إدمان المواقع الزرقاء.. تزوجوا ولم يقلعوا عن مشاهدة الأفلام الإباحية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

◄ فريد حاول محاكاة ما شاهد في الزواج.. وشريكته «خافت منه»


خطر مستتر، الكثير يكذّبون وجوده، لكن الحقيقة لا تتوارى كثيرا وتظهر في النهاية، ربما لن نصدق الأقاويل والجمل الدارجة والشائعات، لكن لغة الأرقام لا تكذب، فأحد أهم المواقع الإباحية يتأرجح في ترتيب المواقع التي تتصدر الزيارات في مصر، وفق مؤشر «ألكسا» الشهير.

 

«بوابة أخبار اليوم» تدخل على خط الأزمة التي لا تخرج من أبواب البيوت، وتتسبب وهي وراء الستار في الكثير من الكوارث الاجتماعية والصحية..

 

اقرأ الحلقة الأولى: إدمان المواقع الزرقاء| شهادات شباب وقعوا أسرى للأفلام الإباحية

 

لم ينجوا بعض المتزوجين من كارثة إدمان متابعة المواقع الزرقاء، وعايشوا أضرارها وتيقنوا من كونها أكذوبة كبرى، ومن يعتقد في صحتها ويحاول تقليدها سيكون واهما، والندم يسيطر عليهم بعدما وقعوا في أسرها ويبحثون عن مخرج منها.. في السطور التالية سنرى عن روايات لحالات متزوجة أدمنت مشاهدة الأفلام الإباحية.

 

خوف الشريكة

 

بدأ «فريد» - اسم مستعار – الذهاب إلى أحد مراكز العلاج النفسي منذ 4 أشهر بمعدل 3 مرات أسبوعيًا، بسبب الورطة التي وقع فيها ـ على حد وصفه ــ ، قائلا إنه كعادة الشباب الطائش دفعه الفضول لمطالعة الأفلام الإباحية، وكان يوهم نفسه بأنها فترة وينساها.

 

وتابع حديثه، أنه كلما مضت الأيام زاد تعلقه بها، بل إن المشاهدة زادت مدتها ومراتها حتى كادت تصل إلى مداومة شبه يومية، وما زال يعاني، ولكن العيب والخجل يمنعه من البوح عن معاناته، معلقا: «كنت عارف أنها زي المرض، بس مش عارف أقول أيه ولمين والناس هتفهمني إزاي».

 

وأشار إلى أنه كان يحدد مناسبة دينية أو موعد مثل بداية العام الدراسي أو الإقدام على خطوة جديدة في الحياة، للتخلص من هذا العبء والكابوس الذي لاحظ بعينه وعايش آثاره السلبية وأضراره، إلا أن المناسبة مضت ومرت وبقيت الأفلام الإباحية ملازمة له.

 

وأوضح أن الفرصة الأخيرة التي توقع بل تيقن أنها ستكون النقطة الفاصلة مع إدمان المواقع الإباحية هو الزواج، لافتًا إلى توهمه بأن العلاقة الشرعية ستغنيه عما يشاهده، لأنه كان يعتبر الأفلام «تصبيرة» لحين الزواج.

 

 

وواصل كلامه: تزوجت والأمر لم ينته، بل كانت المفاجأة في الأسابيع الأولى للزواج، حيث إنه حاول تقليد الأفلام، ولكنه فشل ولم يجد الاستثارة التي تعود عليها في الأفلام، حتى أن زوجته لاحظت هذا وبدا عليها الريبة والخوف، وساورها القلق، معلقا «توسلت لها، وادعيت أني مصاب بمرض وطلبت منها فرصة للتماثل للعلاج والشفاء وهو ما وافقت عليه خشية المشاكل والفضائح التي يتم عرضها على السوشيال ميديا، وكذلك التماسها صدق الرواية لذهابي للطبيب».

 

ويواصل العلاج في المركز الطبي حتى يعود لما كان عليه، قبل نحو 8 سنوات، وبداية التعرف على المواقع الزرقاء وإدمانها.

 


مشاكل لعلاقة الزوجية

 

وفي حالة مماثلة، لا تختلف كثيرًا عن غيرها من الواقعين في شباك الأفلام الإباحية، إن مراد ــ اسم مستعار ــ والذي قضى 5 سنوات مع مشاهدة الأفلام الإباحية، منها عامين، وهو متزوج.

 

وقال إن مشاهدة الأفلام الإباحية مرض، لا علاج واضح له، مشيرًا إلى أنه لا يفصح عن مرضه إلا لأصدقائه فقط ولا يمكنهم مساعدته، حتى أهله يخفي عنهم الأمر.

 

وأوضح أنه يواجه مشاكل كثيرة في العلاقة الزوجية، وما زال مصدوما لأن الواقع مغاير تماما عن تلك الأفلام، مضيفا: «دي أفلام زي الدراما بالضبط وكلام كذب وشغل سينما عشان يروج لحاجات معينة».

