الأرثوذكسية تحيي تذكار تكريس كنيسة مار بقطر

الكنيسة القبطية الارثوذكسية
الكنيسة القبطية الارثوذكسية

تحي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الاثنين، تذكار تكريس كنيسة مار بقطر، جاء ذلك وفقًا لما جاء في سنكسار الكنيسة، وهو كتاب يعرض قصص الشهداء والقديسين في المسيحية. 

كما تحي ذكرى استشهاد القديس يعقوب الفارسي المقطع، وكان من جنود سكراد بن صافور ملك الفرس، ولشجاعته واستقامته ارتقى إلى أسمى الدرجات في بلاط الملك، وكان له لدى الملك حظوة ودالة، حتى أنه كان يستشيره في كثير من الأمور، وبهذه الطريقة أمال قلبه عن عبادة السيد المسيح، ولما سمعت أمه وزوجته وأخته وافق الملك على اعتقاده، كتبن إليه قائلات "لماذا تركت عنك الإيمان بالسيد المسيح، وأتبعت العناصر المخلوقة، وهي النار والشمس، إلا فاعلم أنك إن لبثت على ما أنت عليه تبرأنا منك وحسبناك كغريب عنا".

وعندما قرأ الكتاب بكي وقال "إذا كنت بعملي هذا قد تغربت عن أهلي وجنسي، فكيف يكون أمري مع سيدي يسوع المسيح"، ثم ترك خدمة الملك وانقطع لقراءة الكتب المقدسة، ولما انتهى آمره إلى الملك دعاه إليه، وإذ رأى تحوله أمر بضربه ضربًا موجعًا، وأنه مازال لم ينثن عن رأيه يقطع بالسكاكين، فقطعوا أصابع يديه ورجليه، وفخذيه وساعديه، وكان كلما قطعوا عضواً من أعضائه يرتل ويسبح قائلاً "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك"، ولم يبق من جسده إلا رأسه وصدره ووسطه، ولما علم بدنو ساعته الأخيرة سأل الرب من أجل العالم والشعب لكي يرحمهم ويتحنن عليهم، معتذرًا عن عدم وقوفه أمام عزته بقوله "ليس لي رجلان لكي أقف أمامك، ولا يدان أبسطها قدامك، وهو ذا أعضائي مطروحة حولي، فاقبل نفسي إليك يارب" ، وللوقت ظهر له السيد المسيح وعزاه وقواه فابتهجت نفسه، وقبل إن يسلم الروح أسرع أحد الجند وقطع رأسه، فنال إكليل الشهادة، وتقدم بعض المؤمنين وأخذوا جسده وكفنوه ودفنوه.

اقرأ أيضا: الكنيسة تحي تذكار استشهاد القديس مرقوريوس أبي سيفين

وعندما سمعت أمه وأخته وزوجته بذلك فرحن وأتين إلى حيث الجسد وقبلنه هن يبكين، ولفنه بأكفان فاخرة وسكبن علىه أطيارًا غالية، وبنيت له كنيسة ودير في زمن الملكين البارين أركاديوس وأنوريوس، وعندما علم ملك الفرس بذلك، وبظهور الآيات والعجائب من جسد هذا القديس وغيره من الشهداء الكرام، أمر بحرق سائر أجساد الشهداء في كل أنحاء مملكته، فآتى بعض المؤمنين وأخذوا جسد القديس يعقوب وتوجهوا به إلى أورشليم، ووضعوه عند القديس بطرس الرهاوي أسقف غزة، فظل هناك حتى ملك مرقيان الملك الذي اضطهد الأرثوذكسيين في كل مكان، فأخذ القديس بطرس الأسقف الجسد وحضر إلى الديار المصرية، ومضى به إلى البهنسا، وأقام هناك في دير به رهبان قديسون، وحدث بينما هم يسبحون وقت الساعة السادسة في الموضع الذي فيه الجسد المقدس، إن ظهر لهم القديس يعقوب مع جماعة من شهداء الفرس واشتركوا معهم في الترتيل وباركوهم، وغابوا عنهم بعد أن قال لهم القديس يعقوب، إن جسدي يكون ههنا كما أمر الرب، ولما أراد الأنبا بطرس الأسقف العودة إلى بلاده حمل الجسد معه ولما وصل إلى البحر اختطف من بين أيديهم إلى المكان الذي كان به.