هيثم وحيد يكتب: سقوط شريف عامر في وحل عشوءة الذوق العام

شريف عامر
شريف عامر

- استضافته لمغنى شيماء دعوة صريحة للقبح على حساب جمال الفن                    

ليس عيبا ان يخطئ الإعلامي أي إعلامي كبيرا كان أو صغيرا.. فالأخطاء واردة دائما لأنها طبيعة البشر وعلينا ان نتعلم من أخطاؤنا ونتداركها فيما بعد. وهذا هو التعلم والتطور.. ولكن أن نخطأ وندافع عن الخطأ بخطأ بل بخطئة الدفاع عن ارتكاب الخطأ فهذا يعد كارثة خاصة لو جاءت من إعلامي مفترض انه يوجه رأى عام. فالإعلام مهنة خطيرة تحتاج من ينتهجها ويعمل بها أن يكون على قدر مسئولياتها ..ويجب ان يملك من الموهبة التي تؤهله بالتعامل مع مفرداتها وتفاصيلها بثقافة وثقل فكرى ومهني يصل من خلاله الى عقول ووجدان المشاهد ويقنعه بالمحتوى الذى يقدمه. وهذا لن يكن لو وقع الإعلامي فى فخ الترند.

هذا ماحدث من وجهة نظرى مع شريف عامر الذى سقط فى وحل العشوائية الذى روج لها دون قصد على ما اعتقد.. ففكرة استضافته لصاحب اغنية عشوائية هى دعوة صريحة للتعشوء حتى لو كان فى ظاهرها عرض لشيء أثار ضجة على مواقع السوشيال ميديا. وهذا ما صرح به الإعلامي بأن وظيفة الإعلام هو عرض القضية بشكل محايد دون وضع حل لها. وهذا فى حد ذاته رأى اصبح ليس في محله فى وقت تحول البرنامج او المسلسل او الفيلم هو المرجعية لجيل لا يقرأ كتاب ولا حتى رواية فقط يستقى معلوماته من برامج التلفزيون او السوشيال ميديا لهذا ارى أن تصريح عامر خانه الصواب فيه في زمن اختلفت فيه ثوابت تعامل الاعلام مع الجمهور. لأن زمان الاعلام كان عليه طرح القضية دون التدخل في حلها او رفضها لان هناك جمهور واعى يملك من الثقافة ما يجعله يعرف الصح من الخطأ ..اما الان فالتعامل مع القضايا والموضوعات التي من خلالها ينتشر القبح على حساب الجمال يحتاج الى إعلامي مثقف وواعى وواقعي لطبيعة المرحلة التي نعايشها. فهناك موضوعات الدخول فيها يعتبر دخول شائك اما ان املك الثقافة والموهبة التى تؤهلنى ان اتعامل معها او اننى ابتعد عن طرحها من الأساس.. ولكن شريف عامر الذى يرفض ان يعترف بخطئه الإعلامي عمل دعاية اكثر لواحد لا صوت ولا صورة يغنى لبطة ..مما جعل منه مثلا وقدوة ورمز لكل العشوائيين في الأرض.. وحتى غير العشوائيين من الشباب والمراهقين الباحثين عن نفسهم ومستقبلهم. فهذا العشوائي أصبح نجم تستضيفه اهم القنوات الفضائية فلماذا لا اصبح مثله نجم وغنى وبلاها تعليم وثقافة ووجع قلب. فما حدث هو ترسيخ لفكرة عشوءة الفن بل والمجتمع ونشر فكرة القبح على حساب الجمال. ونصيحة لأستاذ شريف عامر هناك قاعدة نقدية لأى عمل فنى تقول بان العمل السيء الفاشل تجاهله يعنى وأده ووأد فكرة انه عمل فنى من الأساس.. اما لو تكلمت عنه ولو بكلمة فهذا يعنى ان به شئ ناجح وانك تعترف به كعمل فنى..لذلك ارى ما اقترفه الإعلامي هو خير دليل على عشوءة الإعلام بإعلاميين  لا يملكون من الثقافة سوى اللهث وراء الترند دون الاهتمام بالارتقاء بالذوق العام. يدعون دون قصد للقبح على حساب جمال الفن..لذا لو اردنا فن جميل لابد من البحث عن اعلام مثقف واعى بقيمة الجمال.

اقرأ أيضا: شريف عامر والترند غير الشرعي.. أولها محلل وآخرها شيماء