إعداد - عبدالعزيز عبدالحليم
انه حوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفه هو فى قول
«إنَّ لِكلّ نبيّ حَواريًا، وحَوَارِييّ الزُّبَيرُ»
هوالمبشر بالجنة الزبير بن العوام بن خويلد رضى الله عنه، وهوابن عمَّةِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، السيدة صفية بنت عبد المطلب رضى الله عنها، وأبوه العوام هوأخ لأم المؤمنين السيدة خديجة بن خويلد عليها السلام.
تزوج من السيدة أسماء بنت الصديق رضى الله عنهما فأنجبت له ولده عبد الله بن الزبير، الذى كان أول مولود ولد فى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد الهجرة.
كانت تربيته رضى الله عنه تربية حازمة، كى يكون مقاتلًا شجاعًا، يستطيع أن يدافع عن قومه، كى يكون عوضًا عن أبيه الذى قتل فى حرب الفجار قبل الإسلام، وعندما بلغ عمر الزبير ست عشرة سنة أسلم وصار من أوائل من دخلوا فى الإسلام، وتعرَّض للابتلاء فى أول إسلامه، حيث تعرَّض لتعذيبٍ شديدٍ فى سبيل دينه، وكان الذى
تولى تعذيبه عمه، كان يلفه فى حصير، ويدخن عليه بالنار كى تزهق أنفاسه، ويناديه وهوتحت وطأة العذاب: أكفر بربِّ محمدٍ أدرأ عنك العذاب، فيجيبُه الزبير فى تحدٍّ رهيب: والله لا أعود لكفرٍ أبدًا.
كان رضى الله عنه فارسًا ومقدامًا منذ صباه، حتى إنه قيل: إن أول سيف شهر فى الإسلام كان سيف الزبير بن العوام، ففى الأيام الأولى للإسلام-والمسلمون يومئذ قلة يستخفون فى دار الأرقم- سَرَتْ إشاعة ذات يوم أن الرسول قُتِل، فما كان من الزبير إلا أن استلَّ سيفه وامتشقه، وسار فى شوارع مكة، وفى أعلى مكة لقيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فسأله ماذا به؟ فأخبره الخبر فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالخير، ولسيفه بالغلب.
وفى غزوة أُحُدٍ، حيث حدث ما حدث للمسلمين كان الزبير ممن استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القَرْح، فتحكى السيدة عائشة رضى الله عنها فتقول: لما انصرف المشركون من أُحُدٍ، وأصاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أصابهم فخاف صلى الله عليه وآله وسلم أن يرجعوا، فقال: «مَنْ يَنْتَدِبُ لِـهَؤُلَاءِ فِى آثَارِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ بِنَا قَوَّةً»، فانتدب أبوبكر والزبير رضى الله عنهما فى سبعين فخرجوا فى آثار القوم، فسمعوا بهم فانصرفوا، قالت: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يقاتلوا عدوًّا.
وفى خلافة سيدنا عمر، وقبيل استشهاده رضى الله عنه كوَّن أمير المؤمنين عمر لجنة من ستة من الصحابة لتعيين الخليفة بعد عمر رضى الله عنه، وبعد استشهاد سيدنا عثمان رضى الله عنه كان ممن يرى تقديم الأخذ بالقصاص، ثم تراجع عن مواجهة سيدنا على لما سمع منه نصيحته، وبعد أن نفض يديه من القتال، وتبعه نفر من الذين كانوا يريدون للفتنة دوام الاشتعال، وطعنه القاتل الغادر وهو بين يدى ربه يصلى!