شجاعًا،‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬قومه،‭ ‬كى‭ ‬يكون‭ ‬عوضًا‭ ‬عن‭ ‬أبيه‭ ‬الذى‭ ‬قتل‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬الفجار‭ ‬قبل‭ ‬الإسلام،‭ ‬وعندما‭ ‬بلغ‭ ‬عمر‭ ‬الزبير‭ ‬ست‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬أسلم‭ ‬وصار‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬دخلوا‭ ‬فى‭ ‬الإسلام،‭ ‬وتعرَّض‭ ‬للابتلاء‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬إسلامه،‭ ‬حيث‭ ‬تعرَّض‭ ‬لتعذيبٍ‭ ‬شديدٍ‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬دينه،‭ ‬وكان‭ ‬الذى

‭ ‬تولى‭ ‬تعذيبه‭ ‬عمه،‭ ‬كان‭ ‬يلفه‭ ‬فى‭ ‬حصير،‭ ‬ويدخن‭ ‬عليه‭ ‬بالنار‭ ‬كى‭ ‬تزهق‭ ‬أنفاسه،‭ ‬ويناديه‭ ‬وهوتحت‭ ‬وطأة‭ ‬العذاب‭: ‬أكفر‭ ‬بربِّ‭ ‬محمدٍ‭ ‬أدرأ‭ ‬عنك‭ ‬العذاب،‭ ‬فيجيبُه‭ ‬الزبير‭ ‬فى‭ ‬تحدٍّ‭ ‬رهيب‭: ‬والله‭ ‬لا‭ ‬أعود‭ ‬لكفرٍ‭ ‬أبدًا‭.‬

كان‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬فارسًا‭ ‬ومقدامًا‭ ‬منذ‭ ‬صباه،‭ ‬حتى‭ ‬إنه‭ ‬قيل‭: ‬إن‭ ‬أول‭ ‬سيف‭ ‬شهر‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬كان‭ ‬سيف‭ ‬الزبير‭ ‬بن‭ ‬العوام،‭ ‬ففى‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬للإسلام‭-‬والمسلمون‭ ‬يومئذ‭ ‬قلة‭ ‬يستخفون‭ ‬فى‭ ‬دار‭ ‬الأرقم‭- ‬سَرَتْ‭ ‬إشاعة‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬أن‭ ‬الرسول‭ ‬قُتِل،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الزبير‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬استلَّ‭ ‬سيفه‭ ‬وامتشقه،‭ ‬وسار‭ ‬فى‭ ‬شوارع‭ ‬مكة،‭ ‬وفى‭ ‬أعلى‭ ‬مكة‭ ‬لقيه‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم،‭ ‬فسأله‭ ‬ماذا‭ ‬به؟‭ ‬فأخبره‭ ‬الخبر‭ ‬فدعا‭ ‬له‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ ‬بالخير،‭ ‬ولسيفه‭ ‬بالغلب‭.‬

وفى‭ ‬غزوة‭ ‬أُحُدٍ،‭ ‬حيث‭ ‬حدث‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬للمسلمين‭ ‬كان‭ ‬الزبير‭ ‬ممن‭ ‬استجابوا‭ ‬لله‭ ‬وللرسول‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬أصابهم‭ ‬القَرْح،‭ ‬فتحكى‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‭ ‬فتقول‭: ‬لما‭ ‬انصرف‭ ‬المشركون‭ ‬من‭ ‬أُحُدٍ،‭ ‬وأصاب‭ ‬أصحاب‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ ‬ما‭ ‬أصابهم‭ ‬فخاف‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ ‬أن‭ ‬يرجعوا،‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬مَنْ‭ ‬يَنْتَدِبُ‭ ‬لِـهَؤُلَاءِ‭ ‬فِى‭ ‬آثَارِهِمْ‭ ‬حَتَّى‭ ‬يَعْلَمُوا‭ ‬أَنَّ‭ ‬بِنَا‭ ‬قَوَّةً‮»‬،‭ ‬فانتدب‭ ‬أبوبكر‭ ‬والزبير‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭ ‬فى‭ ‬سبعين‭ ‬فخرجوا‭ ‬فى‭ ‬آثار‭ ‬القوم،‭ ‬فسمعوا‭ ‬بهم‭ ‬فانصرفوا،‭ ‬قالت‭: ‬فانقلبوا‭ ‬بنعمة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬وفضل‭ ‬لم‭ ‬يقاتلوا‭ ‬عدوًّا‭.‬

وفى‭ ‬خلافة‭ ‬سيدنا‭ ‬عمر،‭ ‬وقبيل‭ ‬استشهاده‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬كوَّن‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬عمر‭ ‬لجنة‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬من‭ ‬الصحابة‭ ‬لتعيين‭ ‬الخليفة‭ ‬بعد‭ ‬عمر‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه،‭ ‬وبعد‭ ‬استشهاد‭ ‬سيدنا‭ ‬عثمان‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬كان‭ ‬ممن‭ ‬يرى‭ ‬تقديم‭ ‬الأخذ‭ ‬بالقصاص،‭ ‬ثم‭ ‬تراجع‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬سيدنا‭ ‬على‭ ‬لما‭ ‬سمع‭ ‬منه‭ ‬نصيحته،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬نفض‭ ‬يديه‭ ‬من‭ ‬القتال،‭ ‬وتبعه‭ ‬نفر‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يريدون‭ ‬للفتنة‭ ‬دوام‭ ‬الاشتعال،‭ ‬وطعنه‭ ‬القاتل‭ ‬الغادر‭ ‬وهو‭ ‬بين‭ ‬يدى‭ ‬ربه‭ ‬يصلى‭!‬