 

واختتم كلامه، موضحا أنه يشاهد تلك الأفلام قبل معاشرة زوجته، وهذا بات عادة له، ولا يستطيع إخبار زوجته، ويخاف من أن يأتي هذا اليوم، الذي لا يتوجع ما سيحدث فيه.

 

الممنوع مرغوب

 

ورغم ما هو معروف عن مجتمعنا أنه محافظ ومتشبث بالعادات والتقاليد، إلا أن الإحصائيات حول محركات البحث على مواقع الإنترنت تثبت أن مصر تحتل مركزًا متقدمًا في مشاهدة للأفلام الإباحية، ما خلق سؤالًا حول هذا التناقض يراود الكثيرين، وردت عليه الدكتورة إيمان عبدالله، استشاري علم الاجتماع، مؤكدة أن الممنوع دائمًا مرغوب. 

 

وأوضحت خلال تصريح خاص لـ «بوابة أخبار اليوم»، أن غياب الثقافة الجنسية والتربية الجنسية أحدث حالة من الفراغ لدى أفراد المجتمع، ولدت لديهم الفضول، الذي دفعهم للبحث عن مصادر يستقوا منها المعلومات لملء تلك الفراغات، فما وجدوا أمامهم سوى المصادر غير الأخلاقية، التي أصابتهم بالانحرافات، لأنها قدمت لهم ما بحثوا عنه ممزوجًا بالأفلام الإباحية.

 

وأضافت أن الأفلام الإباحية تثير مشاهدها، وترتبط بمراكز الإثارة في المخ، فيجد نفسه محتاجًا للمشاهدة بشكل دائم كما لو كانت جرعة مخدرات بالنسبة لمدمنها، حيث إن الأفلام باتت عادة يومية للكثيرين حتى بعد الزواج لم يستطيعوا التخلي عنها، لأنهم يجدون فيها استثارتهم ومتعتهم التي تغنيهم عن زوجاتهم. 

 

وأكدت أن الأمر ذاته يتكرر مع السيدات التي تكتفي بحاجتها من العلاقة الشرعية، من الأفلام الإباحية، لأنها شاهدتها ولم تجد فيها على أرض الواقع، فانطوت عليها، وباتت مدمنة لها، موضحة أن هذا الإدمان يجعل الزوجين غير مرتبطان ببعضها وتفتر العلاقة بينهما وسرعان ما تتقطع أوتارها وينفصلان ليضيفوا للمجتمع عبء جديد من المشاكل الأسرية.

 

واستكملت إيمان عبد الله، خبيرة علم الاجتماع: «عيب الحاجات دي» و«لا تدخل على والديك» وهما نائمان.. جمل يرددها الأباء والأمهات كثيرًا على مسامع صغارهم دون أن يعرفوهم ما العيب الذي يقصدونه، مؤكدة أن الوالدين يخشون من تربية أبنائهم وتثقيفهم «جنسيًا» فيكون هذا أسلوبهم.

 

وأشارت إلى من الأخطاء الشائعة في مجتمعنا هو ربط التربية الجنسية بالممارسة، فيتوهم القائمون على مؤسسات التنشئة الاجتماعية -مدرسة وأسرة ودور عبادة- أن تعريف الطفل أو الفتاة هذه الأمور وإيضاحها لهم، سيدفعهم لممارستها.

 

وتابعت أن الأفضل إطلاع الصغار على كل تفاصيل جسمهم وكل الأمور الخاصة بالعلاقات الجنسية حسب المرحلة العمرية، وتعريفهم كذلك بالحكمة من وجودها وتوقيتاتها المناسبة وتحذيرهم من فعلها دون ذلك حفاظا على صحتهم وحتى لا تفسد حياتهم وقتما يكبروا.

 

 

وأكدت أنه من المهم أنه يبحث أولياء الأمور عن أولادهم وبناتهم الذين وقعوا في فخ الأفلام الإباحية ووإخبارهم عن صناعة تسوق منتجات وأفكار هدامة، لا تمت للواقع بصلة، ومهمتها إفساد الأخلاق وإصابة المخ بأمراض وتشتت الانتباه وتحول دون إثبات الذات وتحقيق الأحلام، وأن المرضى بها يعانون مشاكل كثيرة وفقدوا استقرارهم الأسري.

 

واختتمت كلامها محذرة من متابعة الصفحات التي انتشرت مؤخرًا وتظهر فيها فتيات وسيدات يقمن بروتين يومهم العادي، وهم يرتدون ملابس البيت العادية، ومنها ما يكون كاشفا ومغريا، ويفتعلون حركات من شأنها إثارة المشاهد، لزيادة المشاهدات ويقابلها زيادة دخلهم، مضيفة أن هناك حالات تتلقى العلاج بسبب إدمانهم لتلك الفيديوهات رغم إنها ليست كالبورنو ولكنها تؤدي نفس الشيء المقزز.