الأمم المتحدة: برنامج الأغذية العالمي يحذر من وقوع الملايين في براثن الجوع

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يُعتبر وضع الأمن الغذائي في جميع المناطق الثلاث "أفار وأمهرة وتيغراي"، حرجا بالفعل، ومن المتوقع أن يزداد سوءا إذا استمرت الانقطاعات في المساعدات الإنسانية الناجمة عن النزاع.

ومن المتوقع أن تشهد إثيوبيا مستويات قياسية عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى منتصف عام 2022 على الأقل، وتظل الأجزاء الشمالية والجنوبية والجنوبية الشرقية من البلاد مصدر قلق كبير، وفقا لآخر توقعات الأمن الغذائي لإثيوبيا (تشرين الأول/أكتوبر 2021-أيار/مايو 2022).
اقرأ ايضاً|الأمم المتحدة: تعيين مستشارة جديدة خاصة لشأن ليبيا للأمين العام

وأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سيواجه نقصا شديدا في التمويل خلال الأشهر الستة المقبلة، مما يهدد قدراته على تلبية الاحتياجات الغذائية والتغذوية الحرجة لملايين الإثيوبيين واللاجئين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديرها القطري، د. ستيفن وير أومامو: "الدعم الغذائي والتغذوي الكامل وفي الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية لتخفيف معاناة الملايين في جميع أنحاء إثيوبيا. وبالإضافة إلى التحديات الشديدة التي تواجه السكان المتأثرين بالصراع في العديد من المناطق، فإننا نشعر بقلق عميق إزاء الضعف المرتبط بالمناخ، وانعدام الأمن الغذائي في مناطق الأراضي المنخفضة الجافة."


يعاني برنامج الأغذية العالمي من فجوة تمويلية قدرها 579 مليون دولار لتقديم المساعدة الغذائية المنقذة للحياة وأنشطة دعم سبل العيش إلى 12 مليون شخص في إثيوبيا على مدى الأشهر الستة المقبلة.
ويشمل هذا المبلغ 316 مليون دولار مطلوبة بشكل عاجل لإيصال المساعدات الغذائية والتغذوية الطارئة إلى 3.7 مليون شخص في شمال إثيوبيا خلال الأشهر الستة المقبلة.

وتسعى حكومة إثيوبيا وبرنامج الأغذية العالمي وشركاء آخرون إلى التخفيف من أزمة الجوع في البلاد. وقد تركت الآثار المشتركة المتواصلة للنزاع والجفاف والفيضانات وغزو الجراد الصحراوي واضطرابات الأسواق وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وجائحة كـوفيد-19، ما يُقدّر بنحو 13.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وأضاف د. أومامو أن الطعام يتوفر في البلاد، لكن إذا لم يحصل برنامج الأغذية العالمي على التزامات بتمويل جديد في الأسابيع القادمة، "لن نتمكن من شراء هذا الطعام وحشده لمنع وقوع الملايين في براثن الجوع الشديد والمعاناة بحلول أوائل العام المقبل.
كما تواجه المناطق الرعوية الجنوبية والجنوبية الشرقية في إثيوبيا موسم هطول أمطار ثالث على التوالي دون معدلها السنوي، مع جفاف شديد يتسبب في خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية، ويقضي على سبل العيش الهشة، ويفاقم انعدام الأمن الغذائي حتى منتصف 2022.

وتضيف آثار الصراع المستمر – بما في ذلك الاضطرابات المستمرة في التدفقات التجارية والحد الأدنى من النشاط الاقتصادي – إلى الخسائر الكبيرة بالفعل في الغذاء والدخل.

وقد عزز الشركاء المانحون الدوليون والتزموا أكثر من أي وقت مضى باستجابة برنامج الأغذية العالمي في إثيوبيا، لكن مستوى التمويل لم يواكب الاحتياجات المتزايدة.

وأدى نقص التمويل بالفعل إلى خفض الحصص التموينية لحوالي 710 آلاف لاجئ في جميع أنحاء البلاد ويعاني 2.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في المنطقة الصومالية.  

ويتلقى اللاجئون الآن 60 في المائة من السعرات الحرارية المطلوبة للفرد في اليوم، بينما تتلقى العائلات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في المنطقة الصومالية حبوبا أقل بنسبة 10 في المائة للفرد الواحد شهريا.

ويعمل البرنامج في جميع أنحاء شمال إثيوبيا مع الحكومة الفيدرالية والسلطات الإقليمية للوصول إلى السكان المتضررين من النزاع، حيثما أمكن ذلك، ويدعو جميع الأطراف إلى احترام أصول المنظمة وموظفيها وسلعها والوصول إلى المناطق التي هي في حاجة، مسترشدا بمبادئ الحياد وعدم التحيّز والإنسانية والاستقلالية.