إدمان المواقع الزرقاء| شهادات شباب وقعوا أسرى للأفلام الإباحية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

خطر مستتر، الكثير يكذبون وجوده، لكن الحقيقة لا تتوارى كثيرا وتظهر في النهاية، ربما لن نصدق الأقاويل والجًمل الدارجة والشائعات، لكن لغة الأرقام لا تكذب، فأحد أهم المواقع الإباحية يتأرجح في ترتيب المواقع التي تتصدر الزيارات في مصر، وفق مؤشر «ألكسا» الشهير.

«بوابة أخبار اليوم» تدخل على خط الأزمة التي لا تخرج من أبواب البيوت، وتتسبب وهي وراء الستار في الكثير من الكوارث الاجتماعية والصحية ..

شهادات
لم يكن مختار - اسم مستعار-، هذا الشاب العشريني يترك ساعة يخلو فيها مع نفسه إلا وذهب إلى تصفح المواقع الإباحية التي أسرته منذ أن كان في الثانية عشر من عمره.


كان في الصف الأول الإعدادي، ويحمل هاتفًا أرسله له والده من المملكة العربية السعودية، كهدية إنجاز المرحلة الابتدائية والانتقال إلى الإعدادية، وكان انتشار الهواتف الأندرويد حينها محدودًا خاصة بين أقرانه أو من هم في مثل سنه.

يقول مختار لـ «بوابة أخبار اليوم»، إن زميله عرض عليه أن يُحمّل له شئ قد يسعده على الهاتف، حسبما أخبره ولكن لم يصفح له عما هو.

وواصل مختار حديثه: «كنا على موعد لقاء في درس خاص يجمعنا بعد العودة من المدرسة، وحينها وجدته يحضر معه الهاتف الذي تركته له قبل أن نودع بعضنا في المدرسة».

ويقول: كان عدد الطلاب المشتركين في مجموعة الدرس قد حضروا، وحينها أخذت أتمحصُ في الهاتف وأبحث ما أضافه زميلي هذا، وهنا كانت الطامة الكبرى، حيثُ وجدتُ مقطعًا إباحيًا، توترتُ وارتبكتُ وخطف تركيزي وشتت انتباهي ولا زلت غارقًا في هول الصدمة حتى أنهيتُ الدرس. 

وأضاف: خلال الحصة، وبينما الأستاذ ملهيًا في الشرح، وأنا في وادٍ آخر، وزميلي هذا ينظر ناحيتي ويضحك ويغمز لي، ثم بعدما فرغ المعلم من شرحه، قال لي من حمل هذا الفيديو: «أيه رأيك يا زميلي في الحلويات دي؟، متنساش التليفون معاك بكرة في المدرسة عشان نتفرج». 

اقرأ أيضًا.. برلماني يكشف تفاصيل غلق المواقع الإباحية في مصر

 

ويستطرد مختار في حديثه: «معرفتش أرد عليه، وذهبت للمنزل وقبل الخلود للنوم فحصت الهاتف وفتحت الفيديو وأنا أرتعش، وافتحُ وأغلقُ الفيديو»، واستمر الأمرُ مرات ومرات، وفي اليوم التالي وبينما هم في الفصل، فتح زميله الهاتف وشاهدا سويًا، معلقا تقل قلبي وخلي الأمر عادي معايا. 

 

وأردف: تعودتُ على المشاهدة حتى أني أصبحتُ أطلب منه تحميل فيديوهات مماثلة، ومنذ ذلك الحين ولا استطع التوقف عنها وأحمِّل الجديد منها فور نزوله، معلقاً على قصته مع الأفلام الإباحية قائلاً: «مش عارف نفسي بشوفها ليه، كله شبه بعضه وحاجات مقرفة وبتيجي عليا وعلى صحتي وحالتي النفسية، بس مش قادر أبطلها بل الأمر زاد؛ لأني دلوقتي مفيش تحميل من السيبر كما كان من قبل، لأن الهاتف به إنترنت والمشاهدة سهلة ومتاحة مجانا».

