أنت تسأل و العلماء يجيبون

فضيلة‭ ‬المفتى‭ ‬د‭. ‬شوقى‭ ‬علام‭
فضيلة‭ ‬المفتى‭ ‬د‭. ‬شوقى‭ ‬علام‭

إعداد‭ - ‬عبدالعزيز‭ ‬عبدالحليم

طهارة‭ ‬مريض‭ ‬القَسْطَرة‭ ‬وحكم‭ ‬صلاته

‭ ‬كيف‭ ‬يتطهَّر‭ ‬المريضُ‭ ‬الذى‭ ‬يركّب‭ ‬قسطرةَ‭ ‬البول،‭ ‬وما‭ ‬حكم‭ ‬صلاته؟

يجيب‭ ‬فضيلة‭ ‬المفتى‭ ‬د‭. ‬شوقى‭ ‬علام‭ ‬فيقول‭ ‬هذا‭ ‬المريض‭ ‬له‭ ‬حالتان‭: ‬إما‭ ‬أَنْ‭ ‬يخرج‭ ‬مِنه‭ ‬البول‭ ‬بدون‭ ‬تَحَكُّم‭ ‬منه‭ ‬أولا‭.‬

فإن‭ ‬خرج‭ ‬منه‭ ‬البول‭ ‬دون‭ ‬تَحَكُّم‭ ‬منه‭ ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬عند‭ ‬الفقهاء‭ ‬بـ«السَّلَس‮»‬،‭ ‬فيُعفَى‭ ‬عنه‭ ‬حينئذٍ،‭ ‬وحكمه‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭: ‬وجوب‭ ‬غسل‭ ‬محل‭ ‬النجاسة،‭ ‬ثم‭ ‬الربط‭ ‬على‭ ‬عضو‭ ‬التبول،‭ ‬ثم‭ ‬الوضوء،‭ ‬ويصلِّى‭ ‬مَنْ‭ ‬هذا‭ ‬حالُه‭ ‬بهذا‭ ‬الوضوء‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭ ‬من‭ ‬الصلوات،‭ ‬وينتقض‭ ‬وضوؤه‭ ‬بانتهاء‭ ‬وقت‭ ‬الصلاة‭ ‬المفروضة‭ ‬التى‭ ‬توضأ‭ ‬لها‭.‬

أما‭ ‬إذا‭ ‬خرج‭ ‬منه‭ ‬البول‭ ‬فى‭ ‬الكيس‭ ‬المعلَّق‭ ‬خارج‭ ‬جسده‭ ‬بتَحَكُّمٍ‭ ‬منه‭: ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬الطهارة‭ ‬للعبادات‭ ‬التى‭ ‬تحتاجها،‭ ‬فيتوضأ‭ ‬للصلاة‭ ‬بخروج‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬البول،‭ ‬ويُصَلِّى‭ ‬عقب‭ ‬وضوئه‭.‬

وبخصوص‭ ‬صحة‭ ‬الصلاة،‭ ‬فإذا‭ ‬استطاع‭ ‬إزالة‭ ‬هذا‭ ‬الكيس‭ ‬أثناء‭ ‬الصلاة‭ ‬فلا‭ ‬تصح‭ ‬الصلاة‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬إزالة‭ ‬هذا‭ ‬الكيس،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬إزالة‭ ‬الكيس‭ ‬الذى‭ ‬به‭ ‬البول‭ ‬أثناء‭ ‬الصلاة‭ ‬للمشقة‭ ‬البالغة‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬فهذا‭ ‬من‭ ‬المعفو‭ ‬عنه،‭ ‬لأَنَّ‭ ‬الشريعة‭ ‬مبناها‭ ‬على‭ ‬التيسير‭ ‬ورفع‭ ‬الحرج‭ ‬عن‭ ‬المكلفين‭.‬

صلاة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فرض‭ ‬بتيمم‭ ‬واحد‭ ‬لمريض‭ ‬كورونا

 ما‭ ‬حكم‭ ‬تعدد‭ ‬الصلوات‭ ‬بتيمم‭ ‬واحدٍ‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمريض‭ ‬كورونا‭ ‬الذى‭ ‬يشق‭ ‬عليه‭ ‬استعمال‭ ‬الماء‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬فرض؟

‭-‬اتفق‭ ‬الفقهاء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التيمم‭ ‬جُعل‭ ‬شرطًا‭ ‬فى‭ ‬صحة‭ ‬الأفعال‭ ‬التى‭ ‬اشتُرط‭ ‬فى‭ ‬صحتها‭ ‬الوضوء،‭ ‬من‭ ‬الصلاة،‭ ‬ومس‭ ‬المصحف،‭ ‬ونحو‭ ‬ذلك‭.‬

غير‭ ‬أنهم‭ ‬اختلفوا‭ ‬فى‭ ‬جواز‭ ‬استباحة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صلاة‭ ‬بتيممٍ‭ ‬واحدٍ،‭ ‬فعند‭ ‬الحنفية‭:‬

يجوز‭ ‬للمتيمم‭ ‬الجمع‭ ‬بما‭ ‬شاء‭ ‬من‭ ‬الفرائض‭ ‬والنوافل،‭ ‬لأنه‭ ‬طهور‭ ‬عند‭ ‬عدم‭ ‬الماء،‭ ‬والحدث‭ ‬الواحد‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬له‭ ‬طهران،‭ ‬لما‭ ‬فى‭ ‬حديث‭ ‬أبى‭ ‬ذر‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه،‭ ‬أن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ ‬قال‭: ‬‮«‬الصَّعِيدُ‭ ‬الطَّيِّبُ‭ ‬وَضُوءُ‭ ‬الْمُسْلِمِ،‭ ‬وَإِنْ‭ ‬لَمْ‭ ‬يَجِدِ‭ ‬الْمَاءَ‭ ‬عَشْرَ‭ ‬سِنِينَ‮»‬‭ ‬متفقٌ‭ ‬عليه‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭: ‬فقد‭ ‬أجاز‭ ‬جماعة‭ ‬من‭ ‬الفقهاء‭ ‬للمريض‭ ‬الذى‭ ‬يشق‭ ‬عليه‭ ‬استعمال‭ ‬الماء‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬فرض‭ ‬أن‭ ‬يصلى‭ ‬بتيمم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فريضة،‭ ‬والقاعدة‭ ‬الشرعية‭:‬

‮«‬أنَّ‭ ‬مَن‭ ‬ابتُلِيَ‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬المختلفِ‭ ‬فيه‭ ‬فليُقلِّد‭ ‬مَن‭ ‬أجاز‮»‬،‭ ‬ومتى‭ ‬وافق‭ ‬عمل‭ ‬العامى‭ ‬مذهبًا‭ ‬من‭ ‬مذاهب‭ ‬المجتهدين‭ ‬ممن‭ ‬يقول‭ ‬بالحِل‭ ‬أو‭ ‬بالطهارة‭ ‬كفاهُ‭ ‬ذلك،‭ ‬ولا‭ ‬إثم‭ ‬عليه‭ ‬اتفاقًا،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الشيخ‭ ‬العلامة‭ ‬محمد‭ ‬بخيت‭ ‬المطيعى‭ ‬مفتى‭ ‬الديار‭ ‬المصرية‭ ‬الأسبق‭.‬

وبناءً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭: ‬فصلاة‭ ‬مريض‭ ‬كورونا‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬فرض‭ ‬بتيمم‭ ‬واحد‭ ‬صحيحة‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬فيها،‭ ‬وله‭ ‬أن‭ ‬يُصلى‭ ‬ما‭ ‬تيسر‭ ‬من‭ ‬النوافل‭ ‬القبلية‭ ‬والبعدية‭ ‬بدون‭ ‬مشقةٍ،‭ ‬ما‭ ‬دامَ‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬استعمال‭ ‬الماء‭ ‬لكل‭ ‬صلاة‭.‬

العقد‭ ‬على‭ ‬الزوجة‭ ‬بعد‭ ‬تغيير‭ ‬اسمها

‭ ‬تزوج‭ ‬ابنى‭ ‬من‭ ‬فتاة‭ ‬ودخل‭ ‬بها،‭ ‬ثم‭ ‬لظروف‭ ‬خاصة‭ ‬احتاجت‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬اسمها‭ ‬فعقد‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬عقدًا‭ ‬موثّقًا‭ ‬كالأول‭ ‬ولكن‭ ‬باسمها‭ ‬الجديد‭. ‬ما‭ ‬حكم‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬الثانى؟

يجيب‭ ‬د‭. ‬على‭ ‬جمعة‭ ‬مفتى‭ ‬الجمهورية‭ ‬السابق

كتابة‭ ‬العقود‭ ‬تُثبِتُ‭ ‬ولا‭ ‬تُنشِئُ،‭ ‬ولا‭ ‬بأس‭ ‬من‭ ‬تعدد‭ ‬المعرفات‭ ‬على‭ ‬المعرف‭ ‬الواحد،‭ ‬والأسماء‭ ‬الشخصية‭ ‬أعلامٌ‭ ‬للذوات‭.‬

وعليه‭ ‬وفى‭ ‬واقعة‭ ‬السؤال،‭ ‬ولما‭ ‬كانت‭ ‬ذاتُ‭ ‬الزوجة‭ ‬واحدةً‭ ‬كان‭ ‬العقدان‭ ‬جاريين‭ ‬على‭ ‬ذاتٍ‭ ‬واحدةٍ‭ ‬بدون‭ ‬تخلل‭ ‬طلاقٍ،‭ ‬فالثانى‭ ‬تأكيدٌ‭ ‬للأول‭ ‬وليس‭ ‬مُنشِئًا‭ ‬لعلاقةٍ‭ ‬جديدةٍ،‭ ‬وكأنه‭ ‬تحصيلُ‭ ‬حاصلٍ،‭ ‬فلا‭ ‬يَسْتَتْبِعُ‭ ‬آثارًا‭ ‬جديدةً‭ ‬خلاف‭ ‬آثار‭ ‬العقد‭ ‬الأول،‭ ‬فللزوج‭ ‬على‭ ‬زوجته‭ ‬ثلاثُ‭ ‬طلقاتٍ‭ ‬لا‭ ‬سِتٌّ،‭ ‬ولها‭ ‬عليه‭ ‬نفقةٌ‭ ‬واحدةٌ‭ ‬لا‭ ‬نفقتان،‭ ‬وإذا‭ ‬طلقها‭ ‬باسمٍ‭ ‬من‭ ‬الاسمين‭ ‬كان‭ ‬الطلاق‭ ‬حالًّا‭ ‬لِعُقدة‭ ‬العقد‭ ‬الثانى‭ ‬بشروطه‭.‬

‭ ‬إمامة‭ ‬الصبى‭ ‬المميز‭ ‬لأمه‭ ‬فى‭ ‬الصلاة

‭‬هل‭ ‬تصح‭ ‬إمامة‭ ‬الطفل‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬تسع‭ ‬سنوات‭ ‬لأمه‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬تشجيعه‭ ‬على‭ ‬الصلاة؟

يجيب‭ ‬د‭. ‬على‭ ‬جمعة‭ ‬مفتى‭ ‬الجمهورية‭ ‬السابق

ذهب‭ ‬جمهور‭ ‬الفقهاء‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬صحة‭ ‬إمامة‭ ‬المميز‭ ‬للبالغ‭ ‬فى‭ ‬صلاة‭ ‬الفرض،‭ ‬وصحتها‭ ‬فى‭ ‬صلاة‭ ‬النفل،‭ ‬لأن‭ ‬الفرض‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬الصبى‭ ‬نافلة،‭ ‬أما‭ ‬الشافعية‭ ‬فيرون‭ ‬صحة‭ ‬إمامة‭ ‬المميز‭ ‬للبالغ‭ ‬فى‭ ‬الفرض‭ ‬والنفل‭ ‬على‭ ‬السواء،‭ ‬لما‭ ‬ورد‭ ‬فى‭ ‬حديث‭ ‬عمروبن‭ ‬سلمة‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عنه‭: ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يؤم‭ ‬قومه‭ ‬على‭ ‬عهد‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ ‬وهو«ابْنُ‭ ‬سِتِّ‭ ‬أَوْ‭ ‬سَبْعِ‭ ‬سِنِينَ‮»‬‭ ‬رواه‭ ‬البخارى‭ ‬فى‭ ‬‮«‬صحيحه‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نميل‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬به‭.‬

وعليه‭: ‬فلا‭ ‬حرج‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يؤم‭ ‬الصبى‭ ‬ابن‭ ‬تسع‭ ‬سنين‭ ‬أمه‭ ‬فى‭ ‬الصلاة،‭ ‬لأنه‭ ‬صار‭ ‬مميزًا‭.‬