البداية كانت نظرة فضول
«الفضول ده مصيبة كبيرة، وأنك عاوز تجرب أي حاجة بيكون بداية حاجات وحشة»، هذا ما قاله أشرف -اسم مستعار-، شاب في التاسعة عشر من عمره، تحدث عن بدايته مع مشاهدة الأفلام الإباحية، موضحًا أنه ذات مرة وأثناء تواجده داخل الفصل، وكان وقتها في عامه الدراسي الأول بإحدى مدارس الثانوية الفنية، حيث شاهد عددًا من زملائه يشاهدون مقطع فيديو لمحتوى جنسي، امتعض في بادئ الأمر، ونفر منهم، ولكن بعد أيام قاده الفضول للاقتراب منهم، ومعرفة ماذا يشاهدون، ولبى فضوله ليفاجأ أن اهتمامهم الشديد ب«حاجة قلة أدب».

اقرأ أيضًا.. «الاتصالات» تكشف حقيقة غلق المواقع الإباحية فى مصر


باب دخوله لعالم الإدمان 
ويقول: إن هذه النظرة الملبية لفضوله كانت باب دخوله لعالم إدمان مشاهدة المواقع الإباحية، الذي لم يتمكن  من مغادرته رغم ما استجمع من عزيمة كي يحرر نفسه من رهنها له، وذلك بعد علمه وتيقنه ومعايشته لكم الأضرار النفسية والجسدية والاجتماعية والسلوكية التي لحقت به بسببها، فكلما حاول فشل وانتكس ثانية وثالثة، ويبحث عن مناصٍ للخروج منها.


واستكمل حديثه، أنه كلما استمع لطبيبِ يحذر منها أو شيخ يوضح ويدلل على حرمانيتها أو كاشفًا لأضرارها، يبيت النية للإقلاع عنها، ولكن الأمر لا يستغرقُ أكثر من بضعة أيام قبل أن يعود لها مجددًا.

السطور السابقة تعبر عن حالتين دخلا في هذا الطريق، ولم يملكا قوة الخروج منه، واتفقا في حديثهما على أن من أمسك بأيديهم لهذا الأمر المؤذي كانوا زملاءً وأصدقاء، ساعدهم ضعف نفوسهم وفضولهما القوي.. الذي جعلهما رهن مشاهدة الفيديوهات الإباحية حتى بعد انقطاع الصلة بمن كان سببًا في تعرفهم عليها.

 

النجاة من رهن «الإباحية» 
ليس كل من دخل في نفق إدمان المواقع الإباحية غاص فيه، ولم يتسن له الرجوع إلى حياته الطبيعية، فهناك من امتلك العزيمة وتسلح بالإرادة، وخلّص نفسه من الوقوع فريسة لداء الناجون منه قليلون والواقعون في أسره خاسرون. 

«الحمد لله ربنا تاب عليّ».. هكذا وصف بهاء - اسم مستعار - حالته مع مشاهدة الأفلام الإباحية، لافتا إلى أن ذروة التعلق بالمشاهدة كانت في أول 3 أعوام من قيده بكلية التجارة بإحدى جامعات القناة.

البحث عن مكان مستور
وعن حاله خلال هذه الفترة، قال إنه كان مخطوفًا ودائم الرعشة، عندما يفعل أي شيء، ومشتت الانتباه، حيث يستخرج له عقله الباطن الصور من تلك الأفلام ويتخيلها أمامه، ولا يستقيم يومه حتى يبحث عن ساتر لمشاهدتها؛ حيث كان يذهب لدورات المياه في الجامعة، أو على أعلى منزلهم أو بدورة المياه في البيت، أو حتى خلال المذاكرة.

 

كان مخطوفا ومذلولا
وأوضح أنه ما كان يجلس جلسة إلا ويروح عقله عنها، مشغولًا في تلك الآفة -على حد وصفه- ، حيث يغوص في التفكير فيها، فقد سرقت الأفلام تركيزه وابتسامته النابعة من القلب، وكان دائم التعصب والارتعاش، والخوف من افتضاح أمره، ويحس أنه «مذلول» من جميع من حوله.

 

وحول كيفية تخلصه منها، أوضح أنه عزم على الانتظام في صلاته، وما ترك دقيقة إلا وشغلها برياضة «الضغط والعُقلة»، وكان يضع في حسبانه الأيام القليلة التي عاشها بدون مشاهدة تلك المحرمات والراحة النفسية والسكينة والطمأنينة التي نعم بها، ويقارنها بسنوات العمر الضائعة بسببها، حتى كتب له الله التوفيق وولد من جديد.

تابعونا بقرأه الملف كاملاً...

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي